Loading...

مأزق الإرشاد السياحي في مصر بسبب اللغات النادرة

Loading...

مأزق الإرشاد السياحي في مصر بسبب اللغات النادرة
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 11 مايو 03

محمد عبد العاطي:
 
علي غرار قرار تحرير سعر الصرف يوجد الآن في سوق المرشدين السياحيين عرف غير معلن وغير رسمي بتحرير عمل المرشدين السياحيين بحيث لم تعد مهنة الإرشاد قاصرة علي المصريين فقط بل دخلها الاجانب أيضاً وأصبح من اللافت للنظر مشاهدة المجموعات السياحية تلف المتاحف والمزارات السياحية دون أن يصاحبها مرشد مصري، ويتم الاكتفاء بالمرشد الاجنبي الذي يصاحب الفوج السياحي لشرح تاريخ مصر رغم أن ذلك يخالف القانون فهل يحول العرف إلي قرار رسمي ويتم تحرير مهنة المرشدين السياحيين في مصر؟

 
محمد غريب نقيب المرشدين السياحيين أكد أنه لا يجوز تحرير تجارة الإرشاد السياحي فالقانون المصري يمنع عمل الاجانب كمرشدين سياحيين داخل مصر لما له من آثار سلبية خاصة أنها مهنة أمن قومي ولذلك لن تطبق هذه الفكرة كما أن عملية التحرير عملية طويلة المدي وتحتاج إلي وضع تشريعات والقيام بمراجعة دورية للآثار في كل مرحلة .
 
وليد البطوطي وكيل النقابة العامة للمرشدين السياحيين يقول: المرشد السياحي يجب أن يكون مقيدا بالنقابة ويتطلب ذلك أن يحمل الجنسية المصرية لأن الارشاد السياحي في مصر يتطلب اللمسة الانسانية فالسائح يمكن أن يسأل مرشده عن بيته وعلاقته مع زوجته وعن بعض العادات والتقاليد التي لا يعرفها إلا المصري .
 
وأشار البطوطي إلي تواجد بعض المرشدين الروس في الغردقة مؤكداً أنه يتم مواجهتهم حاليا من قبل شرطة السياحة وغرفة شركات السياحة لأن تواجدهم غير قانوني كما أنه ليس هناك أي مسئول في مصر يوافق علي ذلك وليس من حق أي شركة سياحة المطالبة بتشغيل مرشدين أجانب وإلا فلماذا لا تفتح هذه الدول شركاتها السياحية للمرشدين الاجانب للعمل بها ولكنهم علي يقين تام ان الإرشاد السياحي يشمل الامن القومي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي فالمرشد الاجنبي يحصل علي مرتب بالعملة الصعبة ويقوم بتحويله خارج مصر عما يجعله مساهما في نشوب أزمة عدم توافر العملة في الاسواق كما أنه يسيء إلي البلد لأنه لا يهمه سوي الكسب فقط أما المرشد المصري فهو ملم بكل ما يخص بلاده ويعرف ماذا يقول أو يخبيء وكشف البطوطي عن دور النقابة في مواجهة المرشدين الاجانب  غير القانونيين والذي يتمثل في إبلاغ السلطات التنفيذية باسماء الشركات التي تضم مثل هذه الفئة من المرشدين بالاضافة إلي بعض المعلومات والبيانات وهو دور النقابة لأنها ليست جهة تنفيذية .
 
وتوافقه الرأي د. ليلي الطرابلسي أستاذة التاريخ العبري بجامعة عين شمس والمرشدة السياحية مؤكدة رفضها الشديد لتنفيذ مثل هذه الفكرة في مصر لأنها مهنة كما وصفتها في غاية الخطورة لأنها تعبر عن سياسة وطبيعة شعب وتعبر بصدق شديد عن الفكر السائد للمجتمع المعني بالسياحة .
 
وتستطرد قائلة هناك اعداد كبيرة حضرت من روسيا تريد العمل في مصر رغم وجود أعداد كبيرة جداً من المصريين الدارسين للروسية وقامت النقابة الفرعية في لاقصر بعمل دورات للغة الروسية تقدم لها اعداد مهولة، بينما يري سيف العماوي (جود إرث للسياحة) عضو غرفة شركات السياحة باتحاد الغرفة السياحية أنه إذا تطلب الامر أن يكون هناك متحدث للغة نادرة كالكورية والصينية فلا حرج أن يوجد ذلك إلا أنه لا يقوم بعمل المرشد فالمرشد يكون مصريا يتحدث اللغة الانجليزية أو الفرنسية ويقوم المترجم الاجنبي بترجمة ما يقوله المرشد المصري من الانجليزية إلي الصينية أو الكورية أو اليونانية وذلك ما يسمي «تول ليدر» ويذكر العماوي أن اللغة الاسبانية كانت من ضمن اللغات النادرة إلا أنها الآن اصبحت متداولة بين كثير من المرشدين الجدد المصريين ويرجع الفضل في ذلك للجامعات المصرية التي احتوت اقساما كثيرة من دراسة اللغات النادرة في مصر واصبح من  بينهم  فائض أيضاً .
 
ويستبعد مجدي المناوي (نايل فيرو للسياحة) وعضو مجلس ادارة غرفة السياحة باتحاد الغرف السياحية احتمالية تعاقد أي شركة مصرية بشكل ثنائي مع مرشدين سياحيين إلا أن هناك اتفاقيات غير موثقة بين بعض الشركات والمرشدين الاجانب   خاصة مع متحدثي الرومانية والروسية وهم ليسوا مرشدين بالفعل ولكن يقومون بدور المرافق مع المجموعة السياحية ويتم الآن مواجهتهم من خلال اجراءات متفق عليها بين الغرفة ومدينة الغردقة التي تشهد اكبر نسبة من هذه الاعداد وتتمثل الاجراءات في عدم خروج أي حافلة تنقل السائحين من القاهرة إلي الغردقة أو العكس إلا بتصريح من فرع الغرفة في الغردقة، وكذلك منع الاعلانات عن الشركات داخل البازارات، كما يتم غلق وتجميد نشاط الشركات التي لها فروع في الغردقة وليس لها نشاط لأنه يتم اكتشاف تأجيرها من الباطن وهي ما تسع بداخلها اعداداً من المرشدين الاجانب .
 
وطالب المناوي نقابة المرشدين بعمل دورات تدريبية وتعليمية للمرشدين لتوفير اللغات النادرة مثل الروماني والكوري والصيني واليوناني والروسي والاسباني .
 
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 11 مايو 03