❐ ارتفاع الفائدة يدفع «المالية» لقبول القيم المستهدفة من الطروحات فقط
❐ «المركزى» يكثف عمليات سحب السيولة.. ويطرح مزادين للودائع متغيرة العائد لأول مرة
محمد سالم
استأنف العائد على أدوات الدين المحلية (أذون وسندات الخزانة)، رحلة صعوده مجددا عقب أسبوعين من الهبوط، وارتفع مؤشر «المال IR» الذى يقيس متوسط الفائدة على أذون الخزانة المحلية فى تعاملات الأسبوع الماضى، بنحو 34 نقطة أساس «كل 100 نقطة تعادل %1»، مسجلا %18.632 مقابل %18.288 فى الأسبوع قبل الماضى.
يتزامن صعود العائد مع تراجع معدلات تغطية طروحات أذون الخزانة للأسبوع الثانى على التوالى، مسجلة أدنى مستوياتها فى 6 أشهر، تأثرا بتقلص فوائض السيولة لدى البنوك المحلية، نتيجة تسوية المراكز المالية لعملائها، بالإضافة لقيام الأجانب بخفض استثماراتهم قبيل إجازات نهاية عام 2017.
وسجلت معدلات التغطية متوسط 1.6 مرة الأسبوع الماضى، بدلا من 1.7 مرة فى الأسبوع الأخير من 2017، وهو أقل مستوى منذ يونيو من العام ذاته، وكانت قد سجلت 2.5 – 3 مرات خلال الشهور الماضية.
قال مدير قطاع الخزانة وإدارة الأموال لدى أحد البنوك الأجنبية، إن هبوط معدلات التغطية لأدوات الدين قصيرة الأجل فى هذا الوقت من العام، أمر طبيعى، نظرا لقيام البنوك باستغلال فوائض السيولة لديها فى تسوية المراكز المالية لعملائها قبل انتهاء السنة، وقيام الأجانب من الأفراد والصناديق وغيرهما، بتقليص استثماراتهم لإغلاق مراكزهم مع بدء موسم إجازات السنة الجديدة.
وأضاف أنه مع نهاية كل عام يحدث طلب مرتفع على السيولة، موضحا أن هناك صناديق وشركات تستعد لإجراء توزيعات نقدية على مساهميها، أو سداد التزامات، وعلى البنوك تلبية تلك الطلبات.
ولفت إلى حالة الترقب التى سبقت اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى الخميس الماضى، وأنها قد تكون أحد أسباب ضعف الإقبال على الطروحات.
كانت اللجنة قد أقرت فى اجتماعها الأخير بعام 2017، تثبيت العائد على الإيداع والإقراض لمدة ليلة واحدة عند %18.75، و%19.75 على التوالى، والإبقاء على سعر العملية الرئيسية للبنك المركزى عند %19.25، وسعر الائتمان والخصم عند %19.25.
وأشار «المركزى» إلى ضرورة استمرار التقييد النقدى من أجل السيطرة على معدل ارتفاع الأسعار، موضحًا أن النظرة المستقبلية لمعدلات التضخم لاتزال متسقة مع توقعاته البالغة %13 بزيادة أو نقصان %3، فى الربع الرابع من العام المقبل، ومعدلات أحادية بعد ذلك.
وأكد استمرار متابعة تطورات الاقتصاد للتأكد من انحسار الضغوط التضخمية تمامًا، قبل التراجع عن التقييد النقدى لتحقيق الاستقرار على المدى المتوسط.
وتراجع معدل التضخم السنوى العام والأساسى فى نوفمبر 2017 للشهر الرابع على التوالى، ليسجل %26 و%25.5 على التوالى، بعد أن بلغ ذروته فى يوليو 2017 عند %33 و%35.5.
ودفع صعود العائد وزارة المالية للاقتصار على اقتراض قيمة الطروحات المعلنة فقط بنحو 30.25 مليار جنيه، خلافا لما دأبت عليه فى الفترة الماضية من الحصول على سيولة تتجاوز قيمة الطروحات.
وصعد متوسط العائد على أذون أجل 91 يوما إلى 45 نقطة أساس، ليسجل %19.223 الأسبوع الماضى، مقابل %18.77 فى العطاء السابق، وتراجعت تغطية طرح العطاء إلى 1.34 مرة، مقابل 2.19 مرة، وطلبت البنوك والمؤسسات المختلفة الاكتتاب بقيمة 8.715 مليار جنيه من خلال 178 عرضا، قبلت الوزارة نحو 6.5 مليار جنيه، تمثل القيمة المستهدفة، وذلك عبر 121 عرضا.
أيضا ارتفع متوسط العائد على أذون أجل 182 يوما 24 نقطة أساس إلى 18.99 %، بدلا من 18.743 %، وتقلصت تغطية العطاء إلى 1.73 مرة، بدلا من 2.43 مرة فى السابق، وطلبت المؤسسات المختلفة الاكتتاب 11.235 مليار جنيه، عبر 208 عرضا، بينما قبلت «المالية» 150 عرضا بالقيمة المستهدفة فقط، وتبلغ 6.5 مليار جنيه.
صعد متوسط العائد على أذون أجل 266 يوماً 63 نقطة أساس، إلى 18.754 % مقابل %18.115 فى العطاء السابق، تزامن ذلك مع تراجع معدل تغطية العطاء إلى 1.6 مرة بدلا من 1.7 مرة فى السابق، وعرضت المؤسسات المختلفة الاكتتاب بنحو 11.98 مليار جنيه من خلال 203 عروض، قبلت منها «المالية» 136 عرضا بقيمة 7.5 مليار جنيه، وهى نفس القيمة المستهدفة من الطرح.
وهبط متوسط العائد على أذون الخزانة أجل 357 يوما بنحو 90 نقاط أساس دفعة واحدة، مسجلا 17.689 % فى تعاملات الأسبوع الماضى، مقابل 18.59 % فى الطرح السابق، وذلك رغم التراجع الكبير فى تغطية العطاء لتصل إلى 1.81 مرة مقابل 3.37 مرة للطرح السابق، وطلبت المؤسسات المختلفة الاكتتاب بقيمة 13.55 مليار جنيه، عبر 221 عرضا، قبلت منها «المالية» 105 عروض فقط بقيمة 7.5 مليار جنيه، وهى نفس القيمة المستهدفة من الطرح.
أيضا صعد متوسط العائد على سندات الخزانة المحلية عقب فترة هبوط استمرت الأسابيع الثلاثة الماضية.
وكان عائد أدوات الدين متوسطة وطويلة الأجل (السندات)، قد خسر 150 نقطة أساس خلال سبتمبر الماضى، مع إقبال المستثمرين الأجانب على تداول أدوات الدين المحلية، ليهبط من مستوى %16.5 فى أغسطس إلى %15 نهاية سبتمبر، قبل أن يبدأ رحلة صعود طفيفة فى أكتوبر ونوفمبر.
وصعد عائد السندات أجل 5 سنوات بنحو 12 نقطة أساس، مسجلا 15.856 % مقابل %15.728 فى الطرح السابق، وتقلصت معدلات التغطية على الطرح بشكل كبير لتصل إلى 1.5 مرة، بدلا من 3.1 مرة فى الطرح السابق، وعرضت البنوك الاكتتاب بقيمة 1.9 مليار جنيه من خلال 41 عرضا، قبلت منها المالية 30 عرضاً، بواقع 1.25 مليار جنيه، نفس القيمة المطلوبة.
كما ارتفع متوسط العائد على سندات أجل 10 سنوات بنحو 28 نقاط أساس، إلى 16.025 % مقابل 15.740 % ، تزامنا مع تراجع معدل تغطية العطاء إلى 1.6 مرة، بدلا من 3.09 مرة، وطلبت البنوك الاكتتاب بقيمة 1.6 مليار جنيه عبر 39 عرضا، قبلت منها «المالية» 30 طلبا بقيمة مليار جنيه، نفس القيمة المستهدفة.
فى السياق ذاته حافظت «المالية» على قيمة طروحاتها عبر أذون الخزانة الأسبوع الجارى، عند نفس مستويات الأسبوع السابق بقيمة 28.5 مليار جنيه، موزعة بواقع 6.5 مليار جنيه عبر أذون 91 يوما، ونفس القيمة لأذون 182 يوما، و7.5 مليار جنيه من أذون 273 يوما، و7.5 مليار جنيه أيضا من أذون 364 يوما، وتعتزم طرح سندات بقيمة 2.5 مليار جنيه، منها 1.5 مليار جنيه بأجل 3 سنوات، ومليار جنيه بأجل 7 سنوات.
وتبعا لاستمرار ارتفاع مستويات السيولة النقدية لدى البنوك، دشن «المركزى» 3 عطاءات للودائع المربوطة: ثابتة ومتغيرة العائد، بقيمة 100 مليار جنيه.
كما دشن العطاء الدورى للودائع ذات العائد الثابت بقيمة 10 مليارات جنيه، لأجل 7 أيام بسعر فائدة %19.25، وقدمت البنوك 12 عرضا بقيمة 50.8 مليار جنيه، قبل البنك منها القيمة المطلوبة فقط، بنسبة تخصيص 19.68 لكل بنك.
وطرح «المركزى» عطاءين للودائع متغيرة العائد بواقع 45 مليار جنيه لكل عطاء لأجل 35 و49 يوما، ضمن خطته لاستغلال فائض السيولة، ويستحق للبنوك 83.525 مليار جنيه .
وقدمت البنوك 14 عرضًا في المزاد الأول بقيمة 46.125 مليار جنيه، لأجل 35 يوما، وبلغ أعلى سعر فائدة مطلوب %19.310 ، وأقل سعر فائدة %19.26، بمتوسط %19.281 .
كما قدمت البنوك 43 عرضًا في المزاد الثاني بقيمة 46.025 مليار جنيه لأجل 43 يومًا، وبلغ أعلى سعر فائدة مطلوب %19.349، وأقل سعر فائدة %19.296، بمتوسط %19.296، قبل «المركزي» منها نحو 90.875 مليار جنيه، بواقع 45.325 مليار جنيه للمزاد الأول، و45.550 مليار جنيه للمزاد الثاني، بمتوسط سعر فائدة %19.281، و%19.296 على التوالي .
وطرح «المركزي» عبر آلية الودائع متغيرة العائد نحو 68 مزادا منذ الثالث من نوفمبر، حصل من خلالها على نحو 2.634 تريليون جنيه، وبلغ متوسط سعر الفائدة %18.967.
تستهدف آلية الودائع المربوطة لدى البنك المركزى، تخفيض حجم المعروض النقدى من الجنيه بالسوق المحلية، ومحاربة التضخم، بما يساعد على امتصاص فائض السيولة المتضخمة.
وأعاد البنك تفعيل آلية الودائع المربوطة متغيرة العائد بآجال قصيرة، بالتزامن مع تحرير سعر الصرف يوم 3 نوفمبر الماضى، بهدف خفض المعروض النقدى من الجنيه.
وتفتح آلية الودائع المربوطة متغيرة العائد، مجالًا للبنوك لاستثمار ودائعها، خاصة بعد اتفاق «المالية» مع «المركزى» على تخفيض طروحات أذون وسندات الخزانة خلال الفترة المقبلة، فى إطار خطة تقليص عجز الموازنة.