Loading...

غابت الدعاية.. فأصبح الزوار عملة نادرة.. والأجنحة خاوية حتي من الموظفين

Loading...

غابت الدعاية.. فأصبح الزوار عملة نادرة.. والأجنحة خاوية حتي من الموظفين
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 4 مايو 03

أجمع كثير من العارضين والمشاركين بالدورة الأولي لمعرض «اعرف بلدك» ان السبب الرئيسي وراء اختفاء الزوار المرتقبين هو غياب الدعاية اللازمة فجاءت المحصلة مخيبة للآمال، وضاعت علي السياحة الداخلية فرصة كانت مواتية للتنشيط، املاً في سد العجز في القطاع الذي مازال يعاني من تبعات الازمات الاقتصادية والسياسية في المنطقة .
 
رضا إبراهيم مسئول التسويق بشركة «خلود النيل للسياحة» المشاركة عن مدينة رأس البر قال لنا أنه لم يتوقع ان يشهد المعرض هذا الانخفاض في عدد زواره خاصة أنه أقيم في فترة اجازات وعلي أرض المعارض التي دائماً ما يتوافد عليها الآلاف .
 
 وارجع إبراهيم السبب إلي عدم وجود دعاية كافية لجذب الزوار وتشجيعهم علي ترك بيوتهم والحضور لمشاهدة المعرض .
 
وعلي الرغم من أنه لم يتوقع تحقيق أي مبيعات أو حجز رحلات إلي رأس البر، إلا أنه اشترك في المعرض كفرصة تسويقية هائلة لشركته وأيضا لجذب مزيد من السائحين إلي رأس البر التي يجهل غالبية المصريين امكانياتها السياحية، ويحصرون اهتمامهم بها في شواطئها علي الرغم من أنها تمتلك أماكن أخري يمكن لزائرها الذهاب إليها ولذلك قامت الشركة بطباعة ملصقات عن العروض السياحية لديها وامكانية قضاء الأسرة يوما أو يومين في المدينة وكان الأمل كبيرا في أن يشهد المعرض زوارا كثيرين لترويج المنتج السياحي ولكن للأسف مازالت الملصقات وأوراق الدعاية حتي اليوم الخامس كما هي، نظراً لغياب الجمهور الذين سحبوا منها هم العارضون في الأجنحة المجاورة وهو ما دفع رضا إبراهيم للقول أن الاستفادة الوحيدة من هذا المعرض تمثلت في إقامة علاقات اجتماعية مع أشخاص من محافظات أخري !!.
 
ويتفق عبد الغني العزبي وكيل إدارة السياحة بمحافظة دمياط مع الرأي السابق قائلاً ان سوء الدعاية كان السبب الرئيسي وراء اختفاء الزوار وقال إن المعرض الذي يقام لأول مرة، كان يمكن أن يحقق نجاحا باهرا وأن يكون فرصة طيبة لتعريف سكان القاهرة بما تحتويه كل محافظة من أماكن سياحية، وتنشيط السياحة الداخلية خاصة في الوقت الراهن لو حظي بالرعاية اللائقة لأنه يعرض في مكان واحد الأماكن السياحية الجديدة وغير التقليدية مثل محافظة دمياط التي تحاول جذب الانظار من مناطق مثل شرم الشيخ والإسكندرية ولذلك وجدت المحافظة في هذا المعرض فرصة رائعة لتنشيط السياحة الداخلية إلي دمياط عامة دون التركيز فقط علي رأس البر .
 
وأضاف العزبي أن دليل دمياط السياحي الصادر عن الهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة يحتوي علي كل مقومات المحافظة السياحية وهو يوزع بالمجان علي الزوار ولكن المفارقة اننا لم نجد من نوزعه عليهم بسبب الاقبال الضعيف يحتوي الدليل علي جميع المزارات السياحية مثل منطقة تل البراشية ومنطقة شطا ومسجد المعيني وكثير من الأماكن الثقافية  التي لا يعلم كثير من المصريين عنها شيئاً، هذا بالإضافة إلي طابية عرابي بمدينة عزبة البرج وهي قلعة قديمة من سلسلة التحصينات الحربية التي اقيمت لحماية مصر من الغزو البحري .
 
وأرجع أيضا العزبي انخفاض الزوار إلي التوقيت السييء الذي تزامن مع سفر غالبية الأسر لإجازة شم النسيم مضيفاً ان توقيت المعرض لم يتم اختياره بعناية حيث أنه أقيم في فترة اجازات صحيح اننا توقعنا أن يقل عدد الزائرين ولكن لم نتوقع أن يكون بهذه الصورة .
 
وارجع شعبان عبد الرازق عمار بإدارة بناء وتنمية القرية بمحافظة كفر الشيخ سوء التوقيت إلي فترة امتحانات الطلبة الحالية بالاضافة إلي أنه لم يشاهد إلا اعلانا واحدا في الصحف الرسمية، وهو ما جعله يستفسر كيف يمكن ان يحقق المعرض أي نجاح أو اقبال في الوقت الذي لم يري فيه سوي اعلان واحد في الصحف اليومية نشر يوم 27 ابريل أي بعد بدء المعرض بحوالي ثلاثة أيام .

 
«دليل كفر الشيخ السياحي» ضم كل المعلومات السياحية عن المحافظة بداخله وخاصة مصيف بلطيم بشواطئه الثمانية وقناطر ادفينا بمدينة مطوبس ومدينتي بوتو وخاسرت الفرعونيتين وهي معالم سياحية لم تشهد دعاية من قبل واضاف عمار يوجد أماكن كثيرة سياحية في كفر الشيخ قادرة علي استيعاب المصريين والأجانب ولكنه كالعادة كشف أنه لم يوزع سوي عشر نسخ من هذا الدليل علي مدي الأسبوع الأول من المعرض .

 
 حال دليل كفر الشيخ السياحي تشابه مع أحوال كثير من الكتيبات الخاصة بتنشيط السياحة الداخلية للمحافظات الاخري والتي ظلت في صناديقها توزع فقط إذا سأل شخص عن معلومات سياحية في أي من المحافظات العارضة .

 
هذا الوضع الغريب للكتيبات السياحية فسره نبيل عبد السلام موظف بالاسر المنتجة لمحافظة مطروح بأنهم ركزوا علي عرض المنتجات الاخري التي تميز كل محافظة ولم نجد مكانا لعرض الكتيبات فأبقيناها في صناديقها في انتظار من يسأل عنها !!

 
واضاف عبد السلام ان أغلب من زاروا جناحه تساءلوا عن اسم المعرض وبدايته وهذا يدل إلي أي مدي لم يكن هناك دعاية كافية لا خارج المعرض أو داخله .

 
أما فتحية العسال ربة منزل فتقول أنها جاءت إلي أرض المعارض لزيارة معرض السلع الدائم ولكنها فوجئت بوجود معرض «اعرف بلدك» لمنتجات المحافظات بعد أن قرأت علي البالون الكبير في مدخل أرض المعارض والذي كتب عليه بيع مباشر للسلع من 26 محافظة لكن لم اقرأ أي شئ عن ترويج السياحة الداخلية وهو ما جعلني عندما دخلت إلي القاعة اتخيل أن الصور المعروضة هي مجرد صور جمالية للجناح ولهذا لم أركز فيها أو لم اتساءل عنها .

 
أما بالنسبة لهدي حسنين طالبة بكلية تربية رياضية فقد قرأت في جريدة الأهرام عن المعرض وجاءت إليه لتري منتجات مدينة دمياط التي تمتاز بأخشابها خاصة انها تستعد للزواج .

 
نفس الشئ حدث لمحمود كمال وزوجته اللذين جاءا لمشاهدة المنتجات المتنوعة للمحافظات المشاركة .

 
ومن بين عدد الزوار القليل أصلاً لم نجد زائرا بهدف التعرف علي الأماكن السياحية التي تعرضها كل محافظة واقتصر الاهتمام علي المنتجات المتنوعة بأسعار قليلة .

 
من ناحيته ألقي سالم حسين صباح مسئول الاعلام السياحي بمحافظة شمال سيناء اللوم علي الشركة المنظمة والتي في رأيه فشلت في تنظيم الدعاية اللازمة لنجاح هذا المعرض ولا تتماشي مع اهدافه وقال: كان يجب علي كل محافظة أن تخصص رحلات لأرض المعارض ليري سكانها فرص السياحة المعروضة في المحافظات الاخري وبهذا يكون المعرض قد حقق محور تنشيط السياحة الداخلية علي نطاق واسع .

 
ورداً علي الاتهامات المتعددة يقول يحيي حسن مدير المبيعات بشركة انسايت كرييشن المنظمة للمعرض ان شركته غير مسئولة عن الحملة الاعلانية فالهيئة هي المسئول الأول والأخير عن التسويق للمعرض، وقال أن الهيئة قامت بنشر ثلاث اعلانات تمهيدية اثنين قبل بدء المعرض والأخير يوم الافتتاح بالاضافة إلي ان ثلاث قنوات تليفزيونية قامت بتصوير المعرض مؤكداً أن اختصاصات الشركة هي التنظيم ودعوة الشركات والمتابعة والتعامل مع العارضين وكثير منهم يعلن ان الدعاية ليست من اختصاصنا وانه دور الهيئة .

 
وكانت الشركة المنظمة قد قامت بمحاولات مضنية مع الهيئة لاقناعها برفع بالون كبير يحمل اسم المعرض وخارج القاعات الثلاثة .

 
ومن ناحية أخري شدد قدري الكاشف مدير عام السياحة بديوان محافظة شمال سيناء علي ضرورة معرفة الغرض من اقامة المعرض ودراسة اهدافه ثم تقييم ما حققه منها مؤكدا أن المعرض قد يكون حقق نجاحه في الربط بين رجال الأعمال والمنتجين ولكنه فشل في تحقيق ذلك بين العارض والمستهلك وارجع الكاشف سبب انخفاض عدد الزوار إلي تكاسل هيئة المعارض عن القيام بدورها علي أكمل وجه وطالب بضرورة دراسة سلبيات وايجابيات المعرض حتي يتم تفادي ما حدث في المرة المقبلة، مشيرا إلي أن عدم اقبال الجماهير علي معرض يقام لأول مرة، له سلبيات كبيرة علي نفسية العارضين وهو ما قد يدفعهم إلي عدم الاشتراك في المة المقبلة .
 
وعلي الرغم من أن المحافظات والصندوق الاجتماعي قد تحملا تكاليف معظم الأجنحة إلا أن أجنحة عدد من المحافظات لم تهتم باظهار الأماكن السياحية بها بصورة جاذبة للعين فمثلا لقد علقت محافظة جنوب سيناء بعضا من البوسترات المستهلكة عن البحر الأحمر والغطس علي جدران الجناح من الخارج وهو نفس ما حدث في جناح محافظة مطروح التي اكتفت بتعليق بعض الصور الصغيرة فقط بينما اهتمت بعرض منتجاتها من بلح ومشغولات يدوية .
 
ولعل هذا ما أكد علي أن فشل المعرض لم يكن مسئولية جهة بعينها بل أن الجميع بما فيهم بعض العارضين تكاتفوا علي ذلك ليسجل المعرض علامة بارزة في دورته الأولي .

جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 4 مايو 03