كيف تتعامل مع موظف متوتر.. أو مدير ينفجر كالبركان؟

كيف تتعامل مع موظف متوتر.. أو مدير ينفجر كالبركان؟
جريدة المال

المال - خاص

10:55 ص, الأحد, 31 أغسطس 03

أشرف فكري:
 
إذا لم تستطع أن تحكم أعصابك وتسيطر علي انفعالاتك في يوم ما، فعليك أن تبتعد عن العمل، حتي لا تتسبب في كوارث واخطاء ربما تندم عليها لاحقاً.. تلك هي نصيحة خبراء الإدارة لكل شخص يتسم بالعصبية الزائدة والانفعال المستمر سواء كان مديراً مسئولاً، أو موظفاً ضمن فريق عمل مكلف بمهمة ما.

 
فالعصبية هي ابرز الأزمات التي تدمر روح العمل وتؤدي إلي غياب الجماعية في تنفيذ المطلوب.. أما إذا كانت العصبية مصدرها المدير فإن فرار العاملين الاكفاء سيكون هو المصير المحتوم وهو ما تؤكده التجارب.
 
لذلك تبقي عملية التعامل مع الاشخاص المتوترين، شديدي العصبية كالسير فوق نصل حاد، علي طريق طويل مطلوب منك سواء كنت مديرا أو موظفاً الوصول إلي نهايته بأمان.
 
حول هذا الأمر يقول الدكتور أحمد زامل العضو المنتدب لشركة اتحاد الخبرات الدولية «Intex » ان الموظفين العاديين يتعاملون بتوازن ووسطية مع زملائهم داخل العمل، إلا أن الظروف قد تفرز أحياناً موظفا أو مسئولا يتصرف بعصبية شديدة قد تصل إلي العدوانية تجاه الآخرين، وفقاً لتنشئته الاجتماعية التي يمر بها الفرد في مراحل حياته الأولي وتؤثر علي شخصيته. كما أن ضغوط العمل المتزايدة علي الموظفين والتأثيرات السلبية للتنافس، قد تكون وراء تصرف الموظف بانفعال وغضب لا مبرر له أثناء العمل.
 
ويفرق الدكتور زامل بين نوعين من الاشخاص ذوي الانفعال الحاد الأول يتميز بعصبيته لسمات شخصية والثاني نتيجة مواقف تتراكم عليه مع ضغوط وظيفية تجعله ينفجر كالقنبلة في كل اتجاه محطما أي شيء ولأتفه الأسباب بطريقة تدعو المقربين منه إلي التعجب والتساؤل عن أسرار ذلك.
 
وينبه العضو المنتدب لشركة «اتحاد الخبرات الدولية» إلي خطأ شائع يرتكبه مديرو الشركات المصرية عند التعامل مع موظف عصبي حيث يعتبرونه هو «المشكلة» في حين أن الواقع يشير إلي عدم قدرة الإدارة علي فهم سر عصبية الموظف وهل هي شخصية أم ترجع إلي ظروف معينة تنعكس في تصرفه بعصبية في مواقف معينة كتحميله بأعباء اضافية أو نقلة للعمل في مكان واحد مع زميل أو عدم الاستجابة لطلبات منطقية، وهي كلها عوامل يمكن علاجها بسهولة ويشير الدكتور زامل إلي الفارق بين مدير وآخر يظهر في مدي قدرته علي تحويل عصبية الموظف إلي جهد وقيمة مضافة لصالح المؤسسة عبر إزالة سبب الشكوي ومساعدته علي توجيه طاقاته للعمل ولتحقيق الأّهداف المطلوبة.
 
وحول النتائج السلبية وجود نسبة من الموظفين العصبيين علي المؤسسة يقول ضياء الدين حلمي رئيس تطوير المشروعات بشركة توب بيزنس أن معدل دوران العمالة وزيادة شكاوي الموظفين المتبادلة وارتفاع المكائد الشخصية تمثل مقدمة جبل المشاكل الذي تتعرض له الشركة ويشير إلي تجربة شركة شهيرة في مجال تصنيع المواد الغذائية حيث طلبت خلال شهر واحد تعيين ثلاثة مديري تغليف المواد وعند سؤال المسئولين في الشركة عن سبب ارتفاع معدل التغيير في المنصب أكد رئيس الشركة أن العاملين علي خط الانتاج لم يتحملوا عصبية المسئولين الجدد خلال العمل وخاصة فيما يتعلق بطريقة اصدار الأوامر الخاصة بالمتابعة والإشراف مما اضطر الشركة للاستغناء عنهم مقابل عدم التفريط في عمالة ماهرة كانت بلاشك ستهجر الشركة وتبحث عن مكان هادئ للعمل.
 
نفس الأمر يتحقق عندما يكون رئيس المؤسسة شخصا عصبيا، حيث يسبب انفعاله المبالغ فيه خسائر فادحة للعاملين وللشركة ويشير إلي نماذج متعددة لرؤساء شركات عائلية في مصر يعاني خلالها الموظفون من عصبية المدير الزائدة عن الحد ولأسباب لا ترتبط بسير العمل وهي حالات تختلف 180 درجة عن تجارب إدارات شركة أوروبية وأمريكية تسعي عبر العديد من الخطوات إلي توفير الجو الملائم للموظفين بعيدا عن العصبية والانفعال سواء بالتدقيق الشديد في قبول العاملين أو بتوفير مناخ عمل خال من أسباب العصبية حيث تكلف متخصصين في إدارة «الجودة» بالمرور علي الأقسام المختلفة والموظفين لضمان عدم وجود أي مؤثر يؤدي إلي انفعالهم أو حتي شرودهم الذهني عن العمل وتكون مهمته قياس كافة الابعاد النفسية والسيكولوجية الخاصة براحة الموظف كعدم التوزيع الجدي للاضاءة أو عدم الراحة من توزيع مكاتب العمل وتصل إلي مدي رضائه عن عمله مع زملائه.
 
ويشدد ضياء الدين حلمي علي أن أي مسئول لا يمتلك بمفرده القدرة علي ايجاد الحلول لجميع مشاكل الأفراد لذا يفضل عند تعامله مع مشكلات مرتبطة بعيوب شخصية في موظف ما توجيها إلي إدارة الموارد البشرية موضحاً أن الحوار قد يمثل في المرحلة الأولي فرصة أمام المدير ليؤكد للموظف خلالها خطورة عصبيته علي سير العمل وأنه في حالة عدم توقفه أو تحكمه في أعصابه فسيكون هناك موقف حازم نحوه قد يصل إلي الطرد أو الفصل من المؤسسة.
 
ويثير رئيس تطوير مشروعات توب بيزنس نقطة هامة ترتبط بتأثير العصبية علي فرص الشخص في الحصول علي عمل مناسب سواء في البداية أو حتي في شركة جديدة مؤكدا أن عددا كبيرا من رجال الأعمال المصريين يشكون بصفة مستمرة من عدم العثور علي كوادر مهنية محترفة تتلاءم مع عشرات الوظائف التي تعلن عنها مؤسساتهم في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة وتطلب موظفين يتميزون بسمات خاصة في التعايش مع ضغوط العمل المتزايدة في الوقت الحالي ويضرب مثالا علي ذلك بشركة كبيرة تعمل في مجال مبيعات السيارات ظل رئيسها يبحث عن مندوب محترف في مجال خدمة العملاء لمدة ستة أشهر حيث رفض ستة أشخاص تقدموا للوظيفة لأسباب أبرزها العصبية الزائدة في التطلع ورغبة متهورة في تحقيق نجاح سريع حتي ولو علي حساب الآخرين.
 
وهي نقطة تتفق معها «انجي عبدون» مدير موقع Careermideast وتوضح أن الشركات العالمية الكبيرة في السوق بدأت منذ فترة طويلة في تطبيق الوسائل التي تقلل من فرص التحاق موظفين عصبيين بها وذلك للتأثيرات السلبية التي تعود علي بقية الموظفين في حالة التعامل  مع هؤلاء بطريقة مستمرة مؤكدة قيام الشركات الأمريكية والأوروبية باجراء دراسات معمقة حول أفضل الطرق في اختيار الموظفين والصفات الواجب توافرها فيهم بحيث يخضع المتقدم للوظيفة إلي أكثر من اختبار يتضمن قياسات نفسية لطبيعة سلوكه نحو الآخرين وانسجام شخصيته مع طبيعة المؤسسة وهي دراسات بدأت الشركات المصرية في الاستفادة منها مؤخراً في تقييم المتقدمين للوظائف الخالية بها.
 
وتؤكد انجي عبدون ان أسرع طريق للنجاح في حل مشاكل الإدارة والعاملين هو الاحتفاظ بهدوء الأعصاب في أصعب الظروف حتي يمكن التفكير السليم وضرورة تعرف الإدارة علي دوافع عصبية الموظف فربما يكون دافعه  مصلحة العمل وفي هذه الحالة يتطلب نوعا من حرص الشركة علي توجيهه إلي خطورة عصبيته علي سير العمل وزملائه الآخرين وتحذيره من النتائج المدمرة للتصرفات العصبية علي مستوي أداء وإنتاجية المؤسسة مشيرة إلي أن تصرف أصحاب الانفعالات الصاخبة كفيل بتحطيم الروح المعنوية لفريق العمل وهذه النوعية تظهر بكثرة في المؤسسات المصرية ويشعر بها الموظفون عقب امتلاك زميل لهم سلطات عالية
جريدة المال

المال - خاص

10:55 ص, الأحد, 31 أغسطس 03