تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن يصل مخزون الصين، أكبر منتجة فى العالم وأكثر الدول استخدامًا للقطن، إلى أكثر من 12.7 مليون طن بحلول يوليو من العام المقبل، وهذا يعادل %62 من الإجمالى العالمى، كما يعادل صناعة أكثر من 71 مليار «تى شيرت».
وذكرت وكالة بلومبرج أن حكومة بكين تخزن القطن بكميات ضخمة لمساعدة المزارعين بعد أن تجاوز الإنتاج العالمى من القطن هذا العام حجم الطلب عليه للسنة الرابعة على التوالى فى أطول موجة ارتفاع للمخزون منذ عام 1999، مما يزيد من مخاطر تزايد المعروض الذى يؤدى إلى تراجع الأسعار.
وأعلنت شركة ماكوارى الأمريكية لأبحاث أسواق السلع أن حكومة بكين قد تتوقف عن تخزين القطن، اعتبارًا من الموسم المقبل، وأن الأسعار ستتراجع بحوالى %8.5 لتصل إلى 69.5 سنت للرطل العام المقبل، وربما تنخفض أكثر إلى مستويات غير مسبوقة.
وإذا كان المزارعون فى الولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، قد خفضوا الإنتاج بسبب تراجع الأسعار من مستواها القياسى الذى سجلته فى عام 2011، عندما قفزت إلى 2.197 دولار للرطل، إلا أن المزارعين فى الصين رفعوا الإنتاج، حيث اشترت الحكومة الفائض من محصول القطن والذى بلغ حوالى %85 من الإنتاج المحلى العام الماضى، مما يجعل بكين تقلل استيرادها من القطن بحوالى مليونى طن هذا الموسم، وهو ما يؤدى إلى انكماش الشحن العالمى من القطن وانخفاض الأسعار أكثر وأكثر، وإن كانت الهوامش الربحية لشركات إنتاج الملابس مثل ليفى شتراوس وهانزبراندز ستتضخم بدرجة واضحة.
وتقول تيرى تاونسيند، المديرة التنفيذية للجنة الاستشارية الدولية للقطن فى واشنطن، إن تضخم احتياطى القطن فى الصين مشكلة، ولكن هناك مشكلة أخرى تتعلق بشفافية سياسة حكومة بكين، حيث لا يعلم أحد خطواتها القادمة، وهل ستساعد فى تحقيق التوازن فى سوق القطن العالمية أم لا؟
وتراجعت أسعار العقود الآجلة للقطن بحوالى %19 فى بورصة «ICE » الأمريكية فى نيويورك فى ختام الأسبوع لتصل إلى 75.95 سنت لرطل القطن، مقارنة مع 93.32 سنت للرطل فى 16 أغسطس الماضى، عندما سجلت أعلى مستوى منذ 16 شهرًا، مما يجعل ارتفاع أسعار العقود الآجلة للقطن ترتفع بنسبة %1.1 فقط هذا العام حتى نهاية الأسبوع الماضى، بينما صعد مؤشر «ستاندرد آند بورز GSCI » لنحو 24 سلعة خام بأكثر من %6.1.
وكان المجلس القومى الصينى للمنسوجات والملابس، قد أكد فى يونيو الماضى، أن الحكومة قد تغير سياستها القطنية، لا سيما تخزينها للمحصول اعتبارًا من موسم العام المقبل، وإن كانت ستتجه إلى زيادة الدعم المباشر للمزارعين بدلاً من شراء المحاصيل، حيث ستدفع لكل طن من القطن 20 ألفًا و400 يوان «1.52 دولار للرطل»، أو ما يعادل ضعف أسعار العقود الآجلة فى بورصة نيويورك.
ويقول جاو فانج، الأمين العام لرابطة القطن الصينية، إن حكومة بكين قد تبدأ بيع احتياطيها من القطن خلال العام المقبل، ولكنه لم يحدد تاريخًا معينًا، رغم أنها باعت 4.2 مليون طن من الاحتياطى خلال الموسم الذى انتهى فى 31 يوليو الماضى، كما يرى جاو فانج، أن تغيير سياسة الحكومة القطنية لا يعنى التخلص من الاحتياطى أو عدم تخزين جزء من المحصول القادم.
ويتوقع المجلس القومى الأمريكى للقطن أن تبدأ الصين بيع مخزونها من القطن عندما يتراجع الإنتاج العالمى بحوالى %3 لينخفض إلى 117.42 مليون بالة «25.58 مليون طن» خلال الموسم الحالى، وأن الطلب سيرتفع بحوالى %2.1 ليصل إلى 108.7 مليون بالة، حيث تزن البالة 480 رطلاً، تكفى لصناعة 1217 «تى شيرت».