ماليزيا تبني أكبر معامل التكرير لكسر احتگار الصين المعادن النادرة

ماليزيا تبني أكبر معامل التكرير لكسر احتگار الصين المعادن النادرة
جريدة المال

المال - خاص

1:51 م, الثلاثاء, 15 مارس 11

إعداد – أيمن عزام

 

 
أوشكت ماليزيا علي الانتهاء من بناء أكبر مصنع لمعالجة المعادن النادرة يسهم في كسر احتكار الصين هذه النوعية من المعادن التي تدخل في صناعة منتجات استراتيجية عديدة مثل انواع متقدمة من الهاتف المحمول والسيارات والقنابل.

 
وذكرت صحيفة »نيويورك تايمز« أن المصنع يعتبر الأول من نوعه خلال العقود الثلاثة الماضية الذي يتم بناؤه خارج الصين.

 
وتستهدف الحكومة الماليزية وأكبر شركات التكنولوجيا تقدماً في العالم بناء المصنع بشكل يسهم في التقليل من حجم المخاطر المتوقعة علي البيئة المحلية.

 
وأدركت ماليزيا أهمية هذه المعادن التي كانت مجهولة خارج أوساط الكيميائيين حتي وقت قريب وعرفت قيمتها في صناعة المنتجات ذات التقنيات العالية، لكنه سيتعين عليها مواجهة مخاطر انبعاث اشعاعات سامة من أطنان النفايات المتبقية من عمليات المعالجة.

 
وكانت الدول الصناعية الكبري قد فضلت استيراد احتياجاتها من هذه المعادن من الصين التي كانت تتحمل المخاطر البيئية نتيجة إنتاج هذه المعادن في مصانع غير مرخصة في الغالب تسببت في إنتاج نفايات سامة بكميات ضخمة.

 
وتلعب الصين دوراً أساسياً في إنتاج هذه المعادن، حيث أنها تنتج وحدها ما نسبته %95 من الانتاج العالمي، فيما يشبه الاحتكار، لكنها سعت خلال الفترة القليلة الماضية الي استخدامها كسلاح في حرب التجارة العالمية بعد أن أعلنت مؤخراً التوقف عن تصديرها لدول العالم.

 
وفرضت الصين علي سبيل المثال حظراً مدته شهرين علي تصديره لليابان عندما اندلعت نزاعات حدودية فيما بين الدولتين كما قررت وقف هذه الصادرات خلال فترة زمنية وجيزة إلي الولايات المتحدة وأوروبا، وأدت اجراءات أخري أقرتها الصين شملت توسيع قيود تصدير المعادن النادرة، إلي رفع أسعار هذه المعادن لمستويات قياسية ودفعت الدول الصناعية للبحث عن بدائل سريعة.

 
ويزيد الأمر تعقيداً أصرار الدول التي تعد غنية بخامات هذه المعادن علي الامتناع عن السماح باقامة مصانع لمعالجتها علي أراضيها خوفاً من الأضرار البيئية، وتخطط شركة موليكورب لاعادة فتح منجم مهجور يقع بالقرب من وادي الموت في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، لكن الشركة يتعين عليها استكمال عمليات اعادة بناء معمل تكرير مجاور بشكل يتيح توفير حماية أكبر من أي تسرب اشعاعي ضار بالبيئة.

 
ويسهم هذا في تفسير سبب اسراع شركة »لايانس« الاسترالية العملاقة للتعدين باستكمال بناء معمل تكرير بقيمة 230 مليون دولار علي الاطراف الشمالية من ميناء كوانتان الصناعي الماليزي، ويستهدف المعمل تكرير خامات المعادن المشعة من منجم مونت ويلد الذي يقع علي بعد 2500 متر داخل الصحراء الاسترالية، وسيتم نقل الخامات المستخرجة من المنجم الي ميناء فيرمنتال الاسترالي ثم نقله عبر سفن بحرية.

 
وتوضح شركة لايانس أن المعمل سيتمكن خلال عامين من تلبية ما يقرب من ثلث الطلب العالمي علي المعادن النادرة.

 
وقال نيقولاس كيرتس ،المدير التنفيذي لشركة »لايانس« إن تكلفة بناء وتشغيل معمل التكرير هذا ستتزايد أربع مرات في حال اقامته في استراليا التي ترتفع فيها تكاليف العمالة والبناء، كما تشكل القوة السياسية لحزب الخضر الذي يتخذ استراليا مقراً له أكبر داعم لتوجهات المحافظة علي البيئة.

 
وتشتد من ناحية أخري رغبة ماليزيا في اجتذاب استثمارات شركة لايانس لدرجة استعدادها منحها إعفاء ضريبياً مدته 12 عاماً، وإذا بقيت أسعار المعادن النادرة عند مستوياتها الحالية المرتفعة فإن معمل التكرير سينجح في تحقيق مكاسب تقدر بنحو 1.7 مليار دولار سنويا من الصادرات بداية من أواخر العام المقبل، وتشكل هذه القيمة ما نسبته %1 من إجمالي الناتج المحلي في ماليزيا.

 
وكشف راجا داتو عبدالعزيز بن راجا عدنان، المدير العام لهيئة الطاقة النووية الماليزية، عن أن موافقة بلاده علي المشروع قد استندت الي تقارير فنية أكدت أن معمل تكرير المعادن النادرة سيبث مقادير ضئيلة آمنة من المواد المشعة.

 
وتحتفظ ماليزيا بأسباب خاصة قوية تدفعها لتوخي الحذر من المضار البيئية الناجمة عن اقامة هذا المعمل في ظل وجود معمل تكرير آخر يعد هو الأكبر في آسيا تتولي شركة ميتسوبيشي اليابانية تشغيله.

 
ولا تزال توجد شكوك في سلامة المعمل من الناحية البيئية علي الرغم من ورود تأكيدات بأنه سيكون آمنا.

 
وقال احد الاطباء إنه عالج مرضي بسرطان الدم وإنه يرجح أن تكون إصابتهم ناتجة عن التعرض للنفايات السامة المنبعثة من المعمل.

 

جريدة المال

المال - خاص

1:51 م, الثلاثاء, 15 مارس 11