قال محمد عمران، رئيس مجلس إدارة البورصة، إن إدارة الرقابة على التعاملات، ليس لديها أى تحفظات على جلسة أمس، أو جلسات الأسبوع الماضى بالكامل، وأن التعاملات لم تكشف عن وجود أى تربيطات أو تعاملات غير طبيعية، مشيراً إلى أن قرارات البيع كلها مبنية على قرارات استثمارية .
وأضاف أنه سيعقد اجتماعا اليوم مع ممثلى صناديق الاستثمار وجمعيات السوق للتعرف على رؤيتهم تجاه أداء مؤشرات البورصة .
وشهدت البورصة جلسة دامية جديدة أمس الأحد، بعد سيطرة القوى البيعية على السوق، ما ترتب عليه تراجع مؤشر EGX 30 بنسبة %2.3، ليغلق عند 7524 نقطة وسط مبيعات مكثفة من المصريين والمؤسسات، وتوقع خبراء السوق استمرار هبوط البورصة اليوم، خاصة فى ظل انخفاض أسعار التنفيذات الأخيرة للأسهم .
وفى الوقت الذى رأى فيه بعض الخبراء أن التراجع طبيعى وغير مقلق، بعد الصعود القوى الذى سجلته البورصة خلال الشهر الماضى، أبدى محللون فنيون انزعاجهم من استمرار وجود القوى البيعية فى السوق، خاصة من شريحة المستثمرين المحليين من المؤسسات والأفراد .
وسجل المصريون من المؤسسات والأفراد صافى بيع بالأسهم، بقيمة 87.209 مليون جنيه، فى حين اتجهت تعاملات كل من العرب لتسجيل صافى شراء بقيمة 58.205 مليون جنيه، والأجانب لتسجل صافى شراء بقيمة 29.004 مليون جنيه، وسجلت المؤسسات المصرية صافى بيع بقيمة 52.05 مليون جنيه، وسط اتجاه شرائى من جانب المؤسسات الأجنبية والعربية، فيما اغلق مؤشر EGX 70 عند 568 نقطة بنسبة تراجع %1.04 .
وشهدت الجلسة ، إيقاف التداول على 50 شركة مقيدة بالبورصة، لتجاوزها نسب الانخفاض المحددة، وخاطبت إدارة البورصة نحو 50 شركة لارسال بعض الافصاحات التى توضح القوائم المالية لاطلاع المساهمين والمستثمرين على الأوضاع بالشركة لمنع المضاربات .
وقال وائل زيادة، رئيس قسم البحوث الاقليمى بشركة المجموعة المالية «هيرمس» القابضة للاستثمارات المالية، إن تراجع البورصة خلال الجلسات الماضية، ظاهرة طبيعية لا تدعو للقلق، حيث إنه كان من الضرورى أن تشهد السوق موجة تصحيحية بعد الصعود القوى خلال الفترة الماضية والذى تم خلال فترة زمنية قصيرة جدا .
وأوضح أن المستثمرين حققوا مكاسب كبيرة خلال فترة قصيرة، جعلهم يسارعون ببيع أسهمهم مع أول إشارة لهبوط السوق، حيث لا يوجد ما يدعوهم للانتظار أو للتفكير طالما أن محافظهم سجلت أرباحاً وفقا للأسعار الحالية للأسهم ومن ثم يتبعون سياسة Sell Now and Think Later .
وأشار الى أن السوق يجب أن تشهد حركة تصحيحية لحين تلاشى الأرباح السريعة المستندة إلى عواطف ونفسية المتعاملين خلال الفترة الماضية، لتبدأ بعد ذلك فى التحرك بشكل طبيعى وفقا لآليات العرض والطلب، مؤكدا أن صعود السوق القوى خلال الفترة الماضية أو هبوطها بعد ذلك لا يرتبط بالوضع الاقتصادى، حيث لم تطرأ أى تغيرات اقتصادية جوهرية سواء بمرحلة صعود السوق أو خلال فترة هبوطها باستثناء المساعدات الخليجية والإعلان عن حزم التحفيز فقط، وإنما ارتبط الصعود بعواطف المتعاملين فقط وبحركة السيولة فى السوق .
من جهته، قال أحمد أبوالسعد، العضو المنتدب لشركة رسملة مصر لإدارة الأصول، إن الهبوط القوى للسوق كان متوقعا بعد الصعود الكبير فى الفترة الماضية، والذى اعقبه تطبيق سياسة البيع على الخبر بعد الشراء على الشائعة، والتى كانت أول بوادر المسار البيعى فى السوق مما ترتب عليها اتجاه العديد من المتعاملين للمسار البيعى أيضا .
وأكد أن الصناديق شهدت ارتفاع معدلات الاستردادات بقوة، مما مثل أحد أسباب مبيعاتها، متوقعا استمرار المسار الهابط للبورصة خلال جلسة اليوم الاثنين، خاصة فى ظل انخفاض أسعار التنفيذات الأخيرة للأسهم، والتى تبشر بهبوط بنسبة 2 الى %3 بمطلع التعاملات .
وقال إن السوق ستبدأ بعكس الوضع الاقتصادى بعد أن كانت تتحرك وفقا لعواطف المتعاملين خاصة فى ظل عدم تغير الأوضاع الأمنية والسياسية فى السوق، مشيرا فى الوقت نفسه الى أن السوق لم تعكس اتجاهها للمسار الهبوطى حتى الآن، وإنما تشهد موجة تصحيحية فقط .
من جانبه رأى عادل كامل، مدير استثمار بقطاع إدارة الأصول بشركة إتش سى للاستثمارات المالية، أن السوق ستشهد تحركات عرضية دون ارتفاعات كبيرة على مدار الربع الثانى من العام الحالى، لافتا الى أن أبرز المستثمرين الذين تكبدوا خسائر جراء الهبوط الأخير هم الذين يتعاملون بأنفسهم على الأسهم المتوسطة والصغيرة، مشيرا الى أن نسب خسارتهم تتراوح بين 20 و%25 .
وقال إبراهيم النمر إن الموجات البيعية الكثيفة التى شهدها النصف الثانى من جلسة تداول أمس أجبرت مؤشر EGX 30 على فقدان المكاسب الصباحية والاغلاق قرب مستوى 7524 نقطة بنسبة تراجع %2.30، فاقدا 176 نقطة عن اغلاق الخميس السابق، فيما اغلق مؤشر EGX 70 عند مستوى 568 نقطة بنسبة انخفاض %1.04 وفقد 5.9 نقطة .
وتوقع استمرار الضغوط البيعية خلال جلسة اليوم، على أن يستهدف مؤشر EGX 30 مستوى 7300 نقطة، فى حين سيستهدف مؤشر EGX 70 مستوى 540 نقطة .
ولفت الى أن كل الأسهم القيادية لم تنج من قوة الموجات البيعية التى شهدتها الجلسة أمس، وأدى ذلك الى التراجع القياسى فى أسعار عدد من الأسهم المدرجة، ووصف جلسة أمس بأنها سيناريو متكرر لجلسة الخميس 27 مارس التى أعقبت اعلان السيسى ترشحه للرئاسة .
وأشار الى أن سهم «المصرية للاتصالات» شهد خلال الأسبوعين الماضيين كسر عدة مناطق دعم رئيسية، منها مناطق 16.50 و15.60 جنيه، إلا أنه اغلق بالأمس قرب مستوى 14.50 جنيه، ومرشح اليوم لكسر تلك المنطقة والاقتراب من مستوى 14.25 جنيه .
وأضاف أن سهم مجموعة طلعت مصطفى تأثر أمس بالموجات البيعية وأدى الى اغلاقه دون منطقة الدعم الرئيسية المسجلة الخميس الماضى قرب 7.50 جنيه والسهم مرشح اليوم لاستكمال المسار الهابط بهدف الاقتراب من منطقة 7.10 جنيه .
وأوضح أن سهم «أوراسكوم للاتصالات والتكنولوجيا» مستمر فى الأداء السيئ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية واستطاع اختراق العديد من مناطق الدعم الحيوية وآخرها مستوى 1.50 جنيه، لافتا الى أن السهم مرشح للاقتراب من منطقة 95 قرشا على المدى القصير .
وأضاف أن سهم «التجارى الدولى» نجح فى الارتفاع بنحو %0.17 أمس، إلا أن ذلك لا يعتبر مؤشرا على الأداء الجيد للسهم، حيث إنه اغلق بالقرب من مستوى 36.34 جنيه، لكنه رشح استهداف منطقة 35.50 جنيه كمستويات دعم رئيسية للسهم خلال الفترة المقبلة .
وأشار إلى أن سهم «حديد عز» كسر بعض مناطق الدعم الحيوية خلال الأسبوع الماضى، وأبرزها قرب 17 جنيهاً وأدت الموجة البيعية أمس إلى استمرار تراجع تداولات السهم لتصل قرب 16.32 جنيه، متوقعاً مناطق دعم جديدة لحديد عز بالقرب من 15.45 جنيه .
وأوضح أن سهم «سوديك» سار على نهج «حديد عز» خلال الفترة السابقة، وأغلق السهم أمس قرب منطقة 23 جنيهاً، بعد أن كسر مناطق دعم سابقة، وهو ما دفعه للتوقع بشأن استمرار المسار الهابط للسهم والاقتراب من مناطق دعم جديدة عند مستوى 22 جنيهاً، وفى حال كسرها فالسهم مرشح لاختبار منطقة 21.15 جنيه .
وأشار أن سهم «بالم هيلز» مرشح لاختبار مناطق الدعم قرب 3.20 جنيه، وفى حال كسرها فالسهم مرشح للاقتراب من 2.95 جنيه، فى حين استمر الأداء السلبى لسهم جلوبال تليكوم ليغلق أمس عند 4.22 جنيه، منخفضاً بـ%3.8 وحدد مستويات دعم جديدة قرب 4.10 جنيه، وفى حال كسرها فإنه مرشح للذهاب لمستوى 3.70 جنيه .
وقال إن سهم «العربية لحليج الأقطان» استطاع كسر عدد من مناطق الدعم الرئيسية على مدار الأيام الماضية وأبرزها منطقة 5.50 جنيه، وأغلق أمس قرب 5.19 جنيه، وفى حال كسر تلك المناطقة فالسهم سيتحرك لمستوى 4.50 جنيه .
ولفت إلى أن التحدى الأهم للبورصة خلال الفترة المقبلة يكمن فى ظهور القوى الشرائية على المدى القصير من جديد، للتغلب على القوى البيعية التى ظهرت بقوة وأدت إلى سيطرة اللون الأحمر على الشاشات .
وأرجع إيهاب السعيد، رئيس قسم التحليل الفنى، عضو مجلس إدارة شركة أصول للسمسرة، الهبوط الذى صاحب مؤشر EGX 30 فى ختام تعاملات جلسة الأحد، إلى الضغط البيعى على سهمى هيرمس وطلعت مصطفى، والذى قاد المؤشر للتراجع رغم البداية الجيدة فى أول التعاملات والاقتراب من مستوى 7800 بعد كسر مستوى 7700 نقطة .
وأضاف أن سهمى هيرمس وطلعت مصطفى تماسكا بقوة خلال الأيام الماضية، إلا أن الضغوط البيعية ساهمت فى عودة البيع بشكل عشوائى فى جلسة أمس ليهبط المؤشر الرئيسى إلى مستوى 7524 نقطة .
وتوقع السعيد أن يسجل المؤشر الرئيسى EGX 30 انخفاضاً فى بداية جلسة الإثنين ليخسر من 50 إلى 70 نقطة فى بداية الجلسة مؤكداً احتمالية كسر المؤشر الرئيسى منطقة دعم 7500 نقطة أثناء الجلسة والإغلاق عند مستوى أعلى من 7500 نقطة .
وعلى صعيد الأسهم القيادية قال إن «التجارى الدولى» مرشح للتحرك بين مقاومة 37.5 جنيه ودعم عند 35 جنيهاً، مضيفاً أن السهم سيتحرك بشكل عرضى خلال الجلسات المقبلة .
وأوضح السعيد أن سهم هيرمس مرشح لكسر منطقة الدعم الرئيسية قرب 12 جنيهاً ليصل إلى 10.7 جنيه، فى حين أن سهم طلعت مصطفى مرشح للتحرك بين نقطة مقاومة 7.5 جنيه ونقطة دعم 7 جنيهات، مرجحاً أن يستهدف «جلوبال تليكوم» مستوى دعم عند 4.10 ونقطة مقاومة 4.40 جنيه .
وأوضح أن سهم عامر جروب مرشح للتحرك بين نقطة مقاومة 1.45 جنيه ومستوى دعم 1.25 جنيه، فى حين أن سهم «OTMT » يتحرك بين نقطة مقاومة 1.13 جنيه، ودعم قوى عن 95 قرشاً .
وأكد عدم وجود مبرر للحالة غير الطبيعية التى تشهدها الأسهم الصغيرة والمتوسطة التى لا تستطيع التماسك عند مستويات الدعم، مشيراً إلى وجود عمليات بيع مكثفة بأسعار منخفضة فى ظل عدم قدرة تلك الأسهم على الصعود مرة أخرى، على عكس نظيرتها الأسهم القيادية التى لديها القدرة على تحقيق اتجاه صعودD مرة أخرى بعد مرحلة جنى الأرباح .
وكان سهم المصرية للاتصالات الأعلى من حيث نسبة الهبوط بعد أن انخفض بنسبة %6.81 تليه أسهم أوراسكوم للاتصالات والإعلام، وطلعت مصطفى، والقابضة المصرية الكويتية، وبايونيرز، وراية، وهيرمس .