«قناة السويس» تبدأ خطوات الاعتماد على الطاقة المتجددة بإنتاج 10 كيلو وات من الشمس والرياح

ضمن مبادرة «قناة خضراء»

«قناة السويس» تبدأ خطوات الاعتماد على الطاقة المتجددة بإنتاج 10 كيلو وات من الشمس والرياح
نادية سلام

نادية سلام

7:24 ص, الأحد, 23 يناير 22

بدأت هيئة قناة السويس فى تنفيذ مخططها الهادف إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية والرياح، كمصدر لإنتاج الكهرباء، وتشغيل محطات المراقبة على المجرى الملاحى.

ومن خطوات الهيئة فى هذا الاتجاه إجراء عملية دمج للخلايا الشمسية وتوربينات الرياح، لإنتاج ما يقرب من 10 كيلو وات.

ومقرر أن يتم تشغيل 16 محطة مراقبة بطول المجرى الملاحى بالطاقة الشمسية والرياح خلال العام الجارى، فى إطار تفعيل مبادرة «قناة خضراء».

وأعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، مؤخرًا عن تفعيل مبادرة بيئية باسم «قناة خضراء» سيتم الاعتماد فيها على ضوابط جديدة خلال عام 2022، تتماشى مع توجهات المنظمة البحرية العالمية، بتقليل الانبعاثات الكربونية، بالتوازى تقوم الهيئة بدراسة منح تخفيضات للسفن المطبقة لنفس المعايير البيئية، ومتوقع أن تتراوح نسب التخفيضات والحوافز بين 10 إلى %20.

من جانبها، قالت الدكتورة منى نور الدين، أستاذ جغرافيا النقل البحرى بجامعة الأزهر، إن هناك معايير دولية تلزم هيئة قناة السويس إلى تحويل المجرى الملاحى لقناة خضراء، وعلى رأس تلك المعايير اهتمام المنظمة البحرية الدولية بالشحن الأخضر، واتجاهها نحو تخفيض نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة من السفن البحرية، بالتزامن مع عقد المؤتمر الـ27 للتغيرات المناخية فى شرم الشيخ 2022.

وأشارت إلى ضرورة تطبيق قناة السويس مفهوم الملاحة والشحن الأخضر وربطها من خلال عدة محاور، أهمها ضرورة تحديث المعدات البحرية المستخدمة واستبدالها بمعدات إلكترونية تعمل بالطاقة الشمسية، بجانب تحفيز وتشجيع السفن العابرة نحو التقليل من انبعاثات الغاز، فضلًا عن الالتزام بالشروط التى وضعتها المنظمة البحرية الدولية، لاسيما ناقلات البترول الحاويات الخطرة.

واستكملت خبيرة النقل البحرى، أنه يمكن منح تخفيضات وحوافز للسفن صديقة البيئة، وتخفيض رسوم المرور لسفن الغاز المسال، لافتة إلى أن الممرات الخضراء تعرف بخطوط ملاحية تعمل السفن فيها بين الموانئ المراعية للشروط البيئية.

وأضافت خبيرة النقل البحرى، أن الأمر يستدعى تحويل موانئ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى خضراء ذكية، وخاصة الواقعة طرفى القناة، والتى تضم «شرق وغرب بورسعيد والأدبية والعين السخنة»، بحيث يتم استخدام التكنولوجيا المتقدمة، ويتم مراعاة الاشتراطات البيئية.

وتابعت: هناك ضرورة إلى تطوير أجهزة الفحص الإشعاعى فى الموانئ، والاتجاه للاعتماد على الطاقات المتجددة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين، إضافة إلى الاستغلال الأمثل للأرصفة البحرية، وزيادة إنتاجيتها والتزامها بالمعايير والضوابط الدولية.

وترى أن أهم محاور تحقيق «قناة خضراء» هو تحقيق التنافسية بالنسبة لقناة السويس، عبر إقامة الخدمات اللوجستية، والتوجه نحو زيادة الطاقات المتجددة ومراعاة الاشتراطات البيئية، واستخدام طاقة الهيدروجين على غرار منطقة نيوم فى المملكة العربية السعودية، وهو نفس الأمر المطبق المناطق الاقتصادية بالدول العربية.

وذكرت أستاذ جغرافيا النقل البحرى، أن الهدف الـ14 من أهداف التنمية المستدامة هو حفظ البحار والمحيطات والموارد البحرية واستخدامها المستدام، وذلك سيتم من خلال تفعيل الاتفاقيات الدولية الخاصة بالنقل البحرى، والحدّ من إلقاء المخلفات فى البحار والمحيطات، وضمان وجود مراكز لاستقبال النفايات داخل الموانئ، فضلًا عن ضمان وجود خدمات الطوارئ، وتوفير أجهزة كشط الزيوت فى حالة التلوث بالنفط.

والاتجاه نحو خفض استخدام الوقود والانبعاثات من السفن، والتى تُسهم بنسبة كبيرة فى التلوث الهوائى، والاتجاه نحو تطبيق الالتزامات البيئية فى الموانئ البحرية.

وأشار المهندس يحيى زكى، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فى تصريحات سابقة، أنه يتم حاليا الإسراع لعقد الشراكات والعقود الفعلية نحو توطين صناعة الهيدروجين الأخضر، والذى يُعَدّ أحد روافد الاستثمار الأجنبى المباشر بالمنطقة، لاسيما مع تزايد الطلب العالمى على الوقود منخفض الكربون، بهدف تقليل الانبعاثات الخطيرة، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.

يذكر أن الأهداف الاستراتيجية لقطاع النقل البحرى حسب رؤية 2030 تعتمد على رفع كفاءة منظومة النقل البحرى، والتى تتضمن بشكل أساسى الموانئ البحرية لتقديم خدمات ومعايير تتعلق بالجودة والأمن والسلامة والاستدامة المالية، وحماية الموارد الطبيعية والبيئية، والمشاركة المجتمعية، وتطوير الأسطول التجارى البحرى المصرى.

وأوضح أحمد عبدالمنعم، أخصائى بحوث اقتصادية بهيئة قناة السويس خلال معرض إكسبو 2020، أن قناة السويس تعمل على تعظيم الوفورات على صعيد الوقت، وتكلفة الشحن، واستهلاك الوقود، فضلا عن دعمها للمبادرات الدولية التى تستهدف الحفاظ على البيئة، عبر تقليل استهلاك الوقود بنسبة %60 لمختلف أنواع السفن العابرة للقناة مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح، وكذلك تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة إلى أكثر من %150، بما تضع قناة السويس فى مقدمة خيارات الخطوط الملاحية وشركات الشحن حول العالم.