فقراء الأسواق الناشئة ينقذون شركات التصدير اليابانية

فقراء الأسواق الناشئة ينقذون شركات التصدير اليابانية
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 11 يوليو 10

إعداد – نهال صلاح
 
تنظر الشركات اليابانية بدءاً من شركة »تويوتا« لصناعة السيارات، وحتي شركة »كانون« لصناعة الطابعات وآلات التصوير، إلي الفقراء في الأسواق الناشئة كمستهلكين محتملين للمرة الأولي، في محاولة للعثور علي أسواق جديدة لمنتجاتها، ذات نمو مرتفع.

 
وتستهدف الشركات تعويض التدهور الذي تشهده السوق المحلية والأسواق التقليدية في الولايات المتحدة وأوروبا.
 
قالت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، في تقرير لها، إن ذلك الأمر يمثل جبهة جديدة لم تخضها الصناعات اليابانية من قبل.
 
وأضافت أن الأساليب الجديدة لغزو هذه الجبهة من المتوقع أن تعيد احياء الاقتصاد الياباني بمجمله.
 
فقد ذكر تقرير أعدته الوزارة وكبري الشركات التصديرية في اليابان حول الفرص المتاحة في دول مثل الصين والبرازيل والهند وفيتنام تم تمريره علي مجالس إدارات الشركات في طوكيو أن الشركات اليابانية لا يمكنها أن تركز فقط علي الدول الغنية والمستهلكين الأغنياء.
 
وأشار التقرير إلي ضرورة البدء في صناعة مزيد من المنتجات التي يمكن للمستهلك الذي يكسب أقل من 3 آلاف دولار سنوياً أن يتحمل نفقتها.
 
من جانبها، تعيد شركات السيارات اليابانية العملاقة مثل »تويوتا« و»هوندا« النظر في استراتيجياتها، وتبني نماذج للسيارات أصغر حجماً وأرخص سعراً تستهدف بها المستهلكين في مجموعة الأسواق الناشئة سريعة النمو. فقد قام يوشينوري نوريتاكي، كبير المهندسين لدي »تويوتا«، بزيارات مكوكية بين الهند واليابان، تجاوزعددها 30 رحلة خلال السنوات الثلاث الماضية، للتوصل إلي كيفية بناء سيارة من إنتاج »تويوتا« مخصصة للمستهلك في الأسواق الناشئة.
 
وكانت النتيجة هي السيارة »ايتيوس« التي تم الإعلان عنها في معرض الهند للسيارات في وقت سابق من العام الحالي. ومن المرجح أن يتم بيعها مقابل 10 آلاف دولار عند توافرها في السوق.
 
وقد تلقي نوريتاكي لمحات حول كيفية تصميم السيارةعبر زيارة المنازل الهندية الصغيرة في المناطق الريفية والأحياء الفقيرة، وقال إنه وجد أن الهنود لا يمتلكون حيزاً كبيراً لإيقاف سياراتهم، ولكنهم يرغبون في سيارة تناسب العائلة بشكل مريح.
 
وأشار إلي أن حجم المكان المتوافر لإيقاف السيارات في مدينة يحدد مدي التصميم الذي يمكن أن يكون عليه حجم السيارة. وأن حجم الأشخاص أيضاً يحدد التصميم الداخلي للسيارة.
 
وذكرت صحيفة »وول ستريت« الأمريكية، أن الأسواق الناشئة تشكل حصة متنامية من الصادرات اليابانية. فقد تدهورت حصة الولايات المتحدة من صادرات اليابان إلي حوالي %16 مقارنة بـ%20 خلال الأعوام الثلاثة الماضية. بينما ارتفعت نسبة الصادرات اليابانية، التي توجهت إلي الأسواق الناشئة ومن ضمنها الصين والبرازيل والهند، بنسبة تتجاوز الربع.
 
ويهدف الجهد الأكبر من قبل الحكومة والشركات اليابانية إلي مساعدة اليابان علي اللحاق بالدول الأخري التي تتواجد منتجاتها في تلك الأسواق الناشئة.. فقد دأبت شركة »يوني ليفر« البريطانية المختصة في إنتاج السلع الغذائية والمواد التجميلية ومستحضرات التنظيف علي الدفع بمنتجاتها إلي المناطق الريفية بالهند علي مدي سنوات، بينما قدمت شركة »جنرال الكتريك« الأمريكية معدات طبية جديدة مخصصة لأوضاع وميزانيات الأسواق الناشئة.
 
وحتي في النطاق الذي عادة ما كان أداء الصادرات اليابانية فيه جيداً مثل الإلكترونيات والسيارات فإن الشركات اليابانية غالباً ما تتعرض للترابح وخسارة المنافسة أمام ماركات من كوريا والصين اللتين أصبحتا أكثر جرأة واندفاعاً لاكتساب رضا المستهلكين الأقل ثراءً.
 
ففي الهند تسيطر حالياً الماركات الكورية علي البضائع الاستهلاكية المعمرة وأسواق الالكترونيات. فقد انتزعت شركة »ال.جي« و»سامسونج« للإلكترونيات ما يصل إلي نصف أسواق أجهزة التلفاز والثلاجات وأجهزة التكييف، بينما نادراً ما تحصل الماركات اليابانية مثل »هيتاشي« و»سوني« علي أكثر من %5 من حصة السوق، وفقاً للبيانات الصادرة عن مؤسسة »يورو مونيتور إنترناشيونال« البحثية.. وعثرت بعض الشركات اليابانية علي عدد من الفرص.. فشركة »كانون« لم تدرك السبب وراء ارتفاع الطلبات علي طابعاتها المنزلية للصور.. ويبلغ سعرها 50 دولاراً في الهند. واكتشفت الشركة أن العديد من هذه الطابعات يتجه إلي الريف الهندي. فأصحاب المشروعات القرويين يستخدمون الطابعات للبدء في نشاط تجاري للتصوير يخدم المزارعين الذين علي استعداد لدفع 50 سنتاً لطبع صورة تم التقاطها بهواتفهم المحمولة.
 
وتسعي »كانون« حالياً للوصول إلي مستهلكين محتملين جدد عن طريق أسطول من الشاحنات التي تنتقل من مدينة إلي أخري مقيمة غرف عرض متنقلة لمنتجات كانون.
 
وتعطي دورات تدريبية علي تصوير حفلات الزفاف لصغار المصورين بالمدينة.
 
وقد تضاعفت مبيعات »كانون« خلال الأعوام الثلاثة الماضية. كما تتوقع الشركة أن تصل مبيعاتها إلي مليار دولار بحلول عام 2015.
 
قال الوك بهارا دواج، أحد كبار المسئولين في فرع الشركة بالهند، إنه حتي أفقر الأشخاص يجب أن يحتفظ بصور زفاف نجلته.
 
وينصب الجهد الجديد للشركات اليابانية علي إعادة النظر فيمن يتوجهون إليها كمستهلكين لمنتجاتها، وخلق منتجات جديدة تستهدف ما يعرف بقاعدة هرم الدخل.. فقد صممت شركة »سوميتومو كيميكال« علي سبيل المثال الشاشات الطاردة للباعوض لحماية المصانع، عندما أردكت أن هناك سوقاً ضخمة تستخدم هذه التكنولوجيا رخيصة الثمن.. وهي تبيع منها الآن أكثر من 40 مليون شاشة كل عام في أفريقيا وفيتنام ومناطق أخري.
 
كما أطلقت شركة »سانيو الكتريك« مصابيحها الضوئية التي تحصل علي طاقتها من الشمس في أوغندا. كما تعمل شركة »سانيو« علي تطوير مولد للطاقة رخيص الثمن للعالم النامي.
 
كما ضاعفت شركة »نيسين« من سعلتها الإنتاجية للمكرونة سريعة التجهيز بالهند العام الماضي، وخفضت من حجم عبواتها الإنتاجية حتي يتمكن عدد أكبر من المستهلكين الهنود علي تحمل سعر ماركتها »توب رامان«، الذي بلغ أقل من 10 سنتات للعبوة الواحدة.
 
وضاعفت الشركة ثلاث مرات عدد العاملين لديها خلال السنوات الثلاث الماضية، وخلقت نكهة خاصة لسكان شرق الهند.
 
وتطور الشركة مزيداً من النكهات المحلية وتتوقع أن يصعد الحجم الكلي للمبيعات بنسبة %50 خلال العام الحالي، وفقاً لتصريحات يوجي تابيتا، رئيس »اندونيسين« للأغذية، والتي يقع مقرها في مدينة بنجالور الهندية.
 
وأضاف تابيتا أن الشركة الأم أدركت الفرص الكبري التي تمتلكها الهند. وأشار إلي أنه مع توافر البنية الأساسية اللازمة في موقعها حالياً يمكن للشركة أن تتوسع بقوة.
 
ومع ذلك فإن العديد من الشركات اليابانية لا يزال أمامها طريق طويل. فبينما تعد شركتا »نوكيا« الفنلندية و»سامسونج« الكورية مألوفتين بالنسبة للمستهلكين الهنود، فإنهم غالباً لا يتعاملون علي الاطلاق مع الشركات اليابانية التي تحظي منتجاتها بسمعة عالمية.
 
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 11 يوليو 10