عمليات المضاربة وراء سيناريو تبادل الارتفاعات بين الأسهم

عمليات المضاربة وراء سيناريو تبادل الارتفاعات بين الأسهم
جريدة المال

المال - خاص

2:26 م, الثلاثاء, 24 مارس 09

محمد طه:
 
تشهد سوق المال الفترة الحالية ارتفاعات ملحوظة في أحجام التداول وأسعار الأسهم، وهو ما يتضح من خلال قائمة احجام التداول اليومية التي تشهد تبادل الأدوار يوميا ليتصدرها أحد الأسهم قبل أن يتنازل عنها لسهم آخر في الجلسة التالية، وهو ما أرجعه المتعاملون والخبراء، إلي أن الأسهم تمارس في الفترة الحالية لعبة الكراسي الموسيقية، خاصة بين الأسهم التي لم يصبها الدور في الارتفاع في الفترة الماضية، مما يحقق أرباحاً سريعة وبنسب ارتفاع كبيرة.

 
أوضح العاملون بسوق المال أن المستثمرين باتوا في حالة ترقب وبحث مستثمر عن الأسهم التي لم تشهد اقبالا علي تداولها وسلكت مساراً عرضياً بعد أن اتجهت السوق نحو الصعود، لتبدأ عمليات الشراء المكثفة وتوجيه السيولة لتلك الأسهم بغرض دفعها نحو الارتفاع وتحقيق الاستفادة جراء هذه العمليات.
 
ولفت العاملون بالسوق إلي أن هناك تبادلا أدوار أيضاً بين القطاعات المدرجة في سوق الأسهم، حيث شهدت أسهم القطاع العقاري ارتفاعات قوية جاءت مدعومة بالأحداث الايجابية الأسبوع الماضي ونتائج الأعمال التي أظهرت ارتفاعاً ملحوظا في ربحية تلك الشركات وتجاوز تأثير الأزمة العالمية خلال نتائج أعمال العام الماضي والأخبار الجوهرية التي أعلنتها علي سبيل المثال شركة مدينة نصر للاسكان والتعمير التي وقعت عقداً مع شركة أوراسكوم للتنمية لإقامة مشروع سكني تجاري بقيمة 19 مليار جنيه علي مساحة 900 فدان، الأمر الذي أدي إلي ارتفاعات كبيرة في أسهم تلك الشركات، بالاضافة إلي تصدر سهم مجموعة طلعت مصطفي القابضة لأكبر حجم تداول خلال الأسبوع الماضي، في وقت كان فيه الثبات للقطاعات الدفاعية مثل أسهم قطاع المطاحن، وتوقع الخبراء أن تشهد هذه الفترة مساحة حيوية للأسهم القيادية والمتوسطة وجني أرباح للأسهم التي شهدت ارتفاعات عالية.
 
من جهة أخري، أشار العاملون بسوق المال إلي أن بعض الأسهم الصغيرة واصلت تحليقها المستمر في سماء السوق، حيث حقق بعضها أرباحاً رأسمالية بلغت %100 خلال أسابيع معدودة، في حين بدأت أسهم القطاع العقاري نحو التراجع بعدأن شهدت ارتفاعات قوية خلال الأسبوعين الماضيين.
 
وحذر الخبراء من الإقبال علي عمليات الشراء العشوائية تأثراً بالارتفاعات غير المبررة ومحاولة اللحاق بأي سهم يتجه نحو الارتفاع بغرض تحقيق أرباح سريعة لدفع آثار الخسائر التي تعرضوالها بعد الانهيارات المتتالية التي شهدها مؤشر البورصة.
 
قال أحمد النجار، رئيس قسم البحوث بشركة بريميير للسمسرة إن تبادل الأسهم الاتجاه الصعودي بشكل دوري في الوقت الحالي جاء بدعم من قطاعات قيادية تكبدت انخفاضات كبيرة خلال العام الماضي بنسب تزيد علي %60، مشيراً إلي أن قرارات الشراء الحالية ناتجة عن توقعات بتحسن في النتائج المالية حتي نهاية العام الحالي، موضحاً أن نتائج أعمال الشركات والأحداث الإيجابية تعد بمثابة إشارة بدء عمليات الشراء للمستثمرين علي المديين المتوسط والطويل لإعادة قراراتهم الاستثمارية »كعائد علي الاستثمار«، موضحاً أن 2009 سيكون عام الأسهم القوية مالياً.
 
وأضاف النجار أن تلك الأحداث ألقت بآثارها الإيجابية علي جميع الأسهم لتتجه نحو الصعود وتبادل الأدوار فيما بينها بسبب جني الأرباح وتوفير سيولة جديدة بالسوق وتحفيز المستثمرين علي اعادة ثقتهم في السوق، الأمر الذي ستتبعه إعادة ترتيب للمحافظ الاستثمارية بعد أن تكبد كثير من المحافظ الاستثمارية خسائر كبيرة جراء الهبوط العنيف للمؤشر العام خلال العام الماضي، لذلك لابد من أن تكون هناك ارتفاعات قوية، خاصة أن الأسعار الحالية مقبولة، مقارنة بالنتائج المالية للربع الأخير، مشيراً إلي أن ارتفاع أحجام وقيم التداول يؤدي إلي عملية تدوير وتصريف في بعض الأسهم خاصة التي ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
 
وحول معايير تبادل الارتفاع بين الأسهم قال مصطفي الأشقر، مدير الاستثمار بشركة جراند انفستمنت لتداول الأوراق المالية، إن عملية ارتفاع الأسهم تتم بسبب ترقب المستثمرين للأسهم التي لم تشهد ارتفاعاً منذ بدء المؤشر نحو الهبوط واستمرت في المسار العرضي، بالرغم من ارتفاع السوق ليبدأ المستثمرون والمضاربون في عمليات شراء مكثفة ترفع أحجام التداول علي تلك الأسهم وجذب شريحة كبيرة من المستثمرين ومن ثم تبدأ في الاتجاه إلي الصعود بنسب تتجاوز %100، وهو ما حدث في أسهم مجموعة طلعت مصطفي القابضة، والعربية لحليج الأقطان والعديد من الأسهم التي تشهد ارتفاعات مستمرة تمكنها من مضاعفة مستوياتها السعرية خلال أسبوع واحد.
 
وأوضح مدير الاستثمار بشركة جراند انفستمنت للسمسرة، أن عمليات المضاربة تلعب دوراً رئيسياً في تبادل أدوار الارتفاعات غير المبررة علي الأسهم، وهو ما يتضح في الأسهم التي تخلو من الأحداث الجوهرية ولا يتوجد أي دوافع تساهم في ارتفاعها سوي تكثيف طلبات الشراء للأسهم المعروضة للبيع، خاصة التي تتمتع بنسبة تداول حر منخفضة والتي تسهل من خلالها عمليات المضاربة واصطياد صغار المستثمرين من خلال الارتفاعات اليومية التي تشهدها تلك الأسهم، مشيراً إلي أنه لا يوجد معيار محدد لدورية الارتفاع تلك الأسهم.
 
من جانبه حذر إيهاب سعيد رئيس قسم البحوث بشركة أصول لتداول الأوراق المالية من هيمنة اللون الأخضر علي شاشات التداول بعد حالة الانخفاض الشديد التي مرت بها السوق دون وجود مبرر منطقي، لذلك جاء الارتداد الكبير دون أن تسبقه أخبار محفزة جعلت المتعاملين في حيرة من السوق، موضحاً أن نسب الارتفاعات الكبيرة التي تشهدها الأسهم، حاليا، تعود لندرة المعروض من الأسهم بعد احجام المستثمرين عن البيع نظراً لتراجع المستويات السعرية للأسهم بنسب كبيرة.
 
وأوضح سعيد أن الفترة الحالية تشهد مضاربات عنيفة علي مختلف الأسهم، التي تبادل الارتفاعات بعد جني أرباح كل عملية والانتهاء منها للانتقال لسهم آخر لم يشهد أي ارتفاعات، وأضاف أن الارتفاعات غير الواضحة تحمل معها نسب مخاطرة كبيرة، الأمر الذي يستلزمه عدم الانسياق واللهث خلف نسب الارتفاع دون مراجعة مركز الشركة المالي ودراسة السهم جيداً قبل الشراء، مؤكداً أن السوق تحمل العديد من الفرص الاستثمارية التي ستخفف من وطأة الخسائر التي تعرضوا لها بشرط أن تكون فرصاً حقيقة وليست عمليات مضاربة.
 
وأكد رئيس قسم البحوث بشركة أصول لتداول الأوراق المالية أن سيناريو الكراسي الموسيقية الذي تشهده السوق، حالياً، غالباً ما يتكرر بعد تراجع مؤشر البورصة لفترة كبيرة لتتوالي الأسهم نحو الارتفاع، موضحاً أنه لا توجد قاعدة محددة لتبادل الأدوار والمحك الرئيسي لها يكمن في عمليات المضاربة.

 
جريدة المال

المال - خاص

2:26 م, الثلاثاء, 24 مارس 09