بعد إجتماع اتسم بالسخونة.. إعتمدت الجمعية العمومية للشركة العربية وبوليفارا للغزل والنسيج نتائج الأعمال عن العام المالي الماضي 2007، والتي شهدت تراجعا في أرباح الشركة بنسبة %93.5، ليصل صافى الأرباح إلى 877.60 ألف جنيه مقارنة بنحو 13.43 مليون جنيه أرباحا خلال نفس الفترة من العام السابق.
ووافقت الجمعية التي عقدت بالاسكندرية مساء السبت الماضي،على تكليف المهندس محمد السيد حجازى عضو مجلس الإدارة برئاسة اللجنة التنفيذية لتدبير الخامات ومستلزمات الإنتاج وكذلك رئاسة لجنة لدراسة السوق ومتابعة الأسعار.
ترأس الجمعية العمومية للشركة المهندس منير كمال حمدي والذي تسلم رئاسة مجلس إدارة الشركة خلفا للمهندس صلاح محمد عبد السلام الرئيس والعضو المنتدب السابق للشركة، الذي استقال قبل مطلع العام الحالي ومعه إبراهيم محمد حسن نائب الرئيس السابق للشئون التجارية، وإعادة تشكيل مجلس الإدارة ليضم 9 أعضاء فقط.
وشهد إجتماع الجمعية العمومية للشركة إعتراضات قوية من جانب المساهمين على الأداء الهزيل للعربية وبوليفارا في العام الماضي، وسط ما أظهره تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات حول أدائها من حيث تحقيق الشركة 21.2 مليون جنيه خسائر النشاط لبيع معظم الأصناف بأسعار أقل من التكلفة، والتوسع في منح الخصومات، علاوة على بلوغ أرصدة المديونيات للبنوك 14.5 مليون جنيه تحملت الشركة عنها 2.5 مليون جنيه فوائد، كما أظهر التقرير أن الشركة العربية بوليفارا مدينة لمصلحة الضرائب بنحو 42 مليون جنيه عن عامي 2001 و2002 بينما المخصص المقابل لهذا البند 8.8 مليون جنيه.
من جهته أوضح المهندس منير كمال حمدي رئيس الشركة العربية بوليفارا للغزل والنسيج خلال الجمعية العمومية للشركة أنها تأثرت بالسلب بالظروف الصعبة التى تمر بها صناعة الغزل والنسيج وما يواجهها من تحديات في الداخل والخارج وعلى رأسها ارتفاع أسعار أقطان موسم 2006 / 2007 وإنخفاض أسعار بيع الغزول في الوقت نفسه، مما أدى إلى تدنى هامش الربح مشيرا الي إغراق السوق المحلىة بغزول مستوردة بأقل تكلفة من السوق المحلى، مشيرا إلى أن العملاء إتجهوا للاعتماد على الغزول المستوردة لإنخفاض سعرها مما أدى لإنخفاض قيمة المبيعات وزيادة المخزون، بالإضافة إلى تسابق شركات الغزل على منح خصومات على المبيعات بينما لم تتمكن الشركة من مسايرتها، موضحا أن مجلس الإدارة الجديد سيحاول العمل على تقليل خسائر الشركة بقدر الإمكان خلال العام المالي الحالي.
وأشار رئيس الشركة إلى أن هناك خطة لإحلال وتجديد خطوط إنتاج الشركة تصل تكلفتها إلى 31 مليون جنيه تتضمن إصلاح الآلات والمعدات ورفع قدرات العاملين مع زيادة الكوادر الفنية بالشركة بالتوازى مع قطع غيار جديدة لماكينات الشركة، علاوة على الحفاظ على كبار العملاء الحاليين ودمج وحدات الشركة البالغ عددها 6 وحدات إنتاجية لتقليص عددها إلى 4 وحدات فقط،مع ضخ إستثمارات جديدة فى كل الوحدات حيث هناك ماكينات منذ عام 1947 لم يتم تحديثها حتى الآن.
وأوضح أن الشركة ستطرح 70 ألف متر أرض للبيع بعد تقليص وحداتها إلى 4 وحدات فقط، مما يعمل على زيادة أرباح الشركة خلال العام الحالي.
وأكد منير حمدي أن الخطة تتضمن الإعتماد خلال الفترة المقبلة على الأقطان المستوردة نظرا لإرتفاع أسعار الأقطان المحلية، مشيرا إلى ضرورة تصفية وحدة الصباغة والتجهيز التى لم تعد مناسبة لوضع الشركة وتحد من قدرتها على المنافسة فى السوق وتتسبب فى خسارتها، حيث سيتم وقفها خلال شهر يونيو المقبل وبيع ماكيناتها في مزايدة علنية.
من جانبه أشار عبدالمجيد عسل العضو المنتدب للشركة فى تصريحات خاصة لـ»المال« الي أن الشركة كانت تقوم بتصدير ما بين 70 و%80 بينما لا تصدر حاليا سوى %10 فقط بسبب انخفاض جودة منتجاتها ما أدى إلى تراجع أرباحها.
وقال العضو المنتدب للشركة إنه مالم يتم إصدار قرارت أخرى تساير القرارات السيادية التي صدرت مؤخرا، وفي مقدمتها زيادة العلاوات الإجتماعية والمميزات الخاصة بالعمال، فليس من المستبعد أن تتم تصفية الشركة خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه سيتم تكليف أحد المكاتب الإستشارية المتخصصة لتطوير اللوائح الإدارية والمالية والتجارية بالشركة بما يسمح بسرعة الأداء والدقة ووضع الضوابط اللازمة لإحكام الرقابة على الإجراءات وذلك بناء على توصيات الجهاز المركزى للمحاسبات.
وطالب عسل بدعم صناعة الغزل والنسيج كما يحدث فى سوريا والهند، موضحا أنه بالنسبة لشركته تتم حاليا إعادة الهيكلة الإدارية لقطاعات الشركة بعد دمج الوحدات لإحكام الإشراف والمتابعة وإعادة توزيع العمالة الخدمية وتخفيض النفقات وإعداد الكوادر الفنية بالصيانة والكهرباء والجودة، لرفع مستوى الأداء والحد من تكرار الأعطال وتحسين مستوى الجودة.
وأكد أن الشركة قامت بتوفير احتياجاتها من الأقطان أصناف جيزة 80 و90 لمدة عامين مقبلين، بعد أن اتسمت هذه الأقطان بالندرة بالسوق المحلىة وإرتفاعها خلال الفترة المقبلة، موضحا أن المخزون من القطن المصرى خلال العام الحالى سوف يقل حوالى %2 عن العام الماضى.
وطالب عدد من المساهمين بالتوسع فى إنتاج الغزول الرفيعة إلا أن مجلس الإدارة إعترض على هذا الإقتراح، وأوضح المجلس أن الشركة هى الوحيدة فى مصر المتخصصة فى إنتاج الغزول المتوسطة والسميكة من ناحية وتعتبر إيطاليا هى السوق الوحيدة للغزول الرفيعة مما يجعل هذا الإجراء غير ذي جدوى، كما ان نشاط وقدرات الشركة المالية لا تحتمل التوسع فى هذا المجال، وأضاف أنه سيتم ضخ إستثمارات جديدة بالوحدة الأولى للشركة لتهيئتها لإنتاج خيوط رفيعة لتنويع تشكيلة الإنتاج.
من جهته، طالب مدحت شرباشى أحد المساهمين بالشركة بعدم إبراء ذمة العضو المنتدب السابق للشركة وتحويله إلى النائب العام وكان رد أعضاء مجلس الإدارة بأن جميع القرارت السابقة كانت بالمشاركة بين صلاح عبدالسلام العضو المنتدب السابق ومجلس الإدارة بالكامل، ونفوا حدوث ما يدعو للقيام بهذه الإجراءات بالإضافة إلى أنه كان من اللازم حضور العضو المنتدب السابق صلاح عبدالسلام إلا أنه لم يحضر الجمعية العمومية بالرغم من دعوته للحضور.
اما السيد أبو النجا، أحد المساهمين، فدعا للربط بين أداء الشركة والبورصة وتعيين فنى لتقييم أداء السهم على مدار الأسبوع، وكان رد مجلس الإدارة أن حركة السهم بالبورصة ليس لها أدنى صلة بأداء الشركة الفعلي.
يذكر ان الشركة العربية بوليفارا تأسست عام 1968، وتقوم بصناعة وتسويق وتجارة غزل ونسيج القطن والحرير والصوف والكتان والألياف الصناعية والمنسوجات منها، وتجهيزها والمواد الخام اللازمة لها،وأغلق السهم في تعاملات الأسبوع الماضي على 12.18 جنيه، ويبلغ رأسمالها 468.4 مليون جنيه موزع على 93.6 مليون سهم بقيمة اسمية 5 جنيهات للسهم، ويصل رأسمالها السوقي حاليا إلى 1.141 مليار جنيه.