أكد عدد من مديري صناديق الاستثمار بالسوق المحلية، أن الموجات البيعية التي اجتاحت البورصة خلال الأيام الماضية، جراء الاضطرابات السياسية التي ظهرت مؤخراً بالسوق المحلية، علي خلفية أحداث الثورة التونسية، لم تشمل وثائق صناديق الاستثمار، موضحين أن معدلات استردادات وثائق الصناديق لم تشهد أي ارتفاعات ملحوظة خلال الأيام الماضية.
أحمد أبو السعد |
وفسر مديرو الصناديق هذا الأمر بأن تعامل المستثمر الفرد في البورصة، من خلال صناديق الاستثمار، يتيح له إمكانية اتخاذ قراراته االاستثمارية الخاصة ببيع وثائقه أو الاحتفاظ بها دون عشوائية، خاصة في ظل إدارة صناديق الاستثمار من قبل عدد من الكوادر المحترفة.
في الوقت الذي قلل فيه البعض من جدوي تغيير استراتيجيات صناديق الاستثمار خلال الفترة المقبلة علي خلفية الهبوط الأخير في البورصة، رأي البعض الآخر أن الفترة المقبلة يجب أن تشهد زيادة في حجم الأموال الموجهة للمتاجرة قصيرة الأجل من إجمالي محافظ الصناديق، ونصحوا بالتركيز علي أسهم القطاعات الدفاعية وأسهم الشركات التي تقوم بتوزيع أرباح نقدية مرتفعة خلال الفترة المقبلة.
وأكدوا أن الفترة الراهنة تعتبر فرصة جيدة لصناديق الاستثمار، لبناء مركز جديد في أسهم قوية مالياً، خاصة بعد هبوط أسعارها علي خلفية أحداث الاضطرابات الأخيرة.
أكد حازم كامل، رئيس قطاع إدارة الأصول بشركة النعيم القابضة للاستثمارات المالية، أن شركته لم تشهد زيادة ملحوظة في حجم استردادات الوثائق خلال الأيام الماضية، خاصة أن أغلب عملاء شركته من المؤسسات التي لا تتأثر اتجاهاتها الاستثمارية باضطرابات الأجل القصير، ورأي أن زيادة أو ثبات حجم استردادات وثائق صناديق الاستثمار خلال الفترة المقبلة، مرهون بهدوء أو تفاقم الاضطرابات السياسية في السوق المحلية.
وأشار رئيس قطاع إدارة الأصول بشركة النعيم القابضة للاستثمارات المالية، إلي أنه عادة ما تقوم صناديق الاستثمار برفع نسبة الأموال الموجهة للمتاجرة قصيرة الأجل من إجمالي محفظتها خلال أوقات الاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي، وذلك لتعويض جزء من خسائرها الناتجة عن هبوط أسعار الأسهم.
كما أكد »كامل« أن الفترة المقبلة ستشهد تغييرات بعملية تدوير أموال صناديق الاستثمار بين القطاعات الممثلة في البورصة، حيث ستستحوذ أسهم القطاعات الدفاعية مثل الأدوية والأغذية والعقارات وأسهم الشركات التي تقوم بتوزيع أرباح مرتفعة نسبياً علي نصيب أكبر من أموال صناديق الاستثمار خلال الفترة المقبلة.
في حين، رجح رئيس قطاع إدارة الأصول بشركة النعيم القابضة للاستثمارات المالية، انخفاض جاذبية الاستثمار بأسهم قطاع الخدمات المالية غير المصرفية خلال الأيام المقبلة، خاصة أنها ستكون علي رأس قائمة الأسهم التي ستتأثر سلباً في حالة تفاقم الاضطرابات السياسية بالسوق المحلية.
من جهته، أكد أحمد أبوالسعد، العضو المنتدب لشركة دلتا رسملة لإدارة صناديق الاستثمار، أن الموجات البيعية المكثفة التي ظهرت في البورصة خلال الفترة الماضية لم تشمل وثائق صناديق الاستثمار، موضحاً أن أغلب عمليات البيع التي تمت خلال الفترة الماضية كانت من خلال بيع المستثمرين الأفراد بمحافظهم الشخصية.
وأوضح أن تعامل المستثمر الفرد في البورصة بنفسه من خلال محفظته الشخصية يضاعف من حالة الفزع التي تسيطر عليه عند ظهور أي اضطرابات سياسية أو اقتصادية، في حين أن تعامل الفرد في البورصة من خلال صناديق الاستثمار يعطيه نوعاً من الطمأنينة التي تمنعه من الانسياق وراء عمليات البيع العشوائية التي تظهر في السوق بمجرد الإعلان عن أي خبر سلبي مهما كانت تداعياته محدودة، وذلك نظراً لثقة المستثمر بأن إدارات صناديق الاستثمار تتمتع بدرجة عالية من الخبرة والحرفية في إدارة المحافظ.
ورأي العضو المنتدب لشركة دلتا رسملة لإدارة الأصول، أن تفاقم الأحداث السياسية في السوق المحلية، سيؤثر سلباً علي حجم أموال صناديق الاستثمار الأجنبية والإقليمية بالسوق المحلية، حيث ستقوم تلك الصناديق بسحب جزء من أموالها لتوجيهها لدول أخري بخلاف مصر، في حين أن صناديق الاستثمار العاملة بالسوق المحلية لن يكون لديها بديل آخر لكي تقوم بتوجيه أموالها إليه، مشيراً إلي أن معايشة المتعاملين المحليين سواء من الأفراد أو الصناديق للمتغيرات اليومية بالسوق المحلية تخولهم لقراءة الأوضاع السياسية علي حقيقتها.
ورأي »أبوالسعد« أن البديل الأفضل بالنسبة لصناديق الاستثمار خلال الفترة المقبلة، هو الحفاظ علي استراتيجيتها الاستثمارية دون تغيير، خاصة أن الاضطرابات السياسية الأخيرة لم تكن مفاجأة بالنسبة للمتعاملين المصريين، لافتاً في الوقت نفسه إلي أن هبوط البورصة خلال الأيام الأخيرة يعد فرصة جيدة لإعادة النظر بدرجة تحوط السياسات الاستثمارية لصناديق الاستثمار ضد تقلبات السوق.
وقلل العضو المنتدب لشركة دلتا رسملة لإدارة الأصول، من إمكانية تحديد استراتيجية معينة لتعتبر المثلي بالنسبة لصناديق الاستثمار خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل ارتباط هذا الأمر بعدة عوامل أولها فكرة إدارة كل صندوق، فضلاً عن أوضاع الأسهم المدرجة بمحفظتها، من حيث درجة هبوطها أو تماسكها أمام الاضطرابات الأخيرة بالسوق.
وفي سياق متصل قال عمر رضوان، الرئيس التنفيذي بشركة إتش سي لإدارة الأصول إن السوق لم تشهد أي زيادات في استردادات وثائق صناديق الاستثمار خلال الأيام الماضية، متوقعا أن تعاود السوق استقرارها خلال الفترة المقبلة.
واعتبر »رضوان« أن الفترة الحالية فرصة جيدة بالنسبة لصناديق الاستثمار التي لديها معدلات سيولة مرتفعة لشراء أسهم قوية من الناحية المالية بأسعار منخفضة نسبيا، وذلك بغرض بناء مراكز جديدة طويلة الأجل، مؤكداً أن صناديق الاستثمار لم تنساق وراء الموجات البيعية التي ظهرت في السوق مؤخراً لأن استراتيجياتها الاستثمارية طويلة الأجل.
ونصح الرئيس التنفيذي بشركة إتش سي لإدارة الأصول المتعاملين بالسوق بمتابعة الأوضاع المحيطة باستمرار الاتجاه لشراء الأسهم التي لا تتأثر كثيرا بالهزات الاقتصادية التي تمر بها السوق من خلال وقت لآخر، ونصح أيضاً بتقليل المخاطر وتوزيعها بالاستثمار في أسهم وقطاعات مختلفة لتجنب تكبد خسائر.
وأكد »رضوان« صعوبة تحديد قطاعات معينة للاستثمار بها في الوقت الحالي، خاصة في ظل تذبذب أداء السوق وعدم استقرار أداء أي قطاعات.
بدوره أكد خالد أبوالعلا، العضو المنتدب لقطاع إدارة الأصول بشركة »التوفيق« القابضة للاستثمارات المالية، إن شركته لم تشهد حتي الآن أي استردادات لوثائق صناديق الاستثمار الخاصة بها، مشيراً إلي أن هناك حالة من الهدوء تسيطر علي السوق المحلية خلال الفترة الراهنة.
واستبعد »أبوالعلا« في الوقت نفسه أن تتزايد حالات الاسترداد خلال الفترة المقبلة، مبررا ذلك بأن السوق لا تعاني من أي مشكلات داخلية حقيقية، وإنما جاء هبوط البورصة خلال الأيام الماضية نتيجة تأثر نفسيات المتعاملين بسبب اضطرابات بعض الأسواق العربية وفي مقدمتها السوق التونسية.
ورشح العضو المنتدب لقطاع إدارة الأصول بشركة التوفيق القابضة عدداً من القطاعات الواعدة خلال الفترة المقبلة منها قطاع البتروكيماويات والقطاع الخدمات المالية غير المصرفية والبنوك، في حين حذر من الاستثمار في قطاع الاتصالات، نظراً لما شهده هذا القطاع من خسائر في الفترة الماضية.
ونصح »أبوالعلا« المستثمرين بالاتجاه للشراء في الوقت الحالي واعتبر هبوط أسعار الأسهم خلال الفترة فرصة جيدة للشراء وتحقيق مكاسب جيدة خلال الفترة المقبلة.