ماهينور المصري ترد على المجلس القومي لحقوق الإنسان

ماهينور المصري ترد على المجلس القومي لحقوق الإنسان

ماهينور المصري ترد على المجلس القومي لحقوق الإنسان
جريدة المال

المال - خاص

6:23 م, الأثنين, 31 أغسطس 15

ايمان عوف

قالت ميسون المصري شقيقة المعتقلة ماهينور المصري، إنها فوجئت منذ أيام قليلة بالمؤتمر الصحفي للمجلس القومي لحقوق الإنسان، والذي أعلن فيه نتائج جولته داخل عدد من السجون المصرية.

و أضافت ميسون : “شعرت بالهزل الشديد و أنا أسمع نتائج الجولة، التي أعلم تمام العلم من خبرتنا مؤخراً بالإحتكاك بعالم السجون ، انها غير صحيحة بالمرة. لكن ما أثار غضبي و إشمئزازي حقاً من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم مدافعين عن حقوق الإنسان، إدعائهم إن ماهينور لم تكن موجودة وقت الزيارة”.

واضافت :”اللجنة حاولت اخفاء تقصيرها بالقول إنها ربما تكون خرجت لجلسة تحقيق، لان الحقيقة ان ماهينور كانت هناك و لم يطلب منها احد مقابلة اعضاء المجلس، والمعروف لدى الجميع ان ماهينور محكوم عليها حكم نهائي، فأي جلسة تحقيق يتحدثون عنها!”.

يذكر انه في يونيو 2015 تقدمت المحامية وفاء المصري -محامية ماهينور- بشكوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان باسم ماهينور، تنتقد إزدحام العنابر و تكدسها إلى جانب غلق السجن كل منافذ الهواء داخل الزنازين. 

وقالت المصري :”كان أقل ما يجب على هذا المجلس ان يذهب عند زيارته لسجن دمنهور ليقابل صاحبة الشكوى و يحقق في إستجابة السجن لحلها و لكن هذا لم يحدث.و أخبرتنا ماهينور بكل ما تجاهل المجلس سماعه. ولكم بعض مما جاء في حديثها، الذي أرادت ان يصل للجميع نظرا لتعذر خروج اي مقالات او بيانات بخط يدها من داخل محبسها، فهذا ايضا ممنوع ضمن عدد كبير من الممنوعات في السجون المصرية، لذلك حاولنا حفظ كل ما قالت في ذاكراتنا حتي ننقله للناس” .

وأوضحت :”أخبرتنا ماهينور خلال زيارتنا لها، بعد زيارة المجلس لسجن دمنهور بأيام، إنها علمت بقدوم وفد المجلس ، لكن أحداً لم يطلب زيارتها. و المضحك في الأمر ان الشخص الوحيد الذي جاء ليتحدث معها كان لواء شرطة من سجن برج العرب، جاء مرافقاً للوفد، و قد ذهب ليتحدث معها حول وضع صديقها يوسف شعبان في سجن برج العرب. في حين كان من ضمن أعضاء الوفد، الناشط سابقاً محمد عبد العزيز “أحد مؤسسي حركة تمرد” و الذي كان يعرف ماهينور معرفة شخصية ، لكنه لم يخطر بباله ان هذا السجن يضم رفيقة له !!”.

وكانت ماهينور قد أبلغت شقيقتها قبل نحو اسبوع من زيارة المجلس، إن السجن يشهد تحضيرات مبالغ فيها من طلاء لمباني السجن و تعليق بوسترات و تركيب مراوح جديدة (بعدما قضت السجينات موجة الحر العنيفة دون اهتمام بإصلاح المراوح التي من شدة بطئها لا تشعر بوجودها) و التأكد من ان الشفاطات تعمل (رغم الشكاوى المتعددة بعدم عملها) و انتهى الأمر بتركيب شبكة كرة طائرة داخل السجن (مع انه في الأساس ممنوع على السجينات الخروج من العنبر الرئيسي). 

وقالت المصري:”جاءت اللجنة التي يحسب أعضائها على انهم من المدافعين عن حقوق الإنسان إلى جانب رتب الداخلية الذين رافقوا الوفد خطوة بخطوة. و سار الوفد في الجولة السياحية التي أعدتها الداخلية،يدخلون العنابر التي يسمح لهم بالدخول فيها فقط،و هي  تلك التي لن يجرؤ من بداخلها على التحدث عن الإنتهاكات التي تحدث بالداخل”.

و تضيف ميسون : كما أخبرتنا ماهينور عن المعاملة السيئة داخل مستشفى السجن، أو كما تسميها هي “المشرحة” ، حيث تواجه السيدات التعذيب بالضرب على يد الطبيب المعالج ، و هو ما أدى لوفاة سجينة قبل عيد الفطر، وتجري ادارة السجن تحقيقا حول هذه الواقعة، وأدى إلى مضاعفات خطيرة في صحة أخريات. بينما لم يذهب المجلس الموقر لزيارة مستشفى السجن من الداخل ، و أخبرتنا كذلك عن قسوة التفتيش بعد العودة من الجلسات،حيث تجبر السيدات – و أكثرهن من كبار السن و من الغارمات- على المبيت يوما كاملا في غرفة ضيقة ( تحتوي على كل من كان في جلسة،أياً كان عددهن). واللاتي يتم التفتيش بتعريتهن من الحارسات، ثم ينتظرن لليوم التالي و يضطرن لقضاء حاجتهن أمام الحارسات،و ان لم يفعلن يبتن يوماً آخر. 

واستطردت :”كما حدثتنا عن عدم وجود موعد محدد للتمام و الفتح، حيث انه في الأيام العادية يغلق حوالي الساعة الثانية و نصف، و هو وقت غير كافٍ لإعداد الطعام، بسبب الإنقطاع المستمر للماء و الكهرباء(بعد جهد و مفاوضات كثيرة،أصبح التمام في الساعة الرابعة). و حدثتنا عن الليالي التي تقضيها السجينات في الصراخ لمحاولة جذب النظر لإن هناك مريضة في العنبر أو إمرأة تلد، حتى انه في مرة ولدت إمرأة داخل العنبر بسبب تأخر الفتح عليها لساعة و نصف”. 

ونقلت ميسون عن شقيقتها محاولتها المستميتة في الإطلاع على لائحة السجن، والتي انتهت برد المأمور مؤخراً “مش من حقك” ،و كإنها سر مقدس و ليس لائحة لتنظيم نظام السجن و حقوق المسجونين، من حق كل سجين ان يعرف ما له و ما عليه فيها. كما حدثتنا عن ان عنبر المخصوص (الإعدام) واجهوا موجة حر مميتة داخل الزنزانة ذات الطاقة الصغيرة،المتروكة بلا تهوية. 

وأضافت :”حدثتنا ماهينور عن مدة الزيارة التي تتبع مزاج الإدارة، يوم تكون 15 دقيقة و يوم آخر نصف ساعة، و بعد إصرار و صراعات استطعنا ان نصل إلى 45 دقيقة،في حين ان لائحة تنظيم السجون تنص على ان المدة القانونية للزيارة هي 60 دقيقة. و عن الغارمات،اللواتي كن ينتظرن بنية حسنة الوفد لتشكين لهم إنتظارهن لوعود الدولة، بإنه لن تكون هناك غارمات في مصر بحلول نهاية العام. و لكن هذا الوعد لم يتحقق ،كما لم يأت الوفد للإستماع لكل هذا، بل اراد ان يجري في جولة صورية ليجمل وجه الداخلية، ثم خرج ليدعي ان ماهينور لم تكن هناك.ماهينور كانت هناك، تعيش بين الجدران الاربعة، لكنها ستظل ترد علي الكذب والتضليل مهما كلفها الامر، كما عهدناها” .

 

جريدة المال

المال - خاص

6:23 م, الأثنين, 31 أغسطس 15