أكد محللون ماليون جاذبية قطاع البنوك المصري مقارنة بالدول المجاورة رغم توقعات بعض بنوك الاستثمار بتراجع معدلات نمو أداء البنوك المحلية خلال الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بالربع الاول، ولفتوا الي انه رغم التوقعات بتراجع معدلات نمو ربحية البنوك المحلية فإن ذلك لا يقلل من قوة موقفها المالي بالمقارنة بالبنوك العاملة في منطقة الخليج علي سبيل المثال من حيث معدلات السيولة وجودة الأصول والقيمة الدفترية مقارنة بالاسعار السوقية.
واعتبر محللون استحواذ شركة أكتيس للاستثمار المباشر علي %9.3 من اجمالي اسهم البنك التجاري الدولي خلال الاسبوع الماضي خطوة تعزز فكرة الاستثمار طويل الأجل في البنوك المحلية رغم التوقعات بتراجع نتائج اعمالها خلال الربع الثاني من العام الحالي، وأشاروا إلي أن تأكيد مجموعة »أكتيس« البريطانية علي تمسكها بسهم التجاري الدولي رغم عدم حصوله والقطاع المصرفي بشكل عام علي تقدير كافِ من الأسواق المتقدمة، يؤكد ايمانها بأن السهم مقيم بأقل من قيمته العادلة مما اعتبرته فرصة استثمارية يجب اقتناصها.
وتوقعت المجموعة المالية هيرمس في احدث تقاريرها ان يتراجع صافي ارباح البنك التجاري الدولي خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسبة%17 عن الربع الاول بحيث تتراجع الايرادات بنسبة %9، كما رجحت ان يتراجع صافي ارباح البنك الاهلي سوسيتيه جنرال خلال الربع الثاني بنسبة %21 عن الربع الاول علي خلفية تراجع الايرادات بنسبة %10، لافتة إلي إمكانية تراجع صافي ارباح البنك المصري لتنمية الصادرات بنسبة %68 علي خلفية تراجع الايرادات بنسبة %5.
اوضح ولاء حازم ، نائب رئيس ادارة الاصول بشركة اتش سي، ان إقدام شركة أكتيس للاستثمار المباشر علي شراء حصة في البنك التجاري الدولي يؤكد ايمانها بجدوي الاستثمار في القطاع المصرفي المصري لأجل متوسط دون الالتفات لأي تراجع قد يصيب اداء البنوك علي المدي القصير علي خلفية الازمة الاقتصادية العالمية.
واستبعد أن تحقق البنوك المحلية تراجعا في ادائها خلال الربع الثاني مقارنة بالربع الاول من العام الحالي مؤكدا دوران عجلة النمو الاقتصادي خلال الربع الثاني بصورة اسرع من الربع الأسبق، إلا انه من المتوقع ان تتراجع معدلات النمو علي مدار النصف الاول من العام الحالي، علي خلفية الازمة العالمية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي شهدت البنوك بها رواجا اقتصاديا.
وأكد نائب رئيس ادارة الاصول بشركة »اتش سي« علي جاذبية البنوك المصرية مقارنة بالدول المجاورة من حيث انخفاض نسبة القروض الي الودائع مما يخلق سيولة كافية للتمويل، وتغطية المخصصات للقروض المشكوك في تحصيلها علي صعيد معظم البنوك.
واتفقت مع الرأي السابق مونيت دوس، المحللة المالية بشركة برايم سيكيوريتيز، وحددت نسبة القروض الي الودائع في البنوك المصرية عند %54 تقريبا، مقابل اكثر من %90 في قطر، و%113 في الامارات.
وأضافت انه من بين عوامل الجذب لدي البنوك المحلية في مقابل الدول المجاورة ارتفاع عدد السكان في مصر مما يخلق طلبا لا يستهان به يشجع عمليات الائتمان لمواجهة الطلب المتزايد، وانخفاض الفائدة المحلية علي القروض الدولارية، كما ان الفائدة علي القروض بالعملة المحلية آخذة في التراجع مما سيشجع عمليات الائتمان، بالاضافة الي انخفاض نسبة القروض المشكوك في تحصيلها لدي البنوك المحلية الي متوسط %3 مقارنة بـ%11 لدي البنوك الخليجية، فضلا عن خلو محافظ البنوك المحلية من الاصول السامة، مقابل البنوك الخليجية التي تحوي العديد منها.
وتوقعت »دوس« ان يرتفع صافي الدخل من الفائدة للبنك التجاري الدولي خلال العام الحالي بنسبة %14، وأن يزيد الدخل من العمولات والرسوم بنسبة %12، إلا انه من المتوقع ان يتراجع صافي الارباح بنسبة لا تتعدي %0.5 علي خلفية ارتفاع المصاريف والتوسع في استقطاب كوادر.
وعلي صعيد آخر، توقعت المحللة المالية بشركة برايم ان يرتفع صافي الدخل من الفائدة لدي البنك الاهلي سوسيتيه جنرال بنسبة %20، علي ان تتراجع العمولات والرسوم بنسبة %18 علي خلفية استثمارات البنك في الاوراق المالية، إلا انه من الممكن ان تنخفض تلك النسبة، علي ان يؤدي ارتفاع المخصصات بنسبة %13الي انخفاض صافي الارباح خلال العام الحالي بنسبة %14.
وفيما يخص بنك »كريدي اجريكول«، توقعت مونيت دوس ان ينخفض صافي الارباح بنسبة %5 خلال العام الحالي بسبب ارتفاع المخصصات، علي الرغم من ترجيحها ارتفاع صافي الدخل من الفائدة بنسبة %18، وانخفاض الرسوم والعمولات بنسبة %14.
وأكدت نانسي فهمي، المحللة المالية بشركة بلتون فاينانشيال، أن البنوك المصرية خاصة لم تتعرض للآثار السلبية للأزمة المالية العالمية في الدول المتقدمة، في مقابل التعثر الشديد الذي واجهته البنوك الخليجية من جراء توسعها في الاستثمار بالأوراق المالية المرتبطة بالأصول العقارية وانخفاض اسعارها بشدة مما أثر علي قدرة العملاء في رد مديونياتهم للبنوك، كما ان توسع البنوك الخليجية في الاقراض أدي الي تعرضها لخطر عدم قدرة العملاء علي السداد.
وأكدت فهمي جاذبية القطاع المصرفي المصري من حيث الاندماجات والاستحواذات مؤكدة انخفاض اسعار كل البنوك المحلية عن قيمتها العادلة، عدا سهم التجاري الدولي الذي اعتبرته يتداول عند قيمته العادلة في الفترة الحالية.
واتفقت مع الرأي السابق رشا فتحي، المحللة المالية بشركة عكاظ للاستثمارات المالية، مشددة علي ارتفاع جودة الاصول التي بحوزة البنوك المحلية بالاضافة الي ارتفاع معدلات السيولة بسبب انخفاض نسبة القروض الي الودائع، وتراجع قيمتها الدفترية مقارنة بالاسعار السوقية، كما ان اقراض الشركات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر سيسهم بقوة في الفترة المقبلة في تعزيز معدلات نمو القروض.
وأضاف فتحي انه رغم ان الاسعار السوقية لاسهم قطاع البنوك تعتبر مغرية وجاذبة فإنه ليس من المتوقع ان يشهد القطاع عمليات استحواذ كبيرة بسبب انخفاض السيولة لدي المؤسسات الاستثمارية، كما أنه من المتوقع ان تشهد البنوك قدرا من التراجع في معدلات النمو خلال الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بالربع الأسبق، حيث إنه من المتوقع ان تنخفض هوامش ارباح البنوك علي خلفية تراجع اسعار الفائدة، مما سيؤثر سلبا علي صافي الدخل من الفائدة، كما ينتظر ان تتراجع العمولات والرسوم التي تتحصل عليها البنوك، بسبب تراجع النشاط التصديري للعديد من الشركات مما سيخفض عدد خطابات الائتمان والاعتمادات المستندية التي تطلبها تلك الشركات، بالاضافة الي تراجع معدلات الاقراض.