بدور إبراهيم :
انتهت هيئة قناة السويس مؤخراً من تنفيذ كوبري عائم يربط سيناء بالدلتا، وهو كوبري الشهيد أحمد منسي العائم والذي يقع بمنطقة نمرة 6 بمدينة الإسماعيلية، وتتمثل أهميته في التكامل مع مرفق المعديات والأنفاق التي يتم تنفيذها أسفل قناة السويس، وسيعمل على التخفيف على كاهل المواطنين أثناء الانتقال بين شرق القناة وغربها، وتوفير البنية التحتية اللازمة للمجتمعات العمرانية الجديدة شرق القناة وعلى رأسها مدينة الإسماعيلية الجديدة، علاوة على ربط سيناء بباقي محافظات مصر لدعم المشروعات التنموية الجاري تنفيذها بمنطقة القناة.
وقامت شركة ترسانة بورسعيد البحرية، إحدى ترسانات هيئة قناة السويس، بتوظيف أحدث برامج التصميم العالمية «Aveva Marine» والكوادر الفنية المدربة بالخارج في تصميم الكباري العائمة بأيدي المهندسين المصريين، موضحاً أن تصميم وتنفيذ الكباري العائمة تم بإشراف هيئة الإشراف الفرنسية بيروفيريتاس “BV”، لضمان تطبيق أفضل المعايير الدولية في السلامة والأمان البحري، والتي تلتزم بها هيئة قناة
السويس عبر إخضاع جميع وحداتها البحرية لإشراف هيئات دولية معتمدة.
تضمن الشهادة الدولية كفاءة الكوبري العائم كوحدة بحرية، كما تتأكد من تحقق عامل الأمان الملاحي للسفن العابرة أثناء فتح الكوبري، فضلاً عن ضمان السيولة المرورية والأمان التام للمركبات المختلفة العابرة على الكوبري العائم بين الضفتين.
ويتكون الكوبري العائم من جزأين شرقي وغربي يتكون كلاً منهما من ثلاث بنتونات يعملان كجزء واحد يدور على محور بجانب المرسى ليتمكن من الدوران أثناء الغلق والفتح.
«البنتون» عبارة عن جسم حديد مفرغ من الداخل ومكون من 21 تنك مملوء بالهواء، يصل طوله 85 متراً، وعرضه 15 متراً، ويصل عمقه إلى 2.25 متر، يصل العرض الكلي للكوبري الشرقي والغربي 15 متراً، فيما يبلغ عرض حارات السيارات 7.7 متر، وعرض حارة المشاة 2 متر بارتفاع 1.65 متر، بلغ وزن الألواح الحديدية المستخدمة في بناء الكوبري بالكامل 2960 طن.
ويتكون من جزئين غربي وشرقي، فالبنسبة للجزء الغربي فيقع في الكيلو متر73.825 ترقيم القناة، ويربط بين مدينة الإسماعيلية والجزيرة التي تتوسط قناة السويس الأصلية والقناة الجديدة وهو مثبت ناحية الغرب ويفتح في اتجاه الجنوب، ويصل طوله الإجمالي شامل الجزء الخرساني 350 متر، ويتكون من ثلاثة أجزاء هما جزء عائم بطول 257 متر، من ثلاثة بنتونات حديدية متماثلة بأبعاد 85 متر طول، وعرض 15 متر وارتفاع 2.25 متر للبنتون الواحد تم تنفيذها بواسطة شركات الهيئة تحت إشراف إدارة الترسانات، فيما يضم الجزء الثاني والثالث جزئين ثابتين بإجمالي طول 93 متر وهى المراسي التي يرتكز عليها طرفي الجزء العائم من الكوبري، تم تنفيذها بمعرفة شركة قناة السويس للاستثمار تحت إشراف الإدارة الهندسية.
وأضاف أن الجزء الشرقي من الكوبري يقع في الكيلو متر 74.200 ترقيم قناة، ويربط بين الجزيرة التي تتوسط قناة السويس الأصلية وسيناء وهو مثبت ناحية الشرق ويفتح في اتجاه الشمال، ويصل طوله الإجمالي شامل الجزء الخرساني 372 متر، ويتكون من ثلاثة أجزاء وهم جزء عائم بطول 257 متر مكون من ثلاثة بنتونات حديدية متماثلة بأبعاد 85 متر طول، وعرض 15 متر وارتفاع 2.25 متر للبنتون الواحد تم تنفيذها بواسطة شركات الهيئة تحت إشراف إدارة الترسانات، فيما يضم الجزئين الأخرين جزءان ثابتان بإجمالي طول 115 متر وهي المراسي التي يرتكز عليها طرفي الجزء العائم من الكوبري وتم تنفيذها بمعرفة شركة قناة السويس للاستثمار تحت إشراف الإدارة الهندسية.
والجدير بالذكر أن كل من شركة الإنشاءات البحرية، وشركة التمساح لبناء السفن، والشركة الهندسية البورسعيدية قد شاركوا في بناء البنتونات المكونة للكوبري بالكامل، وذلك في إطار تفعيل مخطط الهيئة لتطوير الشركات التابعة لها والاعتماد عليها في تنفيذ المشروعات القومية بالمنطقة.
ويعتمد تشغيل الكوبري على فتحه ذاتياً من خلال مجموعتي دفع تم تصميم قدرتها لتتمكن من فتح وغلق الكوبري خلال فترة زمنية قصيرة تصل إلى 4 دقائق لكل منهما لمواجهة أي طارئ، ويوظف الكوبري العائم أحدث تقنيات الاتصال العالمية VHF والتي يتم من خلالها التواصل مع مراقبة حركة الملاحة، ويسمح بعبور السيارات الملاكي في الاتجاهين في وقت واحد أما سيارات النقل الثقيل حتى حمولة 70 طن فيسمح لها بالحركة في اتجاه واحد، ويعمل لمدة تصل إلى 8 ساعات على أن تبدأ فترة عمل الكوبري فور انتهاء قافلة السفن من العبور، على أن تتولى إدارة الكراكات بالهيئة الإشراف على تشغيل الكوبري.
وتعقيباً على قرب افتتاح كوبري الشهيد أحمد المنسي وأثناء وجودها على متن الكوبري بعد انتهاء تنفيذه؛ قالت منار محمد سليم زوجة الشهيد، أن إنها فخورة للغاية وسعيدة بتواجدها على متن الكوبري، لافتة إلى أن أولادها يتفاخرون دائمًا بانتماء والدهم للقوات المسلحة التي لا تنسى أولادها، مقدمة الشكر لهيئة قناة السويس والقوات المسلحة أن مصر على تخليد ذكرى زوجها في كوبري هو وسيلة للعبور نحو سيناء التي ضحى الشهيد بدمائه من أجلها، فالشهداء يجب أن يبقوا في وجدان كل المصريين، ويتذكر الجميع بطولاتهم وتضحياتهم.
وأوضحت أن الشهيد كان يحارب الإرهاب في سيناء بالفكر وليس السلاح فقط، وذلك من خلال زيارة مدارس الأطفال هناك والتواصل مع أبناء سيناء، وقالت: “عندما يكون في عملية ميدانية كان يسير على الأقدام وكان يقول لزملائه أنا أخدت حظي ونصيبي في الدنيا وشوفت أولادي، وكان يدعي أن يُستشهد”، وعندما انتقل للعمل في سيناء قال لي: “إنتي خايفة ليه، أنا هبقى شهيد وواثق إني سايب بطلة هتربي أولادي زي ما كنت عاوز، يعني الجنود اللي استشهدوا في رمضان وقت الفطار أحسن مني في إيه”.