هبة نبيل ـ محمود جمال
أجمع عدد من مسئولى وخبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على تأثر شبكات الاتصالات بالسلب، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة التى تشهدها البلاد، موضحين أن حرارة الشمس تتسبب فى زيادة الضغط على أجهزة تبريد أبراج المحمول مما يعرِّضها للأعطال وزيادة معدلات انقطاع المكالمات أثناء الحديث.
وأوضحوا أن أبراج المحمول ستتوقف عن العمل تمامًا إذا ارتفعت درجة الحرارة لـ55 درجة مئوية، مطالبين المشغِّلين بأهمية اتخاذ إجراءات وقائية لمواجهة الموجة الحارة، من خلال زيادة أساليب التهوية الداخلية بالمحطات.
ورأوا أن خدمات نقل البيانات “الداتا” ستكون الأكثر تأثرًا بالمناخ الحالى لو استمرت لفترة طويلة دون تحسن، كما سيؤدى أيضًا إلى ائتلاف وحدات استقبال إشارات ترددات القنوات الفضائية «LNB» والموجودة بأطباق الأقمار الصناعية.
وكانت وكالة الفضاء السعودية قد حذرت الأسبوع الماضى من حدوث انفجارات شمسية خلال المرحلة المقبلة، ستتسبب فى نشاط جيومغناطيسى يؤثر على شبكات الاتصالات والكهرباء، ولا يضر بالكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض.
من جانبه أكد خالد حجازى، رئيس قطاع العلاقات الخارجية والقانونية بشركة فودافون مصر، أن استمرار الموجة الحارة سيزيد أعطال أجهزة التكييف بأبراج المحمول، مما يدفع الشركات لتكثيف ورديات الصيانة، منوهًا بأنه يتم إجراء أعمال متابعة مستمرة للمحطات على مستوى الجمهورية، بغض النظر عن العوامل الجوية.
وقال حمدى الليثى، رئيس شركة ليناتل لحلول الاتصالات، إن الشبكات الخارجية هى الأكثر تأثرًا بارتفاع درجات الحرارة، بعكس وحدات المعالجة داخل المبانى المجهزة، التى تكون بمنأى عن أشعة الشمس، موضحًا أن محطات المحمول الموجودة على أسطح المبانى تقلُّ كفاءتها عندما تصل الحرارة لـ45 درجة مئوية، ثم تتوقف تمامًا إذا ارتفعت لـ55 درجة، مما ينعكس سلبًا على أداء عمل البطاريات.
وأكد أنه يتوجب على شركات المحمول اتخاذ تدابير احترازية لمواجهة التقلبات الجوية الحادة خلال الأعوام المقبلة، بحيث تتم زيادة أساليب التهوية الداخلية بالمحطات، وعزلها عن حرارة الشمس مباشرة، من خلال بناء مظلات، وهو ما يزيد تكلفة المشغلين، معتبرًا أن هذه الحلول الجذرية يصعب تطبيقها على المدى الزمنى القصير خلال الموسم الصيفى الحالى.
فيما رأى محمد عيد، المدير الاستشارى لمكتب اتصالات زين الكويتية بالقاهرة، أن أبراج المحمول جاهزة للعمل تحت درجات حرارة مرتفعة، تصل لـ50 درجة مئوية من الناحية النظرية، منوهًا بأنه كلما ارتفعت أشعة الشمس ينخفض مستوى جودة الخدمة بنسبة تتراوح بين 15 و%25، ومن ثم انقطاع المكالمات.
وأضاف أن الموجة الحارة ربما تؤدى إلى خروج محطات بالكامل عن الخدمة، ومن ثم يجب زيادة عدد أجهزة التكييفات الملحقة بالأبراج، على غرار تجربة دول الخليج إذا استمر ذلك الوضع لفترة طويلة، منوهًا بأن أغلب مُعدّات الشبكات يتم تصنيعها فى دول ذات طبيعة مناخية معتدلة غير قابلة للتعرض للحرارة مباشرة.
وذكر عيد أن تغير الظروف المناخية سينعكس بالسلب على خدمة نقل البيانات “الداتا” بين مشتركى المحمول؛ نتيجة تأثر الترددات، بالتزامن مع انتشار الموجات الكهرومغناطيسية الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة.
على صعيد آخر أكد عثمان أبو النصر، المدير الإقليمى لشركة نوكيا سيمنز للشبكات بمصر ومنطقة الشرق الأوسط، أن البطاريات «UPS» هى أكثر المكونات حساسية بالنسبة لأشعة الشمس، حيث يقل عمرها الافتراضى، لافتًا إلى أن زيادة حرارة الشمس سيضغط على أداء عمل أجهزة التبريد المسئولة عن تهوية مولدات المحطات.
وبيّن أن شركات المحمول تطرح دائمًا مناقصات لبناء شبكات جاهزة لاستقبال الأحمال، تحت درجة حرارة تتراوح بين 60 و65 درجة مئوية؛ لضمان استمرارية تقديم الخدمة للعميل.
فى سياق متصل أشار عبد العزيز بسيونى، مدير قطاع تطوير الأعمال بشركة “تلى تك” لحلول الاتصالات، إلى أن ارتفاع أشعة الشمس يزيد نسبة الخطأ فى استقبال الإشارات الرقمية على أبراج المحمول، بما يضعف أداء خدمات الفيديو ونقل البيانات، علاوة على انقطاع أغلب المكالمات أثناء الحديث.
ورأى أن استمرار الموجة الحارة يتسبب فى إتلاف أجهزة الـ«LNB» المثبتة على أطباق الأقمار الصناعية، مما يؤثر على ترددات بث القنوات الفضائية.