أدى انتشار العدوى بفيروس كورونا بالعديد من دول العالم ومنها الإمارات، التى ظهر فيها 21 حالة إصابة مؤخراً إلى هبوط أسعار الفنادق وإيجارات الشقق السياحية فى البلد العربى بحوالى %50.
وانخفضت أسعار الفنادق والشقق بعد تزايد إلغاء الحجوزات منذ بداية العام الحالى، رغم أن هذه الفترة تعتبر ذروة السياحة الوافدة من أوروبا للاستمتاع بالأجواء المعتدلة فى منطقة الخليج.
وتراجعت أيضا أسعار الغرف المؤجرة للسياح بعد إلغاء الرحلات الجوية، بسبب حظر السفر لبعض الدول فى منطقة الخليج ومنها الكويت والبحرين وعمان، لدرجة أن خبراء صناعة السياحة يتوقعون انخفاض الإيرادات خلال الربع الحالى، ويطالبون الشركات والفنادق بالتركيز على الربع القادم أو موسم الصيف.
كانت حكومة ألمانيا ألغت معرض “ITB” أكبر معرض سياحى فى العالم بسبب كورونا الذى كان من المتوقع أن يحضره حوالى 160 ألف زائر منهم العديد من ممثلى شركات السياحة الصينية ومن دول الخليج.
كما أعلن الاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا) عن تكبد شركات الطيران فى الشرق الأوسط خسائر قاربت 100 مليون دولار؛ بسبب تفشى فيروس كورونا، كما رجح انخفاض مبيعات التذاكر، وما يتبعها من تراجع إيرادات الفنادق والشقق السياحية خلال الأسابيع المقبلة.
وقال توماس دولزال، المدير التنفيذى لشركة إيليت رويال للشقق السياحية فى إمارة دبى، إن شركات السياحة والفنادق وشقق الإجازات تأمل فى تحسن الموقف خلال 4 إلى 8 أسابيع، وإلا فإنها ستعانى من نقص السيولة النقدية وستجد صعوبة فى تغطية تكاليف التشغيل، خاصة الشركات الصغيرة التى لا تستطيع الحصول على مصادر تمويل خارجية.
وأكد شاين سونى، المدير التنفيذى لشركة رين آند هورن للشقق السياحية والتى تشغل 50 وحدة، أنه تم حجز %80 منها فى بداية العام وحتى شهر رمضان، ولكن تم إلغاء معظمها، خاصة من السياح الصينيين الذين حصلوا على %100 من قيمة حجوزاتهم بفضل شرط القوة القاهرة الذى يطبق فى حالة الكوارث الطبيعية.
وقال عبد القادر، مدير بشركة إيليت هوليداى هومز رينتال لإيجار الشقق السياحية، والذى يدير 20 شاليه فاخرا فى منطقة مارينا آند بالم فى دبى، إن معدل الإشغال يبلغ %100 عادة خلال الربع الأول من كل عام، لكنه هوى هذا الربع إلى %20 فقط؛ بسبب انتشار كورونا، وكانت الحجوزات ضعيفة أيضا خلال ديسمبر الماضى، ولم يشهد يناير الماضى انتعاشا بسبب تباطؤ سوق العقارات فى دولة الإمارات.
وكان عبد القادر يأمل فى أن يتحسن قطاع العقارات هذا العام، لكن توقف حركة السفر أضاع الأمل، لدرجة أنه قرر إغلاق وحدة شقق الإجازات بعد أن هبط سعر الليلة من 35 ألف درهم للوحدات الفاخرة العام الماضى إلى 1200 درهم فى يناير ثم إلى 500 درهم للوحدة حاليا.
مستثمرون هنود وباكستانيون يستغلون الفرصة ويشترون مشروعات متوقفة فى دبى
من ناحية أخرى، يتدفق حاليا مستثمرون من الهند وباكستان لشراء المشروعات السكنية المتعثرة التى توقف العمل فيها بسبب نقص السيولة لدى شركات التطوير العقارى فى دبى مع انتشار فيروس كورونا، رغم أن استكمال هذه المشروعات يحتاج من 5 إلى 8 شهور فقط، ويحتاج المشروع الواحد لحوالى 40 – 60 مليون درهم لاستكماله.
ويراهن هؤلاء المستثمرون على انتعاش القطاع العقارى وعودة السياح إلى إمارة دبى فى أكتوبر المقبل، وهو موعد انعقاد معرض إكسبو 2020 الذى يجذب شركات وسياحا من أنحاء العالم، وهذا يعنى تدفق الطلب على الوحدات السكنية والفندقية لقضاء ليالى قليلة أو عدة أسابيع.