صالـون القاهـرة الــ57.. إطلالـة جـديــدة للتشكيليين

صالـون القاهـرة الــ57.. إطلالـة جـديــدة للتشكيليين

صالـون القاهـرة الــ57.. إطلالـة جـديــدة للتشكيليين
جريدة المال

المال - خاص

10:48 ص, الخميس, 25 فبراير 16

سلوى عثمان:

انطلقت يوم الأحد الماضى، فاعليات الدورة 57 لصالون القاهرة بقاعات قصر الفنون بدارالأوبرا المصرية، وتنظمه «جمعية محبى الفنون الجميلة»، برئاسة الدكتور أحمد نوار، بالتعاون مع «قطاع الفنون التشكيلية» برئاسة الدكتور خالد سرور، وتم اختيار الدكتور عادل ثروت، قومسيور للصالون هذا العام، والفنان سامح إسماعيل قوميسيرا مساعدا له.
وبمجرد دخولك من باب قصر الفنون ستجد نفسك أمام إبداعات 70 فنانًا وفنانة من أجيال مختلفة، وتوجهات فنية متنوعة، يقدمون أعمالا إبداعية تنتمى لفنون متعددة منها: التصوير، والنحت، والرسم، والحفر، والتجهيز فى الفراغ، والخزف، والفوتوغرافيا.
وتظهر الإبداعات البصرية عندما يستخدم الفنان التشكيلى وسائطه المتنوعة للعب فى الفراغ، والتعبير عما بداخله من خلال استغلال الأشكال الفنية المبتكرة، وهو ما ستلاحظه بسهولة فى صالون هذا العام، فهناك إبداعات فنية تشكيلية متنوعة مستخدم بها أنواع مختلفة من الوسائط الفنية.
وطوال مدة الصالون، والتى تستمر حتى 13 مارس المقبل، سيصاحب فاعلياته برنامج ثقافى وفنى يتضمن ثلاث ندوات يستضيفها متحف الفن المصرى الحديث وهى: «النحت والخزف» ويديرها الدكتور أحمد عبد العزيز ويحاضر فيها الدكتور طارق الكومى والدكتور صلاح حماد والدكتور ضياء الدين داوود، وأيضا ندوة «فنون الميديا» ويديرها الدكتور عادل ثروت ويحاضر بها الدكتور خالد حافظ والدكتور ياسر منجى والدكتورة أمل نصر، وندوة «فنون التصوير» والتى يحاضر فيها الدكتور صلاح المليجى والناقد محمد كمال والناقدة الدكتورة هبة الهوارى، كما يتضمن أيضا عددا من الورش الفنية تنظمها إدارة الورش الفنية بقطاع الفنون التشكيلية.
ومن جانبه، أوضح الدكتور رضا عبد الرحمن، أمين عام «جمعية محبى الفنون الجميلة»، أن الصالون كان قد غاب عن الحركة التشكيلية 25 عاما كاملة، لكن بفضل جهود الجمعية، وبالتعاون مع الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية تمت إعادته لتكون هذه الدورة هى الـ57.
وأشار عبد الرحمن إلى أن الفنانين المشاركين بهذه الدورة من المعروفين بالحركة التشكيلية المصرية، والعديد منهم لديهم مشاركات دولية، كما أن من بينهم شباب يقدمون إبداعاتهم إلى جانب كبار الفنانين التشكيليين.
أما الدكتور عادل ثروت، قومسيور الصالون، فأوضح أنه اختير عدد من فنانى هذه الدورة من جيل التسعينيات المستمرين على الساحة الفنية حتى الآن، كما تم انتقاء التجارب التى لها رؤية وخصوصية فنية وإبداعية مشروع خاص، وأضاف أن هذا الاختيار جاء ليكون هناك تنوع فى التجارب، كما تم تخصيص مساحة للتشكيليين الشباب، وبهذه الطريقة نكون حاولنا تقديم تجمع شامل من فنانين مختلفين فكريا وفلسفيا، مما يجعل من صالون القاهرة تجمعًا لممثلى الحركة التشكيلية المصرية
ولفت ثروت الى أن جمعية محبى الفنون الجميلة تقوم حاليا بدور مهم حيث خرجت من الأشكال التقليدية للعمل إلى التعامل مع الفنانين التشكيليين مرة أخرى بعد أن كانت قد توقفت لفترة، ومن أهم إنجازاتها إعادة «صالون القاهرة» الذى بدأ أوائل القرن الحالى.
وأضاف ثروت أن القائمين على الجمعية يحاولون استكمال دورهم الذى بدأوه بإعادة صالون القاهرة، وبذل كل من الدكتور أحمد نوار وصلاح المليجى وياسر منجى، ورضا عبد الرحمن أعضاء الجمعية والقائمين على الصالون أقصى جهودهم لإخراج التجربة بهذا الشكل.
ومن جانبه، أوضح الفنان طارق الكومى، نحات، أن صالون القاهرة فى هذه الدورة يعتبر بالفعل تجميعا متقنا للحركة التشكيلية المصرية فى مكان واحد، فهو يضم أجيالا فنية متنوعة ومدارس تشكيلية متباينة، كما أن المستوى الفنى للأعمال جيد ومعبر بشكل كبيرعن الحراك التشكيلى المصرى.
وأشار إلى أن إعادة إحياء صالون القاهرة سيجعل هناك فرصة سنوية لفنانين كثر للمشاركة والتفاعل والاحتكاك بتجارب بعضهم البعض.
ومن جانبها، أوضحت الفنانة التشكيلية ريم حسن، أنها سعدت بتجربتها بالمشاركة ضمن صالون القاهرة، بعد دعوتها من قبل جمعية محبى الفنون الجميلة، وأضافت أن هذه التجربة تذكرها بفترة أوائل التسعينيات؛ حينما ظهرت تيارات فنية جديدة على الساحة التشكيلية غيرت شكل المشهد الفنى.
وشددت على ضرورة التمسك بمثل هذه الفاعليات ذات الطابع المتميز، مشيرة الى أن هناك تجارب فنية لكثير من الفنانين التشكيليين تبلورت وأصبح لها وجود ثرى على الساحة المصرية بفضل مثل تلك التظاهرات الفنية.
وأضافت أن العروض المقدمة ذات طابع متميز ويجب عدم التنازل عن هذا المستوى فى الرسمية، على أن ذلك يحتاج للتكاتف لتحويل المسار داخل المؤسسات الرسمية؛ لتكون كل العروض – لاسيما الجماعية منها – على نفس المستوى من الحضور وطريقة العرض والإخراج العام.
وأعلنت ريم حسن عن ضرورة فتح الساحة لشكل جديد من التناول واحترام الرؤى والأفكار الجديدة فى تنظيم العروض والدراسة الدائمة، وذلك لمواكبة الواقع الذى من المفترض أنه يسبقنا بحوالى نصف قرن على الأقل، مشيرة إلى أن هناك ضرورة لفرض أسلوب جديد ومتطور لمغالبة هذا النقص ولو بقدر بسيط من الإمكانيات والخبرات المتاحة فى الوقت الحاضر، وهو ما سيجعل الحركة التشكيلية تصل إلى المستوى المطلوب الذى يواكب كثيرا من العروض العالمية التى دوما ما يفتخرون بها.

جريدة المال

المال - خاص

10:48 ص, الخميس, 25 فبراير 16