Loading...

عماد الدين حسين يكتب: عن «المال» أتحدث

3:32 م, الأحد, 18 مارس 18

أى متابع جاد للاقتصاد المصرى، يصعب ألا يتابع «جريدة المال».
هذه الجريدة فرضت نفسها على كل المهتمين بالاقتصاد المصرى خصوصا والاقتصاد العربى والعالمى عموما.
قبل صدور جريدة المال كان الأمر مقصورا على صفحات الاقتصاد فى الصحف اليومية أو الأسبوعية سواء كانت قومية أو حزبية أو مستقلة، ثم صدرت «المال» لتقود انقلابا أو ثورة فى عالم الصحافة الاقتصادية.
أتحدث عن الصحف اليومية، وليس عن المجلات الأسبوعية، حيث هناك تجارب مختلفة فى هذا الشأن أبرزها بطبيعة الحال مجلة «الأهرام الاقتصادى» الأسبوعية تصدر منذ عشرات السنين.
يعرف العاملون فى مهنة الصحافة أن صفحة الاقتصاد فى أى صحيفة يومية أو حتى أسبوعية،كانت الضحية الأولى للحذف والإلغاء، عندما يقع حدث طارئ أو تأتى صفحة إعلان كاملة قبل الطبع بقليل. كانت تشاركها فى ذلك أحيانا صفحة الثقافة، قبل أن تختفى للأسف من صحف يومية كثيرة يطول شرحها.
فى صالات التحرير كنا نسمع عبارة: «شيل صفحة الاقتصاد». الآن تغير ذلك إلى حد كبير، وبدلا من ذلك كبرت الصفحة وتضخمت لتصبح صفحتين،وأحيانا ملحقا كاملا داخل الجريدة، وبدأ هناك إدراك حقيقى لأهمية صفحة الاقتصاد.
لا أتحدث بطبيعة الحال عن الصفحات الإعلانية سواء كانت سافرة أو مستترة، رغم أن بعضها يحاول أن يبذل جهدا ليكون موضوعيا، فى زمن تزحف فيه صحافة «البرس ريليز» وما تسببه من ضرر فادح لمستقبل مهنة الإعلام بصفة عامة.
حينما صدرت «المال» واستقرت، بدأت تعود قيمة الأخبار والتقارير والتحليلات مرة أخرى.
 والأهم عاد الاهتمام  للقصص المختلفة والمتخصصة.
صفحات الاقتصاد فى الصحف اليومية، كانت تركز على القضايا الكبرى مثل صعود أو هبوط معدل النمو أو التضخم أو عجز الموازنة، لكنها لم تكن تهتم بحكم محدودية المساحة بتفاصيل الأخبار الاقتصادية أو موضوعات كثيرة، لم يكن معظمنا يهتم بها.
يحسب لجريدة المال أنها أعادت الاعتبار لهذا القطاع بكل تفاصيله، خصوصا فى مجالات مثل المقاولات والتأمين والدواء والعقارات والاستشارات المالية والسيارات والمعادن والطاقة، إضافة بالطبع للاهتمامات الأساسية مثل البورصة وسوق المال والبنوك والشركات العامة الكبرى والقضايا الدائمة مثل النمو والعجز ومؤسسات التمويل الدولية.
بالطبع كثيرون لا يهتمون بمتابعة أخبار الاقتصاد تطبيقا للقول الشائع أنها «أخبار مملة أو صعبة أو معقدة أو محبطة»، لكن الصحيح أن كل أهل «البيزنس» وجدوا فى صحيفة المال نافذة مهمة للإطلاع على ما يحدث فى سوق المال والأعمال والاستثمار والصناعة. هؤلاء مدينون بالشكر والعرفان لجريدة المال وكل العاملين فيها وعلى رأسهم الزميل حازم شريف.
أتمنى أن يكون لدينا فى مصر أكثر من صحيفة يومية اقتصادية متخصصة على غرار «المال»، وأن يكون هناك تنافس مهنى كبير بينهم ليستفيد الجميع وأيضا حتى تنضبط السوق إعلاميا على الأقل. 
وكل التوفيق لجريدة المال فى قادم الأيام.

جريدة المال

المال - خاص

3:32 م, الأحد, 18 مارس 18