استخدم رقمنا المجاني واستمتع بأحدث الأغاني لمشاهير الغناء في مصر والعالم، أو ابعث رسائل SMS لمن تحب، واحصل علي ساعات وهدايا ذهبية أيضاً..
|
طوفان من الاعلانات عن جوائز وهدايا ثمينة تملأ الصحف، برامج التليفزيون بقنواته من شركات الانترنت المجاني، وكلها تدعوك لاستخدام رقم معين، وتعدك بمزيد من الجوائز كلما أكثرت من استخدامه.
هذه الحملات التي تحولت الي«ماراثون» يصعب تحديد نتائجه حتي الآن تعكس حالة الطفرة التسويقية في مجال خدمات الانترنت المجاني التي تسعي كل منها لاحراز قصب السبق والفوز بالنصيب الاكبر من كعكة فواتير الشركة المصرية للاتصالات.
عند بدء خدمات الانترنت المجاني (في 14 يناير 2002 ) في مصر حصلت 45 شركةISPs علي تراخيص تقديم الخدمة، وتنافست هذه الشركات علي سوق لم يعد جديداً تماماً علي بعضها (كانت شركات عدة بدأت تقديم خدمات الانترنت باشتراك أو مقابل مبلغ يضاف علي فاتورة التليفون قبل ذلك بفترة طويلة) وكانت بداية تسويق الإنترنت المجاني في مصر تقليدية كما يقول فادي رفلة مدير التسويق والاتصالات بشركة «لينك دوت نت» حيث اعتمدت إما علي وسائل الدعاية المعروفة من صحف وتليفزيون إلخ أو علي التسويق المباشر، الذي يعتبره من أنجح وسائل التسويق لأنه يشعر المستخدم أن الشركة مهتمة به بشكل خاص مما يزيد من اهتمامه بالرسالة الإعلانية للشركة لذلك وضعت «لينك» التسويق المباشر جزءاً أساسياً من استراتيجيتها منذ البداية.
فادي رفلة يشير إلي أن شركته انفقت في تلك المرحلة مبالغ كبيرة علي الدعاية وحصلت بالفعل علي حصة كبيرة من سوق الإنترنت المجاني، ولكن الحفاظ علي هذه الحصة كان يتطلب تلبية مختلف حاجات المستهلكين، وهؤلاء لم يعودوا يكتفون بجودة الخدمة بل يرغبون أيضاً في مزايا إضافية مثل الألعاب والمحتوي الترفيهي وهذا ما فكرت«لينك» في توفيره لهم بإبرام صفقة الدمج والاستحواذ في العام الماضي مع عدد من مواقع الإنترنت.
فالنظر الي اهتمامات المستخدمين وتطوير أساليب التسويق بناء عليها كان دافعاً لأحد أهم التطورات في عالم الانترنت المجاني كما يصفه فادي رفلة عن طريق ربط مواقع معينة بأرقام مجانية محددة وهو ما فعلته«لينك» مع موقع «مزيكا دوت كوم» أحد المواقع التي اندمجت مع «لينك» في العام الماضي، وهو كما يوضح تطويراً أضاف عدداً كبيراً لمستخدمي رقم لينك المجاني وإن كان أثر نسبياً علي عدد متصفحي «مزيكا».
ويقول أحمد عابدين مدير التسويق بشركة «نايل اون لاين» NOL ان طبيعة الانترنت المجاني هي السبب في حدوث هذه الطفرة التسويقية لان التعاقد بين المستخدم والشركة اصبح يتم في ثانية.. ويفسخ ـ أيضا ـ في ثانية!
ويضيف : ان التركيز علي احتياجات المجتمع كان مرشد «NOL » عند تطوير أساليب تسويق خدماتها، ومن أهم هذه الاحتياجات كسر حاجز اللغة والإندماج في مجتمع الإنترنت العالمي وهو الأمر الذي تمت إتاحته للمستخدمين عن طريق توفير الترجمة الفورية عبر رقم الشركة المجاني، ويضيف عابدين إن شركته نقلت تركيزها حالياً في حملات الدعاية من رقمها المجاني علي القيمة المضافة التي يحصل عليها العميل من إستخدام الرقم إضافة الي الإستمرار في تقديم نفس المستوي المرتفع في الربط بالإنترنت لذلك أطلقت «نايل اون لاين» حملتها الاخيرة تحت شعار «بيترجم».
ويؤكد مدير التسويق بشركة «NOL » أن الاستثمار المكثف في الاعلان عن منتجات وخدمات الشركة أمر مقبول ولكن الأهم هو الاستثمار في تطوير الخدمات نفسها، فالإعلان ربما يأتي بمردود أكبر علي المدي القصير ولكن علي المدي الطويل يجب أن يشعر العميل أن هناك فارقاً في مستوي الخدمة لكي يختارك، وفي هذا الإطار تخطط NOL كما يقول ـ أحمد عابدين ـ لتقديم خدمات جديدة في الفترة القادمة وكلها في إطار تحقيق قيمة مضافة للعميل (لكنه رفض الاشارة الي طبيعة هذه الخدمات).
أما شركة«ستارنت» فأقامت استراتيجيتها التسويقية الجديدة علي بناء علاقة مباشرة مع العميل كما تقول ماجدة حبيب مديرة التسويق والاتصالات بشركة«راية» القابضة المالكة لستارنت، والتي تضيف :ان الشركة في هذا الإطار أطلقت مشروع بنك «ستارنت» والذي يقوم بتقديم هدايا للعملاء بحسب عدد ساعات إستخدامه لرقم الشركة المجاني.
ويبدو أن هذا الأسلوب التسويقي لفت أنظار الشركات الأخري المقدمة لخدمة الانترنت حيث اشار مدير التسويق والاتصالات في «لينك دو نت» أن شركته تدرس تقديم هدايا وجوائز علي ساعات الاستخدام ولكنها تدرس مدي نجاح هذه التجربة في السوق قبل الدخول فيها.
أسلوب تسويقي آخر وهو توفير باقة من أرقام الإنترنت المجاني يتيح لك الدخول علي أحدها التنقل بين الارقام الاخري عند وجود مشاكل الربط بالإنترنت عبر أحدها، هذا هو ملخص فكرة باقة الاوائل للإنترنت المجاني كأحدث طرق التسويق.
ويشرح محمد فرج المدير التنفيذي لشركة القلعة للانترنت والتي تملك الارقام الاربعة الموجودة في الباقة طريقة عملها مشيراً الي انها تقوم علي ربط الارقام الاربعة بأربع شبكات للدعم الفني هي شبكات NOL ، Egy Net ، Access وراية القابضة وعن طريق «سوفت وير» يحصل عليه المستخدم مجانا من موقع «موجه دوت كوم» الذي تشغله الشركة أيضا وبذلك يستطيع المستخدم أن ينقل من شبكة الي أخري عند حدوث أي عطل في الشبكة التي تدعم الرقم الذي يستخدمه بدون الحاجة الي الخروج من الإنترنت وإعادة طلب رقم جديد.
ويوضح فرج أن الأرقام الأربعة في الباقة خاصة بشركته والتي حصلت عليها من وزارة الاتصالات وأنها تؤجر فقط دوائر ربط من الشركات الأربعة السالفة الذكر.
وباستخدام هذا الاسلوب الجديد للتسويق يتوقع محمد فرج زيادة نصيب شركته من سوق الانترنت المجاني من %5 حالياً الي %10 مشيراً الي ان الشركة تركز في تسويق الباقة علي الأقاليم حيث تحوز الشركة نصيباً كبيراً منها بالفعل يصل الي %80 من قاعدة المستخدمين في بعض المحافظات وكان مستشار وزير الاتصالات قد أعلن في معرض Cairo ICT في يناير الماضي أن %63 من ساعات الدخول علي الإنترنت في مصر تتم في القاهرة وأن %18 تتم في الاسكندرية مما يعني أن باقي المحافظات مجتمعة تستحوذ علي %19 فقط من سوق الإنترنت.
قبل إغلاق الحديث في الموضوع تقول ماجدة حبيب إن أبحاث السوق تشكل نصف عملية التسويق لأن الشركات يجب أن تعرف نتيجة أدائها لكي تستطيع تطويره أو تعديله، وتنتقد مديرة التسويق والاتصالات براية القابضة عدم توافر المعلومات عن سوق الانترنت في مصر بشكل مستمر وعن مدي تطور اعداد المستخدمين وعدد ساعات الدخول علي الشبكة الخ، وهو مايضطر الشركة الي الاعتماد فقط علي ماتجريه من دراسات حول السوق ومن صلاتها المباشرة بالعملاء وهو الامر الذي يتكرر مع NOL والتي أشار عابدين الي انها اضافة الي الطرق السابقة تحرص علي عمل استبيانات لأراء العملاء بطرق تضمن حيادية المعلومات الورادة فيها