شريف عمر
اعتبر مسئولو شركات السمسرة ورعاة قيد الشركات ببورصة النيل، أن إدراج عدد من أسهم الشركات ضمن الأوراق المالية المؤهلة لممارسة الأنشطة المتخصصة كالشراء بالهامش، والبيع والشراء فى الجلسة الواحدة t+0، امرًا ايجابيًا، وسيؤدى إلى زيادة قيم السيولة اليومية على أسهم تلك السوق الوليد، وتعزيز اهتمام المستثمرين الأفراد بالتركيز على الاستثمار بأسهم النيل، واقتناص الفرص الاستثمارية الجذابة.
وأشارت الآراء إلى أن تلك التطورات وإن كانت ايجابية إلا أنها بمفردها غير قادرة على تنشيط التداولات بالشكل المأمول، ورأوا أنها غير قادرة على جذب اهتمام المؤسسات للاستثمار فى بورصة النيل خلال الفترة المقبلة، بسبب استمرار انخفاض رؤوس الأموال وانخفاض نسبة الأسهم حرة التداول.
الأسهم المؤهلة لممارسة
الأنشطة المتخصصة
وأعلنت إدارة البورصة مطلع يناير الحالى عن اعتماد معايير الأوراق المالية المؤهلة لممارسة الأنشطة المتخصصة عليها كالشراء بالهامش والتداول فى الجلسة نفسها، على أن يبدأ تطبيق المعايير خلال جلسة تداول الأحد 8 فبراير المقبل.
وتكونت الفئة الأولى من 84 ورقة مالية تضمنت سهمين من بورصة النيل، هما بى اى جى للتجارة والاستثمار، ويونيفرت للصناعات الغذائية، وتسمح تلك الفئة بمزاولة التداول عليها فى الجلسة نفسها والتعامل عليها بالهامش، وقبولها كضمان حتى نسبة %100 من قيمتها السوقية، وتكون هى السوق النشطة، وتشترط تلك الأسهم ألا يقل رأس المال السوقى للأسهم حرة التداول عن اثنين فى العشرة آلاف من مجموع رأس المال السوقى للأسهم حرة التداول، وألا يقل عدد أيام التداول على السهم عن %95 من إجمالى عدد أيام التداول الفعلية، وألا يقل المتوسط اليومى لعدد شركات السمسرة المتعاملة على السهم عن %15 من المتوسط اليومى لعدد شركات السمسرة المتعاملة فى السوق، وألا يقل معدل الدوران للأسهم حرة التداول عن %20.
فى حين تتكون الفئة الثانية من 49 ورقة مالية، تضمنت بعض أسهم بورصة النيل أبرزها مرسيليا للاستثمار السياحى والعقارى، والمؤشر للبرمجيات، والبدر للبلاستيك، والمصرية الكويتية للتجارة والاستثمار، والدولية للصناعات الطبية ايكمى، والدولية للأسمدة، وتسمح تلك الفئة بإمكانية التعامل بالهامش على تلك الأسهم وقبولها كضمان حتى نسبة %80 من قيمتها السوقية، بشرط ألا يقل رأس المال السوقى للأسهم حرة التداول عن واحد فى العشرة آلاف من مجموع رأس المال السوقى للأسهم، وألا يقل عدد أيام التداول على السهم عن %75 من إجمالى عدد أيام التداول الفعلية، وألا يقل المتوسط اليومى لعدد شركات السمسرة المتعاملة على السهم عن %5 من المتوسط اليومى لعدد شركات السمسرة، وألا يقل معدل الدوران للأسهم حرة التداول عن %10.
استمرار الإحجام عن الاهتمام بشركات النيل
قال أيمن صادق، العضو المنتدب لشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إنه لمس اهتمامًا من المتعاملين الأفراد فى بورصة النيل خلال العام الماضى، فى إطار محاولاتهم الاستفادة من تلك الأوراق المالية، وتنويع محافظهم الاستثمارية.
واعتبر دخول نحو 9 أسهم لشركات النيل فى فئات الأسهم القابلة للتعامل وفقًا لآليات الشراء بالهامش والتداول فى الجلسة الواحدة أمرًا إيجابيًا للغاية، وسيعزز بدوره جذب مزيد من المستثمرين الأفراد للتعامل على أسهم بورصة النيل، وهو ما رآه أمرًا يزيد قيم التداول والسيولة ببورصة النيل.
ورجح صادق استفادة المستثمرين الأفراد فقط من تلك المزايا الجديدة لأسهم النيل، متوقعًا استمرار إحجام المؤسسات عن الاستثمار عبر شراء أسهم بسبب انخفاض حجم رأس المال، وهو ما يؤدى لانخفاض عدد أسهم التداول الحر، علاوة على أن طبيعة الاستثمار طويل الأجل فى شركات النيل تقلص درجة اهتمام المؤسسات بها.
ولفت إلى أن نظرة الجهات المنظمة لسوق المال فيما يتعلق بالاستثمار فى بورصة النيل، تكمن فى رغبتها فى توفير آليات تمويلية جديدة للشركات صغيرة الحجم، دون الاهتمام بالنظرة الاستثمارية لمستثمرى سوق المال الباحثين عن تحقيق مرابحة سريعة، أو الحصول على عائد مالى مناسب بنهاية كل عام، وهى الخيارات التى رأى أنها لا تتوافر فى شركات بورصة النيل.
وأكد أن شركات النيل تعانى الإهمال من جانب المستثمرين بسبب انخفاض درجة الشفافية المصاحبة لأعمال شركاتها صغيرة الحجم، بالإضافة إلى عدم وجود أقسام تحليل مالى أو فنى فى شركات السمسرة لتعريف المستثمرين بأهمية الاستثمار فى أسهم شركات النيل، مضيفًا أن اهتمام المستثمرين ببورصة النيل لن يتحقق من خلال تسهيل آليات التداول فقط.
واحتلت شركة «عربية أون لاين» وصافة شركات السمسرة وفقًا لتداولات بورصة النيل خلال 2014، بعد أن حققت إجمالى قيم لعملياتها بلغ 65.2 مليون جنيه.
قيد شركات جديدة خيار أساسى لزيادة السيولة
قال إيهاب رشاد، الرئيس التنفيذى لشركة «مباشر» لتداول الأوراق المالية، إن دخول بعض أسهم شركات النيل فى فئات أسهم الأنشطة المتخصصة، سيؤدى إلى جذب مزيد من المستثمرين الأفراد خلال الفترة المقبلة نظرًا للمزايا الجديدة المتثملة فى امكانية الاقتراض لشراء تلك الأسهم، بالإضافة لإمكانية بيعها وشرائها فى جلسة واحدة، وهو الأمر الذى سيزد من قيم التداول اليومية التى تسجلها بورصة النيل.
واستبعد أن تؤدى تلك التطورات إلى استقطاب المؤسسات للاستثمار فى أسهم النيل، موضحًا أن شركات النيل تتسم بانخفاض رأسمالها، بالتزامن مع قلة اسهم التداول الحر، علاوة على انخفاض قيمة الكوبونات التى توزعها الشركات بنهاية العام، لافتًا إلى أن تجمع هذه العوامل يقلل من اهتمام المؤسسات بالاستثمار فى شركات النيل.
وتطرق إلى أن الجهات المنظمة لسوق المال تهتم فقط فى تطويرها لبورصة النيل بجذب مزيد من الشركات للقيد بغرض زيادة الأسهم المقيدة، دون الاهتمام بطبيعة عمل تلك الشركات أو فرص الربحية والنمو المتوافرة، متابعًا، فى حالة الرغبة فى زيادة احجام التداول والسيولة فلابد من جذب الشركات التى تتسم بوجود فرص مرتفعة للنمو، بالإضافة لأهمية التنوع فى جذب مزيد من الشركات العاملة فى القطاعات الواعدة كالبترول.
ودعا الرئيس التنفيذى لشركة «مباشر» لتداول الأوراق المالية إدارة البورصة أو شركات رعاية القيد إلى تنظيم سلسلة من ورش العمل لمستثمرى سوق المال لتوعيتهم بشأن أهمية الاستثمار فى شركات النيل، ومدى الفرص الواعدة التى تقدمها تلك الشركات، لافتًا إلى وجود بعض الشركات فى بورصة النيل كالبدر للبلاستيك، ومرسيليا للاستثمار السياحى، وهما من الشركات التى تمتلك فرصاً جيدة للنمو، ومن الممكن أن تستحوذا على اهتمام المستثمرين خلال الفترة المقبلة.
جدير بالذكر أن شركة مباشر احتلت صدارة شركات السمسرة وفقاً لتداولات بورصة النيل خلال 2014، بعد أن حققت إجمالى قيم لعملياتها بلغ 79.7 مليون جنيه.
منافسة متوقعة لجذب
استثمارات الأفراد
وعلى صعيد شركات رعاية القيد، قال ياسر عمارة، رئيس مجلس إدارة شركة ايجل للاستشارات المالية، إن وجود تمييز ايجابى بين الاسهم المدرجة فى بورصة النيل من خلال اعادة تصنيفها وتميز بعضها بامكانية التعامل عليها عبر الانشطة المتخصصة دون الأخرى، سيزيد من حدة المنافسة بين شركات النيل، موضحا ان تلك التنافسية ستجبر الشركات الأخرى على محاولة زيادة نسبة أسهم التداول الحر لتنشيط التداولات على أسهمها.
ورأى أن التنافسية ستؤدى فى النهاية إلى زيادة احجام التداول وقيم السيولة التى تتحقق بصورة يومية، بالإضافة لدورها فى جذب مزيد من اهتمامات المتعاملين الافراد للتداول على الأسهم.
وأشار الى ان تحركات الأسهم ببورصة النيل اتسمت مؤخراً بخضوعها لسيطرة صانع السوق الممثل فى سماسرة شركات الاوراق المالية ممن يرغبون فى المضاربة السريعة على اسهم بعض الشركات بعينها، لافتاً إلى أن القضاء على تلك السلبيات يتمثل فى قيام إدارة البورصة بدورها التوعوى فى شرح المزايا التى توفرها بورصة النيل للشركات والمتعاملين فى وقت واحد.
وشدد على ضرورة تأكيد إدارة البورصة طبيعة الاستثمار طويل الأجل فى أسهم النيل، فى ظل أن تلك الشركات صغيرة الحجم، وفى حاجة لعدة سنوات لتحقيق النمو وزيادة حجم الأعمال، بما يعود بالنفع على المساهمين من خلال توزيع كوبونات مالية مناسبة بنهاية كل سنة.
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة ايجل للاستشارات المالية، أن التجارب التاريخية السلبية الناتجة عن قيد بعض الشركات التى لم تحقق أى اضافات لبورصة النيل منذ تأسيسها رغم انها تم تقييمها بأسعار مرتفعة، ساهمت فى خلق انطباع سىء لدى المتعاملين عن مخاطر الاستثمار فى تلك السوق الوليد.
زيادة أسهم التداول الحر
فرس الرهان
قال منصور البربرى، رئيس مجلس إدارة شركة بى أى جى للتجارة والاستثمار، إن عملية زيادة رأسمال شركته وزيادة عدد اسهم التداول الحر ساهمت فى انعاش التداولات على الأسهم، مضيفاً أن ادراج شركته ضمن أسهم الـT+0، سيؤدى لزيادة قيمة التداول اليومية على السهم، ما سيعزز سيولة بورصة النيل.
وأكد أن الشركة تسير نحو التحول من القيد فى بورصة النيل إلى الادراج بالسوق الرئيسية بعد زيادة رأسمالها، مشيرا الى ان القيد بالسوق الرئيسية سيساهم فى تحقيق استفادة اكبر للمساهمين.
ولفت الى ان شركات بورصة النيل تبذل قصارى جهدها دون أى مساعدة من الجهات المنظمة فى سبيل تنشيط التداولات، وجذب مزيد من المستثمرين الأفراد للتعامل اليومى على الأسهم.
وتعمل بى اى جى، فى مجال تجارة وتسويق قطع غيار السيارات والمواتير والبطاريات والكاوتش والتوريدات العمومية، ويبلغ رأسمال الشركة 30.1 مليون جنيه.