المال ـ خاص
كشف محمود بازن، العضو المنتدب لشركة «هيرو» الشرق الأوسط وأفريقيا، المتخصصة فى مجال تصنيع وتعبئة الفاكهة والأغذية، عن ملامح خطة شركته التوسعية فى السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، والتى تتركز بنودها فى زيادة المبيعات لتصل لمليار جنيه خلال 2020، مقابل 640 مليونا حاليا، بالتزامن مع زيادة حصيلة الصادرات فى أسواق الخليج العربى والشام.
«المال» أجرت حواراً مع بزان، للتعرف على مستقبل أعمال الشركة فى مصر، بالإضافة لقياس حجم التحديات التى تواجهها الشركة الأوروبية من الاستثمار بالسوق المصرية.
وفى بداية الحوار، قال بازن إن هيرو استثمرت ما يقارب 40 مليون دولار فى السوق المصرية منذ بداية الاستحواذ على حصة حاكمة فى شركة فيتراك الغذائية.
وأشارإلى أن شركته نجحت خلال السنوات الماضية فى زيادة مبيعات فيتراك من 190 مليون جنيه لتصل الى 640 مليونًا بنهاية العام الماضى، وأكد امتلاك هيرو خطة طموحًا لزيادة مبيعاتها لتصل إلى مليار جنيه خلال عام 2020، وذلك من خلال تتشيط مبيعاتها فى السوقين المحلية والخارجية.
يشار إلى أن مجموعة شركات هيرو العالمية استحوذت عام 2002 على %65 من إجمالى أسهم شركة فيتراك الفرنسية التى تعمل فى السوق المصرية منذ عام 1982.
واستهدفت هيرو من خلال هذه الصفقة تقديم منتجاتها إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وفى الوقت نفسه تعزيز مكانة «فيتراك» وزيادة حصتها السوقية.
وفى مايو عام 2005، استحوذت المجموعة على الحصة المتبقية فى فيتراك بنحو %35، وتم تغيير اسم الشركة، نتيجة هذا الاستحواذ،إلى هيرو للصناعات الغذائية كشركة مساهمة مصرية، كما تأسست أيضاً هيرو الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأضاف بازن أن هيرو تخطط لزيادة حصيلة الصادرات خلال العام الجارى بنحو %15، إذ إن التصدير يستحوذ على %30 من المبيعات الإجمالية للشركة.
ولفت إلى أن شركته تركز بشكل رئيسى على اختراق أسواق جديدة فى منطقة الخليج العربى والشام كالأردن وفلسطين والعراق، لزيادة الصادرات وتعويض فقدان أسواق مهمة كسوريا وليبيا واليمن خلال العامين الماضيين.
وأكد أن هيرو ستعتمد على الترويج الجيد لمنتجاتها، بالإضافة للتعاقد مع وكلاء بداخل الأسواق العربية المستهدفة، كإحدى الآليات المهمة لتحقيق الإستراتجية التوسعية.
وأشار الى أن الشركة تمتلك مصنعاً بمنطقة القليوبية بمساحة 10 أفدنة، ونجحت هيرو خلال السنوات العشر الماضية فى زيادة عدد خطوط الإنتاج من خطين لتصل إلى 11 خطاً متنوعًا بنهاية 2015 لإنتاج المربى والعصائر والشربات، وتصل الطاقة الانتاجية لنحو 90 ألف طن سنوياً.
ولفت بازن إلى أن شركته تستهدف استثمار 5 ملايين دولار فى العام الحالى بهدف زيادة الطاقة الإنتاجية وتطوير بعض مناطق الإنتاج والكفاءة فى المصنع، مؤكداً اعتماد الشركة على السيولة الذاتية لتدبير الاستثمارات، مشيرًا لتركيز الشركة على تطوير العمل بمنطقة استقبال الفاكهة فى المصنع، وزيادة معايير الجودة والكفاءة الأوروبية فى تصنيع الفاكهة، بهدف الارتقاء بجودة المنتج.
وقال إن شركته تتسم بأنها تعمل بواحدة من الصناعات كثيفة العمالة، وهو ما أجبرهم على الاهتمام بالأيدى العمالة، وعملت على زيادة الأجور، ما أدى لزيادة التكاليف التى تتحملها الشركة، بجانب ارتفاع أسعار الكهرباء الموردة للمصنع والمازوت.
وأضاف: رغم الارتفاعات السابقة فى التكاليف، فإن المجموعة لم تلجأ لأى زيادات فى أسعار بيع المنتجات فى السوق المحلية، ولجأت لزيادة كميات الإنتاج فى العبوات، على أمل دعم المستهلك المحلى، وعدم زيادة الأعباء الاجتماعية.
وتابع: لكل شركة قدرة تحمل للعناصر المتقلبة، وقد نلجأ بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، لدراسة رفع بسيط لأسعار بيع المنتجات فى مصر.
وأشاد بإصرار الحكومة فى الحفاظ على دعم الصادرات للصناعات الغذائية، لافتاً إلى أن شركات الأغذية المصرية تواجه منافسة شرسة مع نظيراتها فى تركيا وبعض البلدان الأوروبية والخليجية، وهو ما يجبر الشركات المصرية للجوء للحكومة لمساندتها والحصول على دعم للصادرات على أمل الحفاظ على معدلات الربحية المنتظرة.
وأوضح أن شركته تحصل على ما نسبته %7 – %8 من قيمة صادراتها السنوية فى صورة دعم صادرات من جانب الحكومة.
وعن ملف أزمة الدولار، قال العضو المنتدب لشركة «هيرو» الشرق الأوسط وأفريقيا، «لا توجد شركة فى مصر لم تتأثر بأزمة الدولار، فالشركة لدينا تأثرت سلباً بانخفاض قدرتها على استيراد بعض المواد الخام التى تمثل نحو %10 من إجمالى المواد التى تدخل فى الإنتاج، وهو ما ساهم فى زيادة التكاليف علينا، كما أننا عانينا خلال السنوات الماضية من صعوبة تحويل الأرباح للشركة الأم فى سويسرا».
وأضاف: خلال الشهرين الماضيين لم نستطع تحويل جزء من الأرباح للشركة الأم، وعملنا خلال الفترة الأخيرة على إعادة ضخها من جديد فى المصنع.
وعن استيراد المواد الخام حالياً، أشار إلى أن شركته تعتمد بنسبة كبيرة على حصيلة الصادرات كملاذ وحيد لسداد مستحقات الشركات الخارجية التى تورد المواد الخام للمصنع.
وأكد أن شركته لديها أموال محتجزة داخل الأراضى الليبية تصل قيمتها لنحو 1.5 مليون دولار، ولا تستطيع تحصيلها من الوكلاء بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة.
وأوضح العضو المنتدب لشركة «هيرو» الشرق الاوسط وافريقيا أن شركته حددت سعراً للدولار فى موزانتها للعام الحالى يصل إلى 8.90 جنيه.
ولفت إلى أن الشركة تركز على حضور المؤتمرات العالمية للترويج لمنتجاتها، وكان آخرها مؤتمر أمريكان فود الذى انعقد منذ شهرين فى القاهرة، كما أنها مهتمة للغاية لحضور مؤتمر سيال بفرنسا فى أكتوبر المقبل، بهدف ترويج منتجات الشركة لدى أكبر وكلاء التوزيع فى القارة العجوز.
وعن رؤية الشركة السويسرية الأم فى السوق المحلية، قال إنه رغم صعوبة التحديات المالية والنقدية، وتدهور الأوضاع الأمنية فى الفترة التالية لثورة يناير، إلا أن الشركة الأم أصرت على استكمال توسعاتها فى فيتراك، لتأكدها من جدوى الاستثمار فى السوق المصرية، والتى تعتبر رائدة فى منطقة الشرق الأوسط.
وقال إن شركته تعتمد على السوق المحلية فى شراء الفاكهة التى تستخدم فى تصنيع العصائر والمربى، وقلص من احتمالية لجوء الشركة للنشاط الزراعى من خلال استزراع أراضٍ تابعة لها، خاصة أن شركته غير زراعية بالأساس، كما أن نوعيات الفاكهة التى تستخدمها فى الإنتاج لا تتم زراعتها فى منطقة واحدة، وإنما تنتشر بمختلف أنحاء السوق المحلية.
وأكد أن شركته غير مهتمة على الإطلاق بالانضمام للبورصة المصرية، فهى تعتمد بشكل كبير على السيولة الداخلية كمصدررئيسى ووحيد لتمويل توسعاتها المرتقبة فى مصر.
وتطرق العضو المنتدب لشركة «هيرو» الشرق الأوسط وأفريقيا،إلى أن الشركة بصدد التوقيع على العقود النهائية مع مسئولى وزارة التموين برئاسة خالد حنفى، لتوريد منتجات الشركة لبيعها فى أكثر من 30 ألف منفذ بيعى تابع للوزارة، موضحًا أن الاتفاق النهائى يضمن الحصول على منتجات الشركة بهامش ربح مقبول.
ومنذ شهرين أكدت الدكتورة سارة الجزار، عضو مجلس إدارة، الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين، أنه تم التعاقد مع ما يقرب من 650 موردا بهدف توفير سلع نقاط الخبز التى تصرف للمواطنين مجانًا بقيمة 500 مليون جنيه شهريًا مقابل ترشيد استهلاك الخبز المدعم من خلال 25 ألف بقال تموينى فى مختلف المحافظات، وذلك بالتعاون مع الاتحاد العام للغرف التجارية.
وتمتلك هيرو عدة شركات تابعة فى أسواق الولايات المتحدة،ألمانيا، السويد، التشيك، تركيا، وإنجلترا
وأضاف بزان أن الشركة تستهدف جعل مصر مركزًا رئيسيًا للتصدير بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك للاستفادة من توافر المواد الخام والأيدى العاملة الماهرة بالقرب من مصنع الشركة فى القليوبية.
وأوضح أن صادرات الشركة يمثل %35 من مبيعاتها، ويتم التصدير إلى 40 دولة، منها 28 دولة فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال إن الشركة المتمركزة فى مصر نجحت فى تحقيق قفزات كبرى فى صناعة المربى بالمنطقة من حيث الجودة والإنتاج،وتبلغ مبيعات الشركةنحو مليار و400 فرنك سويسرى على مستوى العالم.
وأضاف أن خطة التوسع للشركة تهدف إلى زيادة الإنتاج عن طريق استخدام أحدث التكنولوجيا المتقدمة فى قطاع صناعة الأغذية والعصائر بهدف زيادة نمو الإنتاج.
يذكر أن شركة هيرو تأسست عالميًا فى مجال تصنيع وتعبئة الفاكهة والأغذية بسويسرا عام 1886، وكانت البداية على يد «جوستاف هينكل» و«كارل روث» وجاء اسم «هيرو» من الحروف الاربعة الأولى لمؤسسيها، وتنتج الشركة فى مصر نحو 8 منتجات يتم تسويقها داخل كبرى محال بيع التجزئة.