مدير «مايو كلينيك»: 50% من مصابي «كورونا» تعرضوا لـ«ضبابية الدماغ».. واللقاحات تقلل الأعراض

الحصول علي اللقاحات قلل من الآثار السلبية لفيروس كورونا

مدير «مايو كلينيك»: 50% من مصابي «كورونا» تعرضوا لـ«ضبابية الدماغ».. واللقاحات تقلل الأعراض
المرسي عزت

المرسي عزت

5:53 م, الثلاثاء, 9 نوفمبر 21

قال الدكتور جريج فانيشكورن، المدير الطبي لبرنامج إعادة التأهيل بعد كوفيد-19 في مؤسسة مايو كلينك إن الحصول علي اللقاحات قلل من الآثار السلبية لفيروس كورونا، مضيفا -خلال مقابلة افتراضية علي زووم- أن أعراض كورونا الحادة يمكنها أن تصيب أي شخص ، موضحًا أن 50%من المرضي الذين أصيبوا بالفيروس تعرضوا لحالة تعرف ب” ضبابية الدماغ”. يذكر أيضا أن الدكتور جريج فانيشكورن يشغل منصب طبيب مهني مختص في قطاع الطيران لدى مايو كلينك في روتشستر، مينيسوتا بالولايات المتحدة الأميركية.

ومن خلال تخصصه قام بمساعدة الأفراد الذين يعانون من أمراض معينة للحفاظ على أدائهم في الحياة أو في العمل أو دعم الأشخاص الذين أصيبوا في العمل بما في ذلك أثناء الطيران.

بداية ما هو برنامج إعادة التأهيل بعد الإصابة بفيروس كورونا؟

منذ بداية الجائحة، نسعى أنا وزملائي في الطب المهني، إلى مساعدة الأفراد في محاولاتهم للتعافي من الإصابة الحادة بكوفيد-19. ومنذ البداية، تبيّن لنا أن هؤلاء الأفراد يواجهون صعوبة في التعافي، فعانوا من أعراض طويلة الأمد مثل التعب الشديد وضيق التنفس ومشاكل التفكير.

ولمساعدة هؤلاء الأفراد على التعافي بأفضل شكل ممكن، تواصلت مع زملائي في تخصصات مختلفة، مثل طب الرئة وطب القلب والأمراض المعدية على سبيل المثال.

وقمنا بوضع بروتوكول وخطة علاج لهؤلاء المرضى، ومع تزايد عدد المرضى القادمين إلى العيادة لطلب المساعدة، قمنا بإضفاء الطابع الرسمي على البرنامج في شهر يونيو عام 2020م تحت اسم “برنامج إعادة التأهيل بعد كوفيد-19” ومنذ ذلك الحين، رأينا مئات المرضى من جميع أنحاء الولايات المتحدة يعانون من هذه الحالات.

ما هي أعراض كوفيد طويل الأمد؟

كوفيد طويل الأمد هو حالة مرضية مرتبطة عادةً بالإرهاق الشديد، وهو ليس مجرد إجهاد طبيعي، ولكننا نتحدث عن إرهاق شديد جداً. 

فغالباً ما يقول المرضى أنهم بحاجة إلى أخذ قيلولة لثلاث إلى أربع ساعات أو حتى يعانون من التعب المستمر لعدة أيام بعد القيام بأنشطة بسيطة، مثل القيام ببعض الأعمال المنزلية الخفيفة أو التجول مشياً حول المبنى.

بالإضافة إلى ذلك، اشتكى المرضى أيضاً من ضيق شديد في التنفس ومشاكل مثل الصداع ومشاكل في التفكير.

لكن هذه الأعراض والتي غالباً ما تركز عليها وسائل الإعلام، ليست سوى جزء بسيط من هذه الحالة،فنحن نتعلم كل يوم المزيد من مرضانا ونسمع عن أعراض جديدة يمكن أن تكون مرتبطة بكوفيد طويل الأمد مثل مشاكل التعرق ومشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك الشديد والصداع وحتى فقدان السمع.

ولسوء الحظ، هذه الحالة لا تختفي على الرغم من كل الجهود التي نبذلها مع الجائحة مثل السيطرة على المخالطين وتوزيع اللقاحات ، إلا أن الناس ما زالوا يعانون. فقد مرّ أكثر من عام على بداية الجائحة ولا يزال لدينا مرضى يعانون من تلك الأعراض.

يبدأ المرضى بالتحسن، ولكن هناك أيضاً بعض الأشخاص الذين سترافقهم تلك الأعراض لفترة طويلة لسوء الحظ.

4. هل تم تحديد العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد؟

عندما بدأنا في مواجهة هذه الحالة المرضية، افترضنا أن عوامل الخطر التي من شأنها أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بعدوى حادة، مثل التقدم في السن أو ارتفاع ضغط الدم الخارج عن السيطرة أو مرض السكري، ستكون من العوامل التي تؤدي إلى كوفيد طويل الأمد.

لكن الواقع وما رأيناه في بحثنا مختلف، فنسبة 75% من المرضى الذين رأيناهم هنا في مايو ضمن برنامجنا يعانون من إصابة كوفيد خفيفة جداً ولم يحتاجوا إلى دخول المستشفى حتى أن البعض لم يطلب أي رعاية طبية على الإطلاق.

بالإضافة إلى ذلك، ربع مرضانا فقط كانوا يعانون من أحد أشكال أمراض القلب والأوعية الدموية أو الجهاز التنفسي أو الصحة النفسية في السابق.

 وحوالي 5% فقط من مرضانا كانوا يعانون من حالات إجهاد مزمن سابقاً أو ألم عضلي ليفي وهو أمر مرتبط بهذه الحالة ،لذا فإن النقطة المهمة التي أوضّحها للجميع هي أن كوفيد طويل الأمد هو حالة يمكن أن تصيب أي شخص

 هل تم تحديد التغيرات البيوكيميائية التي تسبب إصابة الشخص بالفيروس بشكل مزمن؟

من المهم أن نتذكر أن هذه الحالة المرضية ما زالت حديثة العهدعلى الرغم من مضي أكثر من عام منذ أن بدأنا نسمع عنها، لكن معظم الأبحاث في العالم ركزت فقط على محاولة تحديد كيفية ظهور هذه الحالة عبر مختلف الشرائح الاقتصادية والاجتماعية ومختلف الأعراق.

مع ذلك، هناك بعض النتائج الأولية للبحث الآن والتي تشير إلى أنه قد تكون هناك مشكلة، أو تشير إلى طبيعة المشكلة على المستوى البيوكيميائي.

على سبيل المثال، وجد بحث من جامعة أركنساس خلال العام الماضي، أجساماً مضادة ذاتية ضد بروتينات معينة عند المرضى الذين يعانون من كوفيد طويل الأمد.

وكانت تلك الأجسام المضادة تستهدف إنزيم محول للأنجيوتنسين، والذي يؤثر على طبيعة إصابة الناس بفيروس كورونا. 

وهناك أبحاث أخرى أيضاً تُظهر أن جهاز المناعة قد تغير ولا يعمل بشكل طبيعي عند المرضى الذين يعانون من كوفيد طويل الأمد.

كما أشارت العديد من الأبحاث إلى إمكانية وجود مشاكل مثل الاعتلال العصبي لدى المرضى الذين يعانون من كوفيد طويل الأمد.

والنظرية الأكثر شيوعاً في الوقت الحالي هي أن كوفيد طويل الأمد ناتج عن فرط المناعة أو مشكلة مناعة ذاتية تؤثر على الجسم بطرق عدة بما في ذلك الجهاز العصبي

ما هي العلاجات المستخدمة في علاج المرضى الذين يعانون من أعراض كوفيد طويلة الأمد؟ ما مدى التقدم المحرز في هذا المجال؟

المشكلة الأساسية التي نجدها في حالات كوفيد طويل الأمد هي أن المرضى يعانون من زوال التكيف، ويمكن أن تتسبب أي حالة طبية في زوال التكيف عند شخص ما بعد أيام قليلة فقط، ولكن من الواضح أن ذلك ينطبق بشكل خاص على الإصابة بكوفيد 19.

من الأمور التي نركز عليها بشكل أساسي مساعدة المرضى على إعادة تقوية أجسامهم والعودة إلى وظائفهم اليومية الاعتيادية، لكن بطريقة آمنة.

غالباً ما يُبلغ المرضى الذين يعانون من هذه الحالة عما يسمى بالشعور بالضيق أو الإرهاق الذي يمكن أن يستمر لساعات أو حتى أيام بعد نشاط بسيط.

لهذا السبب، يواجه العديد من المرضى صعوبة في محاولة القيام بأنشطة طبيعية أثناء النهار أو حتى ممارسة الرياضة، لأنها تتسبب بتفاقم أعراضهم.

لذلك في وقت مبكر جداً من برنامج العلاج لدينا، سنجعل مرضانا يعملون مع كل من المعالجين الفيزيائيين والمتخصصين المهنيين لمساعدتهم على التعافي بشكل مناسب دون التسبب في الكثير من الضغط على أجسامهم، لا نفضل أن نعتبر ذلك نوعاً من التمرين، ولكنه نشاط خفيف ومتسق يسمح للمريض بالتعافي ببطء.

أفاد حوالي 50%من مرضانا عن وجود بعض الصعوبات في التفكير لديهم أيضاً،وهو ما يشار إليه باسم ضباب الدماغ ويبدو أنه مشابه جدًا لارتجاج المخ، وبالتالي غالباً ما يقوم مرضانا بزيارة أخصائيي الارتجاج لمساعدة أدمغتهم على التعافي أيضاً.

وبالطبع هناك العديد من الأعراض- كما سمعنا- مرتبطة بهذه الحالة، منها ضيق التنفس أو الصداع أو الغثيان والدوخة.

لذلك نستخدم أيضًا الأدوية والعلاجات الأخرى للمساعدة في التحكم بتلك الأعراض حتى يتمكن المرضى من المشاركة بشكل أفضل في إعادة التأهيل الجسدي والنفسي والعقلي.

وقضيت الكثير من الوقت في محاولة اكتشاف السر، مثلاً دواء أو مكمل يمكننا استخدامه لمساعدة المرضى الذين يعانون من هذه الحالة بسرعة، لكن لسوء الحظ، لم نعثر على شيء.

7. إذا تلقيت اللقاح وأصبت بكوفيد 19، فهل أنا أقل عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد؟

أتيحت لي الفرصة لزيارة المرضى الذين تم تطعيمهم ثم أصيبوا بفيروس كوفيد 19، وبعدها عانوا من أعراض كوفيد طويل الأمد،لكن لحسن الحظ هذه الحالات نادرة للغاية، ويبدو أن الأفراد الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد من أولئك الذين حصلوا على اللقاح، يميلون إلى التحسن بشكل أسرع بكثير.

بينما ما زلت آمل أن يساهم اللقاح في تقليل الإصابة بكوفيد طويل الأمد، يمكنني القول إننا نشهد الآن المرضى يتعافون في وقت مبكر جداً عند إصابتهم بكوفيد طويل الأمد.

والآن نرى مرضى يتعافون بعد خمسة أسابيع من الإصابة مقارنة بثلاثة أشهر، لذلك، يمكن التساؤل ما إذا كان اللقاح يخفف من حدة كوفيد طويل الأجل لدى هؤلاء المرضى؟ أو أن السبب هو تلقيهم العلاج؟

من السابق لأوانه معرفة ذلك، لكننا بالطبع نوصي دائماً بالحصول على اللقاح

.8. لقد وافقت إدارة الغذاء والدواء مؤخراً على استخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة للوقاية من أعراض فيروس كورونا الحادة،ما هي مدة استخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة؟ وما هي طريقة عملها؟

يمكن أن يكون العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة خياراً مفيداً في حالات الإصابة الشديدة. والتأثير العام لهذه العلاجات هو المساعدة في تعزيز جهاز المناعة وإعطاء الجسم المزيد من الأسلحة لمحاربة المرض.

لم نعرف بعد المدة التي يمكن استخدام هذا العلاج خلالها، وإذا ما كان بالإمكان استخدامها لكوفيد طويل الأمد.

يتم استخدام هذا العلاج في الغالب في الحالات الطارئة، لذلك فإن طرق استخدامه محدودة للغاية، وليس لدينا البحث الكافي في الوقت الحالي أو بروتوكولات البحث لتجربة العلاج من قبل المرضى الذين يعانون من كوفيد طويل الأمد، لكنه سيكون مجالاً واعداً للبحث في المستقبل القريب.

وأنا مهتم بشكل خاص بالتجارب التي تتضمن استخدام هذاالعلاج لمرضى كوفيد طويل الأمد، لأننا رأينا تقارير عن تحسن حالة المرضى بعد اللقاح. 

وربما سيكون للعلاج المعزز للمناعة أو العلاج الذي يعيد ضبط الجهاز المناعي فائدة لدى هؤلاء المرضى، مثل علاج الأجسام المضادة أحادية النسيلة.

يعاني العديد من المرضى الذين أصيبوا بـكوفيد لمدة ثلاثة أشهر من اختلال في حاستي التذوق والشم، هل هو أمر سيتحسن بمرور الوقت؟ ما الذي يجب أن يتوقعه المرضى في الأشهر القادمة؟

نعم، لقد رأينا العديد من المرضى يعانون من كوفيد طويل الأمد مع مشاكل تستمر لفترة طويلة في التذوق والشم، قد تستمر في بعض الأحيان من 6 إلى 8 أشهر، لكن يسرني أن أقول إن جميع هؤلاء الأفراد تقريباً يستعيدون حاستي التذوق والشم وتعودان إلى طبيعتهما بمرور الوقت.

هناك علاجات محددة يمكن استخدامها،على سبيل المثال، لدينا ما يسمى بإعادة التدريب الشمي، وهناك بعض المكملات الغذائية مثل زيت السمك التي قيل إنها تساعد.

10. هل من الآمن تلقي اللقاح أثناء استمرار أعراض كوفيد طويلة الأمد؟

نعم، لدينا الكثير من المرضى الذين يعانون من أعراض كوفيد طويل الأمد وحصلوا على اللقاح.

شريحة صغيرة منهم، قرابة 10%، أفادوا بتحسن أو حتى اختفاء أعراضهم،ليس لدى معظم المرضى أي تجربة مختلفة مع اللقاح، كأولئك الذين لا يعانون من كوفيد طويل الأمد.

يعاني بعض المرضى من نوبة خفيفة من الأعراض استمرت حوالي أسبوع، لكننا لم نرَ أي شخص يزداد سوءاً في حالة كوفيد طويل الأمدبعد الحصول على اللقاح.

 ملاحظات ختامية

سأطرح فكرتين أخيرتين هنا أولاً، نحن في بداية إجراء بحث حول هذه الحالة المرضية،ثانياً تحاول معظم الأبحاث فقط معرفة كيفية ظهور هذه الحالة عبر مجموعات مختلفة من الناس، لكن الخطوة التالية هي البدء في إجراء المزيد من الأبحاث على المستوى البيوكيميائي،بالإضافة إلى التجارب السريرية.

لذا، أود أن يعرف المرضى أنه على الرغم من عدم وجود علاج محدد في الوقت الحالي، إلا أن ذلك قد يتغير بشكل كبير في المستقبل القريب.


مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته.