حذر عدد من المصرفيين من التأثير السلبي لانتشار العمليات البنكية الإلكترونية علي انخفاض حجم العمالة داخل البنوك خلال الفترة المقبلة، نظراً لأن التوسع في استخدام الأنظمة الإلكترونية داخل البنوك يأتي علي حساب تخفيض عدد العمالة، لتحل التكنولوجيا محل الموظفين في تقديم بعض الخدمات البنكية.
|
وأشار المصرفيون إلي أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعاملات داخل البنوك، للاستفادة من مزاياها المتعددة في توفير الوقت والجهد، بما يؤدي إلي تقليص عدد العاملين القائمين علي العمل الواحد، وتساءلوا عن كيفية عدم استخدام البنوك الأنظمة التكنولوجية الحديثة في إنجاز أعمالها الضخمة.
ولفتوا إلي أن زيادة انتشار ماكينات الصراف الآلي، لن تحل محل الفروع بشكل كبير، نظراً للدور المهم والرئيسي لفروع البنوك في ترويج المنتجات، والقيام بالعمليات البنكية الضخمة التي لا يمكن القيام بها من خلال الصراف الآلي، والتي تعتبر مكملة للفرع وليست بديلاً عنه.
قال أحمد سليم، نائب مدير عام البنك العربي الأفريقي الدولي، إن الأدوات التكنولوجية من الطبيعي أن تؤثر علي حجم العمالة البنكية، وكلما زاد استخدام التكنولوجيا في البنوك، تراجعت الحاجة إلي الموظفين، نظراً لتوسع المؤسسات المصرفية في استخدام التكنولوجيا، التي تحل محلهم في أداء بعض العمليات المصرفية.
وأضاف سليم: إن ماكينات الـ»ATM « تخدم العملاء بطاقة تعادل ما يقوم به 3 أو 4 موظفين علي الأقل، الأمر الذي ينذر باستغناء البنوك عن تعيين موظفين جدد في المستقبل.
وأوضح سليم أن استخدام التكنولوجيا يمثل قيمة مضافة للبنوك، إلي جانب أنه يحقق طفرة في سرعة القيام بالأعمال المصرفية. وأشار إلي التوسع المرتقب في العمليات المصرفية الإلكترونية، بدخول »الموبايل بانكنج« واستخدام الهواتف المحمولة في تحويل الأموال، وهو ما يقترب البنك المركزي من وضع قواعده التنظيمية.
وتوقع نائب مدير عام البنك العربي الأفريقي الدولي توسع البنوك في استخدام التكنولوجيا لتقليل التكاليف، ولفت إلي احتمالات أن تكتفي البنوك بموظفين علي الأكثر داخل الفروع في المستقبل القريب، لإتمام بعض الخدمات المصرفية.
ونفي سليم أن تحل الخدمات الإلكترونية البنكية محل الفروع بشكل كامل، نظراً لأن الانتشار الجغرافي من خلال إنشاء المزيد من الفروع يعطي قوة للبنوك، إلي جانب انتشار ماكينات الصراف الآلي التي تساهم في تواجد البنوك داخل العديد من الأماكن، دون أن تكون بديلاً للفروع باعتبارها عاملاً مساعداً.
وتوقع »سليم« أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التواجد البنكي عبر انتشار الصراف الآلي داخل الأسواق، مع الاكتفاء بعدد قليل من الفروع في المحافظات، للحد من تكدس العملاء في الفروع، وهو ما يؤثر أيضاً علي العمالة البنكية في بلد لديه الكثير من الشباب المتعلمين والمدربين علي الوسائل الإلكترونية الحديثة، بما يخلق أزمة حقيقية في سوق العمل.
وأكد عمرو طنطاوي، مدير عام الفروع والعمليات المصرفية في بنك مصر إيران، أن العمليات المصرفية الإلكترونية مازالت محدودة الاستخدام علي فئة معينة من عملاء البنوك، مستبعداً التأثير السلبي لانتشارها علي تراجع حجم العمالة البنكية.
وأوضح »طنطاوي« أن الغرض الأساسي من استخدام العمليات المصرفية الإلكترونية، يكمن في توفير سبل الراحة المختلفة للعميل في أداء عمليات السحب والإيداع، وتوفير الوقت والمجهود، بدلاً من التوجه إلي البنك، كما يمكنه الاستفادة من خدمات الصراف الآلي.
ولم ينكر مدير عام الفروع والعمليات المصرفية تأثير استخدام العمليات الإلكترونية، واستخدام الحواسب علي العمالة البنكية، وقال إنه لولا النظم الإلكترونية واختراقها للعمل المصرفي، سواء النظم الداخلية للمحاسبة أو حسابات العملاء، لاحتاجت البنوك إلي اضعاف أعداد الموظفين الذين يعملون لديها حالياً.
ولفت إلي أن ماكينات الصراف الآلي تقدم خدمات الدفع والسحب والإيداع فقط، ولا يمكنها أن تحل محل الأفراد، وأكد أن انتشارها يدفع الفروع إلي التركيز علي ترويج المنتجات المصرفية التي لديها، ولكن يؤثر أيضاً علي العمالة، وتستبعد مها سماحة، مدير عام الفروع والتجزئة المصرفية في بنك التنمية الصناعية والعمال المصري وجود تأثير سلبي لاستخدام الأدوات التكنولوجية علي العمالة المصرفية، نظراً لاختلاف المهام التي يقوم بها الموظفون عن الآلات الحديثة.
وأضافت سماحة: إن التكنولوجيا الحديثة تضيف إلي العمل البنكي السرعة والدقة، كما تتيح للعميل التعامل في حساباته علي مدار اليوم، دون التقيد بعدد ساعات محددة، وأشارت إلي أنه لا يمكن تصور استخدام التكنولوجيا دون موظفين يعملون عليها.
وقالت مدير عام الفروع والتجزئة المصرفية في بنك التنمية الصناعية والعمال المصري، إن فروع البنوك تعمل في خدمة العملاء وبيع المنتجات المصرفية، وهو الدور الذي لابد أن يقوم به أحد الموظفين، ولا يمكن لماكينات الصراف الآلي أو الإنترنت القيام بذلك فكل هذه أدوات ووسائل لخدمة العملاء وتسهيل تعاملهم.
وأشارت سماحة إلي أن البنوك لا يمكن لها أن تخفض من عدد فروعها بشكل كبير في المحافظات اعتماداً علي وجود ماكينات الصراف الآلي.