متى تنتهى ظاهرة الأوفر برايس من سوق السيارات المصرية

اتباع سياسات السوق الحر تجعل من الصعب فرض السعر الرسمى خاصة وأن التسعير يخضع لقوى العرض والطلب

متى تنتهى ظاهرة الأوفر برايس من سوق السيارات المصرية
شريف عيسى

شريف عيسى

4:04 م, الخميس, 19 نوفمبر 20

ظاهرة لا تختفى عن السوق السيارات المصري إلا فى حالتين فقط وهى زيادة المعروض من السيارات أو رغبة البائعين فى التخلص من المخزون قبيل طرح الموديلات الجديدة، مثل كرة النار تتقاذفها كافة الكيانات المكونة لسوق السيارات بداية من الوكيل، مرورًا بالموزع، حتى التاجر، كل واحد منهم يلقى بالوم على الآخر فى محاولة لإزالة أصابع الاتهام عن بيع السيارة بسعر أعلى من والذي يعرف بـ «الأوفر برايس».

على مدار السنوات الماضية نادرًا ما تباع السيارة بالسعر الرسمى المعلن من قبل، فمنذ الفترة التى أعقبت قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه المصري والصادر في خريف 2016، تزايدت وتيرة حرق الأسعار لدرجة أن بعض الموديلات وصل قيمة الخصم فيها إلى 100 ألف جنيه بهدف رغبة الموزع والتجار فى التخلص من المخزون.

وتسبب حرق الأسعار فى اتخاذ الوكلاء قرارًا بتقليل معدلات استيراد السيارات بالنسبة للمستوردين، وخفض معدلات الإنتاج بنسبة تصل إلى 30% للمصنعيين فى محاولة لخفض وتيرة حرق الأسعار على موديلاتهم.

ومع تقليل عدد السيارات فى السوق عادت ظاهرة الأوفر برايس مرة أخرى بقوة خلال ربيع 2017، بقييم متفاوتة حسب مستويات الطلب على السيارة، ومدى رغبة العميل فى الاستيلام الفوري.

ومع بداية العام الحالى وتفشى فيروس كورونا فى البلاد وما تسبب فيه من ضعف الإقبال على السيارات الجديدة مع تطبيق الحكومة سياسات الإغلاق والتباعد الاجتماعي بدأت كيانات السوق فى بيع السيارات بالسعر الرسمى أو بسعر أقل لعدد كبير من الموديلات بهدف ضمان استمرار دورة رأس المال، وتغطية مصاريف التشغيل الثابتة من أجور ومرتبات وغيرها.

ومع إعلان الحكومة بدء مرحلة التعايش مع كورونا باتت السيارات التى تتمتع بخصومات تباع بسعر أعلى من السعر الرسمى مع تزايد الطلب وقلة المعروض، حتى إن بعض التجار أبروموا اتفاقًا ضمنيًا على تثبيت الأوفر برايس عند مستوى سعري معين.

ناهيك عن محاولات الوكيل لتحويل الأوفر برايس إلى سعر رسمى، عبر إعلانه عن زيادات مستمرة فى سعر بعض الموديلات بهدف تحقيق أعلى مستوي ربح ممكن من السيارة.

رأفت مسروجة : لا سبيل لإنهاء الأوفر برايس على السيارات

وبسؤال اللواء رأفت مسروجة، خبير سوق السيارات، عن كيفية القضاء على هذه الظاهرة جاء الرد قاطعًا : “لاسبيل لإنهاء الأوفر برايس على السيارات فى ظل اتباع سياسات السوق الحر”، فالسعر يخضع فى النهاية لقوى العرض والطلب”.

وتابع : منذ بداية عملي في سوق السيارات وهذه الظاهرة مستمرة على غالبية الموديلات التى يرغب العميل فى الاستلام الفورى لها.

خبير سوق السيارات اللواء رأفت مسروجة
خبير سوق السيارات اللواء رأفت مسروجة

وأوضح أن إنهاء هذه الظاهرة يتطلب فى المقام الأول زيادة معدلات الاستيراد من السيارات، ورفع معدلات الإنتاج للطرازات المجمعة محليًا، وهذا لم يحدث.

وبين أن السبب وراء عدم إقدام الوكيل أو المصنع على تلك الخطورة راجع إلى غياب توقع واضح ورؤية محددة حول مبيعات السوق الإجمالية خلال عام، علاوة على مخاوف الوكيل والموزع والتجار من اللجوء إلى حرق الأسعار على غرار ما حدث بعد التعويم بهدف تصريف المخزون.

الأوفر برايس على السيارات التجارية «سعر رسمي»

ويقول شريف أبو حته، نائب رئيس مجلس إدارة شركة شمال الصعيد للتجارة والتوزيع «أبو حتة شمال الصعيد»، الموزع المعتمد لسيارات شيفروليه، إن الأفر برايس على السيارات التجارية يعامل على أنه سعر رسمي، خاصة وأنه لايمكن تأجيل شرائها مثل السيارات الملاكي.

وأوضح أن المركبات التجارية قادرة على تعويض الزيادة المفروضة على السعر الرسمى للمركبة فى أقل وقت ممكن عبر زيادة ساعات العمل.

وبين أن الأوفر برايس على المركبات التجارية سبيل الموزع والتاجر لزيادة مستويات الربحية، خاصة وأن الوكيل عادة ما يرغمه على اقتناء سيارات ملاكي فى الأغلب تعانى من ضعف فى مستويات الطلب عليها.

وتابع : عادة ما يلجأ الموزع أو التاجر لبيع تلك الفئة من السيارات بسعر أقل من السعر الرسمى بهدف تصريفها على أن يعوض ذلك برفع سعر المركبات التجارية.

وأشار إلى أن توقف السوق على مدار 4 أشهر خلال الذروة الأولى من فيروس كورونا دفع البعض فى المغالاة فى الأوفر برايس لتعويض الخسائر التى شهدتها شهور الإغلاق.

وتوقع أن تشهد مبيعات السيارات التجارية فى مصر نموًا بنهاية العام الحالى بنسبة تصل إلى 5%، فى حين يصعب التوقع بمستقبل السوق بالنسبة لسيارات الركوب.

كيان إيجيبت تلزم موزعيها بالبيع بالسعر الرسمى دون التجار

فى خطورة تعد الأولى من نوعها فى سوق السيارات، وجه رجل الأعمال كريم نجار، رئيس مجلس إدارة شركة كيان إيجبيت، وكلاء سيارات سيات وسكودا وكوبرا في مصر، في بيان تناقلته وسائل الإعلام تحذيرًا شديد اللهجة لجميع موزعى سيات وسكودا المعتمدين بعدم بيع أى موديل بسعر أعلى من الوكيل «الأوفر برايس».

وهدد نجار بأنه فى حال إثبات قيام أى موزع ببيع موديلات سكودا وسيات بسعر أعلى من السعر الرسمى سيتم وقف التعامل معه نهائيًا.

وطالب المستهلك المصري بعدم الانسياق وراء هذه الظاهرة السيئة، والحجز والانتظار قليلا ليستلم سيارته بالسعر الرسمي لدى الوكيل.

وأوضح “نجار” أنه يتم التواصل بشكل دائم مع المصنع لتوفير احتياجات السوق من السيارات بالأسعار الطبيعية، رغم صعوبة ما يواجهه العالم من تبعات جائحة كورونا .

وأضاف أن بعض مصانع مكونات الإنتاج تعثرت في إمداد المصنع ، وهو ما يؤثر بالطبع على الإنتاج ومن ثم على حصص الوكلاء على مستوى العالم.

وبرغم التهديدات التى أعلنتها شركة كيان إيجيبت للتجارة والاستثمار، إلا أن بعض موديلات سكودا لاتزال تباع بـ «الأفر برايس».

وبسؤال كريم نجار جاء رده : الموزعون يبيعون بالفعل بالسعر الرسمى والجميع التزم بقوائم كيان السعرية لموديلات سكودا وسيات، إلا أن الأزمة الحقيقة تكمن فى التجار الذى يصعب السيطرة عليهم.

وأكد “نجار” أن شركة المصرية التجارية وأوتوموتيف، وكلاء سيارات فولكس فاجن وأودي، والذى يمتلك حصة الأغلبية بها حذرت الموزعين من البيع بسعر أعلى من السعر الرسمي.