أعتقد أنني بدأت هذا التمرين العجيب وأنا في العاشرة أو ربما قبل ذلك.كنت أنام علي ظهري علي القارب الخشبي المسطح وسط الماء والقي برأسي إلي الوراء خارج حافته فأري العالم مقلوبا..السماء ماء لا ينسكب والار ض زرقاء مسالمة فاقدة القدرة حتي علي جذب قشة.أخرج من الزمان والمكان وقوانين الطبيعة وأحلم..
أذكر أن كل ما حلمت به وأنا علي هذا الوضع تحقق..حلمت بالتخلص من النظارة الطبية والحساسية التي تسببها العدسات اللاصقة لعيني فجاءت الليزك بعد سنوات لتعيد لي قدرتي علي رؤية العالم _شمسيتي وحقيبتي وبعض الوجوه- وأنا في وسط البحر.وأحلام كبيرة أخري مثل هذا كانت وقتها تبدو معجزات لكنها تحققت.
كنت أمارس هذا التمرين العجيب كلما أتيحت لي الفرصة واختليت ببحر هادئ وقارب خشبي.ولم تكن الاحلام تنفد كانت تتدفق دون انقطاع وكأنها لا تنسكب من مخبئها السري إلا إذا انقلب رأسي واعتدل لها الكون.
لكن منذ سنوات لم تتوافر لي أدوات الحلم معا.فإما يوجد القارب مع بحر هائج أو حمام سباحة مع عوامة فأحاول لكن سور الحوض يقطع فجاة الطريق علي الاحلام فلا تصلني. وذات مرة جرفني الشوق لتدفق الاحلام المستحيلة فقمت بتجربة عبثية..وضعت المخدات علي الكنبة حتي ارتفع سطحها إلي مستوي مسندي اليدين ونمت عليها وألقيت برأسي إلي الوراء خارج المسند لكن السقف ظل في مكانه والسجادة في مكانها لم ينقلب الكون أو يتوقف قانون الجاذبية عن العمل فقط أوجعتني رقبتي.
وأخيرا تمردت علي المصايف الجديدة في الساحل الشمالي حيث البحر الهادر الذي لا يسمح لك -إذا غامرت ونزلته- بأكثر من الجهاد لدقائق معدودات لمجرد البقاء علي قيد الحياة ناهيك عن التمدد علي لوح خشبي لا يصمد لحظة وسط الامواج. ذهبت إلي الاسكندرية -عروس البحر السابقة – وعلي احد شواطئ المنتزه التي كانت جميلة لم أجد الزوارق الخشبية المسطحة القديمة بل شكل معوج مصنوع من الألياف الصناعية متقوس ومتقعر لا يصلح للتمدد عليه بل لامتطائه ولي عنقه وتحطيم الاحلام تحت خبطاته الهادرة علي سطح الماء الصلب.
لكني لم أيأس فأنا أعلم أن الاحلام موجودة في مكمنها السحري وأنا موجودة مازلت مستعدة لاستقبالها كل ما علي هو قلب الكون أو حتي إمالته قليلا لتنسكب الاحلام علي من جديد لكن هل من قارب خشبي قديم واحد باق مع بحر هادئ حتي ولو لمرة واحدة أخري؟
أذكر أن كل ما حلمت به وأنا علي هذا الوضع تحقق..حلمت بالتخلص من النظارة الطبية والحساسية التي تسببها العدسات اللاصقة لعيني فجاءت الليزك بعد سنوات لتعيد لي قدرتي علي رؤية العالم _شمسيتي وحقيبتي وبعض الوجوه- وأنا في وسط البحر.وأحلام كبيرة أخري مثل هذا كانت وقتها تبدو معجزات لكنها تحققت.
كنت أمارس هذا التمرين العجيب كلما أتيحت لي الفرصة واختليت ببحر هادئ وقارب خشبي.ولم تكن الاحلام تنفد كانت تتدفق دون انقطاع وكأنها لا تنسكب من مخبئها السري إلا إذا انقلب رأسي واعتدل لها الكون.
لكن منذ سنوات لم تتوافر لي أدوات الحلم معا.فإما يوجد القارب مع بحر هائج أو حمام سباحة مع عوامة فأحاول لكن سور الحوض يقطع فجاة الطريق علي الاحلام فلا تصلني. وذات مرة جرفني الشوق لتدفق الاحلام المستحيلة فقمت بتجربة عبثية..وضعت المخدات علي الكنبة حتي ارتفع سطحها إلي مستوي مسندي اليدين ونمت عليها وألقيت برأسي إلي الوراء خارج المسند لكن السقف ظل في مكانه والسجادة في مكانها لم ينقلب الكون أو يتوقف قانون الجاذبية عن العمل فقط أوجعتني رقبتي.
وأخيرا تمردت علي المصايف الجديدة في الساحل الشمالي حيث البحر الهادر الذي لا يسمح لك -إذا غامرت ونزلته- بأكثر من الجهاد لدقائق معدودات لمجرد البقاء علي قيد الحياة ناهيك عن التمدد علي لوح خشبي لا يصمد لحظة وسط الامواج. ذهبت إلي الاسكندرية -عروس البحر السابقة – وعلي احد شواطئ المنتزه التي كانت جميلة لم أجد الزوارق الخشبية المسطحة القديمة بل شكل معوج مصنوع من الألياف الصناعية متقوس ومتقعر لا يصلح للتمدد عليه بل لامتطائه ولي عنقه وتحطيم الاحلام تحت خبطاته الهادرة علي سطح الماء الصلب.
لكني لم أيأس فأنا أعلم أن الاحلام موجودة في مكمنها السحري وأنا موجودة مازلت مستعدة لاستقبالها كل ما علي هو قلب الكون أو حتي إمالته قليلا لتنسكب الاحلام علي من جديد لكن هل من قارب خشبي قديم واحد باق مع بحر هادئ حتي ولو لمرة واحدة أخري؟