سمر السيد وهاجر عمران
تتعاون منظمة الأغذية والزراعة «فاو» التابعة للأمم المتحدة، مع وزارة الزراعة، حالياً لاستصلاح الأراضى وتقليل فاقد المحاصيل، وزيادة الإنتاجية عبر تقديم الدعم الفنى لعدد من المشروعات الزراعية، أبرزها مشروع استصلاح مليون ونصف المليون فدان، صرح بذلك حسين جادين ممثل «فاو» بمصر، لـ«المال» على هامش المؤتمر الذى نظمته «الزراعة» أمس بمناسبة احتفالية يوم الأغذية العالمى، مشيراً إلى أن هذا الدعم يشمل الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتحديثها فى الأراضى المستصلحة حديثاً.
وأضاف أن هذا الدعم يأتى ضمن سلسلة التعاون المشترك بين المنظمة ومصر فى إطار تقليل الآثار الناتجة عن التغيرات المناخية، وارتفاع مستوى مياه البحر المتوسط، فى ظل آثارها السلبية على حملات المنظمة للقضاء على الجوع وكل أنواع سوء التغذية بحلول عام 2030.
وتابع أن وفدا من المنظمة بروما ومكتب مصر زار مشروع الـ1.5 مليون فدان خلال مارس الماضى، لبحث إتاحة الدعم فى إدارة المياه، واختيار أنسب المحاصيل وكيفية تسويقها، وتقليل الفاقد من المحاصيل الحقلية، مثل الأرز والقمح والمحاصيل البستانية كالطماطم والعنب.
ذكر أن المنظمة أعدت تقريرًا نهائياً، عن الزيارة تم عرضه على وزارة الخارجية، لتتولى دراسته بالتعاون مع الوزارات المختصة، لافتاً إلى أنه لم يتلق حتى الآن أى ردود فعل من الحكومة على التقرير، وفرص التعاون المتوقعة لزراعة المحاصيل.
وأوضح أن الدور الذى تقوم به المنظمة فى مصر، يتمثل فى تقديم الدعم الفنى، ونقل الخبرات والمساعدة فى وضع السياسات للدول الأعضاء فى مجال استصلاح الأراضى.
ولفت إلى أن المنظمة تقدم برامج أخرى للتعاون مع الحكومة المصرية، تختص بتغيير الأنماط الغذائية للفلاحين بالصعيد ، ومساعدتهم على اتباع أفضل الوسائل الإنتاجية للأراضى، موضحا أن هناك تناقضاً واضحاً وتباينا فى الأنماط الغذائية بمختلف أنحاء مصر، وسوء تغذية فى بعض المناطق مقابل الإفراط فى الاستخدام فى مناطق أخرى.
وأوضح أن حجم الدعم المالى للمشروعات الفنية التى يتم تنفيذها حالياً تصل إلى 10 ملايين دولار.
وقال إن مصر قطعت شوطاً كبيراً فى تحقيق أهداف الألفية الإنمائية التى تتمثل فى تخفيض عدد السكان الذين يعانون من سوء التغذية بمعدل النصف، مشيراً إلى مساعى «فاو» بالتعاون مع جميع المؤسسات الحكومية لتجنب انخفاض الإنتاج الزراعى والمياه كنتيجة مباشرة للتغير المناخى.
وقال عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد والممثل الإقليمى للشرق الادنى وأفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة، إن المنطقة العربية من أكثر المناطق جفافاً وشحاً فى المياه على مستوى العالم ومعرضة بشكل خاص للتأثر بالتغير المناخى، لافتاً إلى أنه على الرغم من الاستثمارات الهائلة فى المجال الزراعى فإن حصة الفرد من المياه العذبة انخفضت بنسبة الثلثين خلال الـ40 عاماً الماضية.
يشار إلى أنه تم افتتاح مكتب التمثيل القطرى لـ«فاو» فى مصر عام 1978 وخلال السنوات الماضية، تعاونت «فاو» وشاركت فى معظم الأنشطة الزراعية والريفية، وساعدت فى إنشاء مجلس مشترك بين الوزارات، يعنى بالتشاور حول سياسة الأمن الغذائى، كما أن أبرز مشروعاتها قانون إصلاح التعاونيات الزراعية وتقليل الفاقد والهدر فى الغذاء.