إيمان حشيش
شهدت الفترة الأخيرة تزايدا كبيرا فى عدد شركات العلاقات العامة بالسوق المصرية، مع انتشار ثقافة الاعتماد عليها بشكل أوسع، إما لتزايد حجم أعمال الشركات أو الأزمات التى أصبحت تواجهها، مما دفعها للاعتماد على شركات علاقات عامة لتقديم خدمة أدق وأفضل للعميل، ولتكون المسئولة عن صورة الشركة فى السوق وأمام المجتمع .
كما شجع تيسير إجراءات تأسيس شركات العلاقات العامة أيضا الكثير من الخبرات العاملة فى وكالات الإعلان وشركات العلاقات العامة الكبرى على تأسيس شركات خاصة بهم، ولكن تبقى استمراريتها مرهونة بحجم الخبرات والاحترافية التى يتمتع بها ملاكها، والتى تمكنهم من تقديم أفكار جديدة تتناسب مع متغيرات السوق .
قال هانى شكرى، الرئيس التنفيذى لوكالة «JWT» للإعلان، إن عدد وكالات العلاقات العامة المحترفة فى مصر أقل من احتياجات السوق، على الرغم من أهميتها واستعداد السوق لاستيعاب عدد أكبر، مشيرا إلى تواضع مستوى معظم الشركات العاملة محليا باستثناء عدد قليل منها .
وأوضح أن إجراءات تأسيس شركة علاقات عامة غاية فى السهولة ولا تحتاج إلى تصريحات كثيرة، وإنما لسجل تجارى فقط، لكن العمل بكفاءة يتطلب تدريب وتأهيل العاملين بها، وهو ما يتجاهله الكثير من الشركات، باستثناء القليل ممن يمتلك الخبرة .
وأكد أن صناعة العلاقات العامة تحتاج لعاملين بمستوى خبرات معينة، تتطلب وقتا لتوفرها، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة دخول بعض الشركات العالمية للسوق المصرية .
فى سياق متصل، قال حسن مصطفى، رئيس مجلس إدارة شركة «POD» للعلاقات العامة، إن الفترة الأخيرة شهدت توسعا كبيرا فى سوق العلاقات العامة بمصر، لعدة عوامل، أهمها وجود كوادر عديدة بالسوق تعمل فى هذا المجال وتمتلك علاقات شخصية ببعض العملاء، مما دفع الكثير منهم لتأسيس شركات خاصة بهم، خاصة أن إجراءات التأسيس سهلة ومنخفضة التكلفة .
وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت توسعا كبيرا فى ثقافة اهتمام العميل بالبحث عن شركة علاقات عامة محلية، بعد أن كان الاعتماد فى السابق يتركز على العالمية فقط، لافتا إلى أن الشركات المحلية ذات دراية أوسع بالسوق واحتياجاتها، مما شجع البعض على إنشاء شركة فى هذا المجال .
ويرى مصطفى أن أكبر مشكلة تواجه شركات العلاقات العامة أن السوق أصبحت غير قادرة على استيعاب هذا العدد الكبير منها بسبب محدودية عدد العملاء، مما تسبب فى تزايد حدة المنافسة بين الشركات، بشكل دفع بعضها لتقديم تكلفة سعرية أقل من المطلوبة لتنفيذ خدمات العميل، أملا فى جذب عملاء جدد، على الرغم من أن تخفيض التكاليف ينتج عنه تقديم خدمات أقل جودة تتناسب مع السعر، بشكل يؤثر سلبا على اسم الشركة فى النهاية .
وأكد أن الإلمام بالتطورات الحديثة فى مجال العلاقات العامة أصبح التحدى الأكبر للشركات العاملة بهذا المجال، موضحا أن عددًا كبيرًا منها مازال يعمل بالأسلوب التقليدى، على الرغم من أن المتغيرات الحالية تتطلب توفر خبرات عالية، قادرة على مواكبة كل ما هو جديد، وقادرة على إحداث تكامل بين كل العناصر التسويقية .
وقال الدكتور جمال مختار، رئيس مجلس إدارة وكالة إسبكت للدعاية والإعلان، إن دراسة وقياس الرأى العام والتأثير فيه من أهم أعمال شركات العلاقات العامة، وهو أحد أسباب وجود شركات عامة دولية بشكل كبير فى مصر، بهدف التأثير فى الرأى العام .
وأشار إلى أن سوق العلاقات العامة تعانى من العشوائية، بسبب سهولة إجراءات التأسيس وعدم اشتراط الحصول على موافقات أمنية، وإنما بسجل تجارى فقط، بدلا من فرض رقابة على تلك الشركات لتنظيم عملها داخل السوق .
ويرى مختار أن مصر بحاجة إلى إنشاء شركات علاقات عامة بالخارج، لإدارة الأزمات التى تواجهها، بعد أن أصبحت الدولة تعانى مؤخرا من عدة أزمات، وبحاجة إلى التعامل والرد السريع على أى مشكلة تواجهها .
ولفت إلى أن تزايد حاجة الشركات إلى متخصصين فى مجال العلاقات العامة مؤخرا، بسبب الأزمات التى تواجهها، أسهم فى انتشارها بشكل كبير، موضحا أن بعض العملاء ما زالوا مقتنعين بالعمل مع شركة تسويق واحدة تقدم لهم كل الخدمات ومنها العلاقات العامة، فى حين يرى الكثير أن التخصص مطلوب وضرورى، لذلك يسعون للتعاقد مع شركات متخصصة فى مجال العلاقات العامة فقط .
وقال محمد رشاد، مسئول العلاقات العامة بشركة «إيديتور» للعلاقات العامة، إن إدراك الشركات أهمية وضرورة مجال العلاقات العامة أسهم بشكل كبير فى انتشارها بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، موضحا أن الشركات الكبيرة كانت تتعامل فى السابق مع وكالات إعلانية ومستشار إعلامى فقط، لكن مع التوسع فى ثقافة العلاقات العامة تزايدت الحاجة إلى التعاقد مع شركات متخصصة، مما شجع الكثير على تأسيس شركات فى هذا المجال .
ويرى رشاد أن تزايد الشائعات بمواقع التواصل الاجتماعى زاد من حاجة الشركات للاعتماد على كيانات متخصصة فى مجال العلاقات العامة، للرد على هذه الشائعات وإدارة الأزمة بحكمة، لافتا إلى أن شركات العلاقات العامة أصبحت أداة مهمة للحفاظ على سمعة الشركات، من خلال الاعتماد على أفكار وحلول سريعة، خاصة إذا كانت الشائعات لها علاقة بمنتجات الأغذية أو تمس صحة المواطنين .
وأضاف أن تزايد اهتمام الشركات بالمؤتمرات الصحفية، وعلى رأسها قطاع العقارات، زاد احتياجها للتعاقد مع شركة علاقات عامة لتنظم هذه المؤتمرات، لافتا إلى أن أهم تحدٍ يواجه شركات العلاقات العامة حاليا هو سرعة الاستجابة والرد على الأزمات ومتابعة كل ما يخص العميل للحفاظ على اسم العميل وسمعته بالسوق .
وأكد أن قدرة الشركة على استغلال أى أزمة وتحويلها لأداة تسويق جيدة من أهم عوامل نجاح شركات العلاقات العامة، خاصة أن الكثير من الشركات لم تكن معروفة بالسوق وحققت شهرة عالية بعد مواجهتها لبعض الأزمات .