شينخوا: صيد الصقور النادرة هواية مهددة بالاندثار شرقي العراق

يمكن استثمار منطقة قزانية لتتحول إلى أكبر واحة سياحية

شينخوا: صيد الصقور النادرة هواية مهددة بالاندثار شرقي العراق
أيمن عزام

أيمن عزام

1:56 ص, الأثنين, 21 سبتمبر 20

تواجه هواية صيد الصقور البرية النادرة المتوارثة منذ عقود طويلة شرقي العراق، خطر الاندثار بفعل التراجع في أعدادها وانخفاض عدد الصيادين.

وانطلق موسم صيد الصقور مبكرا هذا العام وسط ظروف استثنائية للغاية فرضها تفشي الجديد (كوفيد-19).

هواية صيد الصقور النادرة

وعرفت هواية صيد الصقور في العراق منذ عشرات السنين، حيث يقوم الصيادون باستخدام الصقور للصيد في المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد.

و اتخذها بعض الصيادين مهنة يمارسونها في مواسم الصيد بحثا عن ضربة حظ يمكن أن تغير مسار حياتهم.

وتوجد في العراق جمعيات للصيادين، يحصل أعضاؤها على تصاريح عمل خاصة من السلطات الحكومية لممارسة هوايتهم.

وتوفر التصاريح للصيادين إمكانية التجول في كل مناطق العراق لممارسة الصيد دون تعرضهم للمساءلة القانونية.

وتشكل بادية قزانية شرق مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، إحدى أهم أماكن انتشار الصقور النادرة وأبرزها ما يطلق عليه “طائر الحر” والذي يباع بأسعار مرتفعة جدا لما يتمتع به من خصائص مميزة.

إنطلاق موسم الصيد

وقال المسؤول الاداري لمنطقة قزانية مازن الخزاعي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن “موسم صيد الصقور البرية النادرة انطلق مبكرا هذا العام”.

وأضاف الخزاعي أن “الموسم انطلق بالفعل، ولكن بوتيرة أقل من المواسم السابقة بسبب تفشي مرض (كوفيد-19) وما يرافقه من اجراءات وقائية قد تؤثر في بعض الأحيان على حركة الصيادين وتنقلهم من منطقة إلى أخرى”.

وتصل الصقور إلى بادية قزانية في شهر سبتمبر وتبقى عدة أسابيع قبل أن ترحل الى مناطق أخرى.

ورغم أن صيد الصقور هواية بالأساس لكن من يمارسها ميدانيا هم أناس على خبرة وكفاءة عالية جدا في معرفة تضاريس الأرض والأجواء ومسار رحلة الصقور البرية القادمة من إيران وروسيا ومناطق أخرى، بحسب الخزاعي.

منطقة جغرافية متميزة

ولفت المسؤول العراقي إلى أن بادية قزانية تمثل منطقة جغرافية ثرية للغاية في تنوعها ويمكن استثمارها لتتحول الى أكبر واحة سياحية ونقطة جذب عالمية لهواة صيد الصقور البرية.

وأكد الخزاعي أن البادية رغم كل الانتكاسات الأمنية في ديالى لكنها بقيت آمنة ومستقرة.

ويواجه الصيادون هذا العام عدة عقبات تهدد باندثار هذه الهواية.

ومن هذه العقبات انخفاض أعداد الصقور البرية بشكل كبير والصعوبات المتعلقة بانتشار كورونا في مختلف مدن البلاد وانخفاض أعداد الصيادين لأن الموسم الماضي كان مخيبا للآمال.

الصقور النادرة تهاجر من روسيا

وأوضح صائد الصقور فيصل المندلاوي لـ ((شينخوا))، أن اكثر من 20 نوعا من الصقور البرية تهاجر من روسيا والبلدان الأوروبية باتجاه شرق العراق وخاصة بادية قزانية وأشهرها طائر الحر والشاهين البحري.

ويأتي كل طير بألوان متعددة ويختلف سعره من نوع لآخر بحسب المندلاوي.

وقال المندلاوي، إن “طائر الشاهين مكتمل النمو والذي يبلغ عمره أقل من سنة يصل سعره إلى 27 مليون دينار (الدولار يساوي 1200 دينار)”.

أما طائر الحر ذو الرأس الأبيض والظهر الأشقر، وهو من أندر الأنواع فيباع محليا بأكثر من 50 مليون دينار فيما يباع بأسعار مضاعفة في دول الخليج لرغبتهم العالية بتربيته.

مخاطر الإندثار

ولفت المندلاوي إلى أن “معدل تدفق الصقور البرية صوب شرقي العراق انخفض بنسبة 80 في المائة.

لأن هناك تغييرا كبيرا طرأ على مسار خط هجرة الصقور، ما يهدد باندثار هواية عمرها عشرات بل مئات السنين”.

ووصف أبو أركان التميمي، وهو أيضا صائد صقور برية، مستوى الاقبال على صيد الصقور هذا العام بأنه “محدود جدا وليس مثل المواسم السابقة”.

وأرجع ذلك لأسباب مختلفة منها انخفاض أعداد الطيور وتفشي كورونا وتعرض الطيور الى الصيد الجائر في بعض المناطق.

ويستمر صيد الصقور من 5 الى 8 أسابيع في أغلب الأوقات، ويعتمد الموسم على هجرة الصقور النادرة والأجواء المناخية.

وقال التميمي إن “معدلات الصيد انخفضت بشكل كبير في السنوات الأخيرة وسط ندرة بعض الأنواع ومنها الحر الذي يبلغ سعره ملايين الدنانير”.

ضربة حظ

وبالنسبة للتميمي، يعد صيد الصقور هواية، لكنه في بعض الأحيان يحمل ضربة حظ يمكن أن تغير واقع صاحبها بشكل جذري عندما يصطاد أحد الأنواع النادرة من الصقور.

ورأى أيوب العبيدي، وهو خبير محلي في صيد الطيور النادرة، أن” صيد طائرالحر، هو أهم وأبرز ما يسعى إليه الصيادون في رحلتهم الموسمية التي تستمر عدة أيام في المناطق الريفية حاملين معهم خيمهم وأدوات الصيد”.

وأشار الى أن طرق صيد الصقور تختلف من صياد الى آخر وهي تعتمد بالأساس على التجربة الميدانية.

وخلص العبيدي إلى القول إن صيد الصقور النادرة سواء كان هواية أو مهنة، له مذاق خاص وذكريات تبقى عالقة في ذاكرة الصيادين من مختلف مدن البلاد بما تحمله من متعة ومتاعب ولقاءات موسمية بين محبي الصيد.

وتبقى ضربة الحظ بالحصول على صيد ثمين بارقة الأمل التي تجعل صيادي الصقور النادرة يتحملون مصاعب الرحلة في الكهوف والأودية والمناطق الوعرة، بحسب العبيدي.

يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.