كشفت شركة “إنفيديا” الأمريكية عن بطاقة الرسومات المكتبية الجديدة RTX 5060، والتي ستتوافر رسميًا في الأسواق بتاريخ 19 مايو الجاري، إلى جانب إصدارها المخصص لأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وتستهدف الشريحة الإلكترونية الجديدة فئة اللاعبين الباحثين عن أداء مقبول بأسعار معقولة وتنافسية، حيث يبلغ سعر التجزئة الموصى به 299 دولارًا أمريكيًا، مما يجعلها من أرخص بطاقات سلسلة RTX 50 حتى الآن.
وبطاقات RTX 5060 هي جزء من سلسلة بطاقات الرسومات (كروت الشاشة) التي تطورها شركة NVIDIA، وهي مخصصة لأجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة وتُستخدم هذه البطاقات بشكل أساسي لتحسين الأداء الرسومي في الجهاز، سواء في الألعاب، أو تطبيقات التصميم والمونتاج، أو معالجة الرسوم ثلاثية الأبعاد، أو حتى في بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ورغم أن البطاقة تأتي بمواصفات أقل من شقيقتها الأكبر RTX 5060 Ti، إلا أنها مصممة لتقديم أداء جيد في الألعاب بدقة 1080p، وهو ما يجعلها خيارًا جذابًا لمن لا يرغب في الاستثمار في بطاقات الفئة العليا.
وتتوفر بطاقة RTX 5060 بذاكرة فيديو سعة 8 جيجابايت GDDR6 فقط، مما أثار بعض الجدل بين المستخدمين، خاصة في ظل التوجه الحالي نحو استخدام ذواكر أكبر لدعم الألعاب الحديثة.
كما كان الحال مع بطاقات RTX 4060، لن تُطلق NVIDIA إصدار “Founders Edition” الخاص بها، بل ستعتمد بالكامل على الشركاء المصنعين لتوفير النماذج المخصصة. ويُتوقع أن تُطرح نسخ متعددة من البطاقة بأشكال وتصاميم تبريد مختلفة، مما يمنح المستخدمين خيارات واسعة ضمن نفس الفئة السعرية.
من ناحية المواصفات، تحتوي البطاقة على 3840 نواة CUDA، بانخفاض نسبته 17% عن إصدار RTX 5060 Ti، لكنها تحتفظ بسرعة ساعة مشابهة تقريبًا. وتُظهر البطاقة أيضًا كفاءة أفضل في استهلاك الطاقة، بقدرة 145 واط فقط، مقارنة بـ180 واط لشقيقتها، ما يجعلها أكثر ملاءمة للأجهزة ذات مزودات الطاقة المحدودة أو الصناديق الصغيرة الحجم.
لكن اللافت في تصميم البطاقة هو اقتصار دعمها على 8 مسارات PCIe فقط بدلًا من 16، وهو ما قد يُقيّد أداؤها على الحواسيب التي لا تدعم معيار PCIe 5.0. فعلى أجهزة الجيل الأقدم التي تعمل بـPCIe 4.0 أو 3.0، يمكن أن تعاني البطاقة من اختناقات في نقل البيانات، خاصة عندما تُستنزف ذاكرة الفيديو وتضطر البطاقة للرجوع إلى ذاكرة النظام.
ويعتمد أداء RTX 5060 بشكل كبير على قدرة المستخدم على تشغيلها في بيئة مناسبة. فالبطاقات التي تعمل بذاكرة 8 جيجابايت فقط قد تُظهر انخفاضًا ملحوظًا في معدلات الإطارات عند اللعب بإعدادات عالية حتى على دقة 1080p، وفقًا لاختبارات خارجية. وتُعد هذه إحدى أبرز النقاط التي أثارت تحفظات الخبراء والمستخدمين على حد سواء.
الشركة المصنعة من جهتها تُعوّل على تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة، مثل ضغط الملمس عبر RTX Neural Texture Compression، لتحسين استغلال ذاكرة الفيديو. لكن دعم هذه التقنيات ما يزال محدودًا في الألعاب الفعلية، وقد يستغرق وقتًا قبل أن تُحدث تأثيرًا ملموسًا في الأداء الفعلي.
من الجدير بالذكر أن بطاقات مثل RTX 5060 Ti بسعة 16 جيجابايت أو RTX 5070 تُوفر بدائل أكثر قوة، لا تعاني من القيود نفسها فيما يتعلق بعدد مسارات PCIe أو سعة الذاكرة، ولكن بأسعار أعلى. وفي حال تجاوز سعر RTX 5060 حاجز 330 دولارًا في بعض الأسواق، كما حدث سابقًا مع RTX 5060 Ti فإن تفوقها من حيث السعر يصبح محل شك.
تقدم RTX 5060 حلاً مقبولًا للاعبين ذوي الميزانية المحدودة، شريطة أن تكون توقعاتهم واقعية فيما يخص الأداء. البطاقة مناسبة لمعظم الألعاب بدقة 1080p مع بعض التنازلات، ولكنها قد لا تكون الخيار المثالي للمستقبل القريب، خاصة إذا استمرت الألعاب الحديثة في طلب سعة VRAM أعلى.