Loading...

فانـــوس رمضـــان.. عنصر ديگـــوري

Loading...

فانـــوس رمضـــان.. عنصر ديگـــوري
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الخميس, 28 أغسطس 08

لم يكن مخططاَ أن يكون »الفانوس« هو أحد مظاهر شهر رمضان ولكنها المصادفة وحدها.. ففي أثناء فتح مصر وكان في شهر رمضان خرج الأهالي لاستقبال الجيش الفاطمي، وقائده المعز لدين الله وهم يحملون الفوانيس والمشاعل تحية له.. حيث كانوا يعتادون الخروج ليلاً حاملين الفوانيس لإنارة الطريق.
 
ومنذ هذا اليوم أصبح الفانوس تقليداً رمضانيا خاصة بعد إنشاء مدينة القاهرة علي يد جوهر الصقلي؛ وحرص الأطفال من يومها علي حمل »فانوس« رمضان والمرور علي البيوت يطلبون الحلوي والألعاب.
 
أصبحوا يغنون ويلعبون احتفالاً بقدوم الشهر الكريم.. ولم يكن الفانوس قديما علي شكله الحالي.. ولكن ظهر الشكل الحالي للفانوس في نهاية القرن التاسع عشر وأصبح يستخدم لعبة للأطفال.
 
وفي السابق كانت الفوانيس تُصنع من النحاس، والصفيح، والأخير كان مفضلاً لسهولة قصه وتشكيله، ورخص ثمنه »مقارنة بالنحاس« وكانت له أشكال كثيرة مستوحاة من رسوم المساجد، والحضارة الإسلامية بشكل عام، حيث يصنع الشاسيه من المعدن، والقالب الزجاج الملون تحيطه زخارف كثيرة.. وكان في الماضي، يُضاء بالشموع حيث كانت تثبت بداخله قاعدة »للشمعة.. وعلي أحد جوانبه باب متحرك للوصول إليها وإشعالها ثم يقفل بعدها بقفل صغير.
 
ومع التطور ظهرت الفوانيس التي تضاء بالبطاريات الكهربائية بل ظهر في السنوات الماضية الفانوس صاحب النغمات والأصوات بجانب الإضاءة ومازال الفانوس ذو الشمعة والمصنوع من النحاس أو الصفيح يحتفظ بمكانته ويتواجد بكميات ليست بالكبيرة ويستخدم للتزيين بالبيوت والفيلات وأشهر منطقة لصناعته »الدرب الأحمر« و»تحت الربع« ويُسمي صانع الفانوس »السمكري البلدي« حيث يبدأ في تجهيزه وتصنيعه قبل رمضان بأسابيع.. ويلقي إقبالاً من أصحاب البيوت والفيلات علي استخدامه لإضافة لمسة جمالية خاصة تليق بهذا الشهر الكريم.. وتعبيراً عن فرحتهم بقدومه فمنهم من يخصص له مكاناً في المدخل الخاص بالمبني ومنهم من يفضل تثبيته أعلي الباب الرئيسي مع توصيل الكهرباء له كما تستخدم معه بعض عناقيد النور المصنوعة من لمبات صغيرة ملونة تدل من حوله ومن خلفه علي شكل ستارة نور.. وشرائط النور التي كانت تستخدم لتزيين شوارع وحواري الأحياء القديمة كما يقول عم »محمد شكري« صاحب محل كهرباء وهو متخصص في تأجير هذه العناقيد والفوانيس الكبيرة فهو في هذا المحل منذ أكثر من ستين عاماً. وقبل شهر رمضان سنوياً يقصده أهالي الحي لشراء فانوس كبير، وعدد من عناقيد النور لتثبيتها في المنطقة السكنية التي يعيشون فيها احتفالاً بهذا الشهر الكريم، وتظل معلقة حتي نهاية عيد الفطر.

 

جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الخميس, 28 أغسطس 08