رغم نفي نجيب ساويرس رئيس مجلس ادارة شركة اوراسكوم تليكوم القاطع لتقرير جريدة الصنداي تايمز البريطانية الذي اعلن عن اتجاه لبيع الشركة فإن حالة من الارتباك مازالت تسيطر علي السوق بهذا الشأن، خاصة انه تزامن مع بيع الشركة لعدد من اصولها مثل: عراقنا في العراق، وهتشسون في كوريا، كما اعلن عن مفاوضات لبيع حصته في شركة التليفون الثابت »لانكوم« في الجزائر.
ولم تفلح ارباح اوراسكوم الفائقة خلال الأشهر التسعة الاولي من العام الجاري والتي وصلت الي %125 متخطية 7 مليارات دولار في تخفيف وطأة الشكوك من مستقبل الشركة، وما زاد حدة الشكوك ربط بعض المستثمرين لبيع اوراسكوم تليكوم لاصولها مع قيام شركة اوراسكوم للانشاء والصناعة التي يمتلكها شقيقه الاصغر ناصف سويرس ببيع قطاع الاسمنت الي شركة لافارج الفرنسية وكأن هناك اتجاها من عائلة ساويرس للتخلص من نسة كبيرة من اصولها.
الا ان محللين استبعدوا تماما اي احتمالات او مؤشرات لبيع الشركة علي اساس ان فرص نموها واعدة، وقال محمد حمدي مسئول بحوث الاتصالات في شركة التجاري الدولي للسمسرة CIBC ان مبررات بيع الشركة لبعض الاصول كانت منطقية فقد باعت »عراقنا« بسبب خلاف مع شركة كوريك الكردية التي كان من المنتظر ان تكون تحالفا معها للحصول علي رخصة العمل الدائمة هناك اذ ان الشركة كانت تعمل من قبل برخصة مؤقتة يتم تجديدها كل عدة اشهر لحين اجراء مزاد لبيع الرخصة، وكانت نقطة الخلاف تتركز في قيمة الرخصة حيث رأت اوراسكوم تليكوم انها ستكون اعلي من العوائد التي يمكن ان تحققها كما باعت حصة من »هتشسون« الكورية بسبب عدم تحقيقها الارباح المرجوة واعلنت عن مفاوضات مع مجموعة من المستثمرين في الجزائر لبيع حصتها في شركة التليفون الثابت بسبب خسائرها الكبيرة منذ ان عملت هناك نتيجة للمنافسة الشرسة من شركة التليفون الثابت المحلية التي تكاد تحتكر السوق هناك.
واشار حمدي ان اوراسكوم تليكوم لم تتخل عن رخصة المحمول في زيمبابوي رغم ان نجيب ساويرس اعلن مرارا ان افريقيا لا تحمل فرصا واعدة في مجال الاتصالات بسبب المخاطر السياسية والاجتماعية الكبيرة علي العوائد، وقال ان هذه الرخصة كانت مهددة بسبب قيود محلية مرتبطة بالدولة نفسها فيما يخص قواعد استثمار الشركات الاجنبية.
واوضح انه رغم ان ارباح الشركة المحققة في الربع الثالث لا يمكن تكرارها لانها ارباح رأسمالية نتيجة لبيع عراقنا فإنه من المتوقع ان تظل الارباح جيدة كما يمكن ان تعزز ايضا الفترة المقبلة ببيع حصة الجزائر مشيرا الي ان بيع شركة الجزائر سيكون جيدا في كل الاحوال لانها تحقق خسائر مستمرة.
وكانت اوراسكوم تليكيوم القابضة المصرية قد قامت ببيع %100 من شبكتها العاملة في العراق »عراقنا« لمجموعة زين للاتصالات مقابل 1.2 مليار دولار وايضا حصتها الباقية في شركة هتشيسون للاتصالات الدولية في هونج كونج والبالغة حوالي %14.2 من رأس مال الشركة بقيمة 11 دولار للسهم وذلك لشركة هيتشون وامبوا ويودا ليمتد بنسب %9.2 و %5 علي التوالي.
وبلغ اجمالي الصفقة 960 مليون دولار امريكي ونقل بيان للشركة عن نجيب ساويرس قوله »إن هذه الصفقة ستحقق عائدا كبيرا للمساهمين«، واضاف ان الاستثمار في شركة هتشسون لم يحقق العائد المتوقع منها، مشيرا الي ان البيع يثبت أن تحقيق عائدات عالية لحاملي اسهم الشركة والدخول للسوق هناك كان اقل من استراتيجية اوراسكوم.
وقال ساويرس انه بإتمام صفقة البيع ستقوم الشركة بالبحث عن فرصة استثمارية سواء من خلال رخص جديدة او الاستحواذ علي شركات كبري اضافة الي اعادة شراء شهادات الايداع الدولية.
وكانت اوراسكوم قد اعلنت منذ عدة اشهر عن بيعها عدد 941 مليونا و 93 الف سهم من حصتها بشركة هيتشسون للاتصالات بسعر 10.7 دولار هونج كونج بقيمة اجمالي 129.4 مليون دولار امريكي وان هذا العدد يمثل %2 من اسهم الشركة لتصل بذلك حصة اوراسكوم تليكيوم الي %14.2 بدلا من %16.2 مع استمرار احتفاظها بممثلها في مجلس ادارة الشركة.
ولفت ساويرس آنذاك ان الشركة لن تتخلص من هتشسون أو اي جزء من نصيبها في الشركة وستحتفظ بملكية اسهمها.
ولم يخف مراقبون دهشتهم من تخلص اوراسكوم من بعض اصولها وفي اوقات زمنية قريبة الا انهم قالوا ان ذلك يجعل لديها سيولة مالية ضخمة تمكنها من دخول اسواق جديدة او تقديم خدمات ومشاريع جديدة او تفجير مفاجأة.
حققت الشركة خلال الاشهر التسعة الاولي لعام 2007 صافي ربح قدره 7.199 مليار جنيه مقابل 3.203 مليار جنيه ارباح خلال نفس الفترة من العام المالي السابق وذلك بنسبة ارتفاع %125.
يأتي هذا بعد ان تجاوز اجمالي عدد المشتركين بشبكات الشركة في نهاية الفترة 65 مليون مشترك بارتفاع قدره %47 فيما بلغت حصة اوراسكوم تليكوم من اجمالي عدد المشتركين في الشبكات التابعة 53 مليون مشترك بزيادة قدرها %56.
ونمت ايرادات النشاط خلال الفترة الي 19 مليارا و 797 الف جنيه بزيادة قدرها %22 وبلغ صافي الربح قبل الفوائد والضرائب والاهلاك والاستهلاك EBITDA 8.562 مليار و 562 الف جنيه بارتفاع قدره %23، وترغب اوراسكوم ان يبلغ عدد مشتركيها عام 2009 حوالي 100 مليون مشترك.
ومن جانبه قال محمد فهمي مدير ادارة البحوث في برايم انه يتوقع ان تقدم اوراسكوم تليكوم خلال الفترة القادمة علي اجراءات تمنح المستثمرين مزيدا من الثقة وتحقق قيمة مضافة جديدة لمشروعات اوراسكوم في المنطقة، مشيرا الي ان الاستراتيجية التي ستتبناها اوراسكوم في الفترة المقبلة تستهدف مواصلة التركيز علي عدد من الاسواق الناشئة في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية.
واوضح فهمي ان اوراسكوم تنظر للعائد والجدوي الاقتصادية المتحققة من وراء التوسع في دخول مشروعات جديدة.
وتوقع فهمي ان تبدأ خطوات توسعية جديدة لاوراسكوم تليكوم في مطلع العام القادم الذي سيشهد طرح تراخيص للهاتف الثابت في مصر بالاضافة الي اهتمام اوراسكوم بالدخول في السوق اللبنانية التي تستعد لتحرير الاتصالات المحمولة، مشيرا الي ان اوراسكوم تستهدف الاسواق الناشئة في الفترة القادمة في ظل اهتمامها بتحقيق عوائد جيدة تحققها الاسواق الناشئة.
ومن المتوقع ان تقوم اوراسكوم مطلع العام القادم ببحث عدد من العروض التي تسعي لشراء شركة لكم الجزائرية المملوكة مناصفة بين اوراسكوم والمصرية للاتصالات، وكانت اوراسكوم قد تلقت عرضا من احد المستثمرين »اردني ـ فلسطيني« لشراء الشركة بالكامل بعد العقبات التي تواجه اعمال الشركة خصوصا مع سياسة حرق الاسعار التي تتبعها شركة اتصالات الجزائر المملوكة للحكومة.
وقال نجيب ساويرس رئيس مجلس ادارة اوراسكوم تليكوم في تصريحات صحفية مؤخرا انه ينظر باهتمام الي امكانية ضخ استثمارات في ماليزيا واندونسيا وكوريا الشمالية وذلك بعد توافر السيولة لديه بعد عمليات بيع استثماراته في الشركات الاخري، جنبا الي جنب مع اعتزام الشركة المنافسة علي رخصة الهاتف الجوال في لبنان بهدف دخول السوق اللبنانية التي تتسم بمعدلات نمو جيدة في هذا المجال.
وتمتلك شركة اوراسكوم تليكوم شركات تابعة وشركات ذات ملكية مشتركة وهي شركة اوراسكوم تليكوم الجزائر بنسبة %96.81 وعددا من الشركات بالكامل منها الشركة الدولية للاتصالات اللاسلكية باكستان ليمتد شركة اوراسكوم تليكوم فينتشرز وشركة اوراتل الدولية وشركة موجة هولدنج ليمتد وشركة رينج للتوزيع، وشركة اوراس انفست القابضة وشركة ام لينك وشركة ميد كابل وشركة ان تاتش لخدمات الاتصالات بنسبة %98.11 وشركة أربو لخدمات الاتصالات بنسبة %99.1 وشركة ترنس ورلد اسوشياشين بنسبة %51، إضافة الي شركات بنسبة %100 ومنها شركة اوراسكوم تليكوم يورشا وشركة اوراسكوم تليكوم للخدمات وشركة اوراسكوم تليكوم للاتصالات اللاسلكية وشركة تليسيل الدولية ليميتد وشركة اوراسكوم تليكوم ايسوب وشركة اوراسكوم تليكوم سي.اس وشركة اوراسكوم تليكوم فينانس، والشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول بنسبة %34.08 وشركة اوراسكوم تليكوم تونس بنسبة %50.