دعاء محمود:
تستعد شركات الطيران المصرية «الحكومى والخاص» لتنظيم رحلات إلى روسيا بعد تأهل المنتخب المصرى بالوصول إلى مونديال روسيا 2018 بعد غياب 28 عامًا، مؤكدين أن العائق الوحيد حاليًّا هو تعليق الرحلات الجوية بين البلدين بعد حادث سقوط الطائرة الروسية.
وأكد ممثلو القطاع أن الشركات أمامها طريقان، إما أن تنتظر استئناف الرحلات، أو السفر عن طريق الترانزيت لأقرب دولة، ومنها إلى موسكو، موضحين أن دولتى تركيا ودبى هما الأقرب.
وقال مصدر بشركة مصر للطيران إن شركته تدرس حاليًّا عدة سيناريوهات لتشغيل خط جوى إلى روسيا لنقل الجماهير المصرية لحضور مباريات كأس العالم، سواء عن طريق الخط المباشر فى حال تم استئناف الرحلات أو عن طريق الترانزيت لأقرب دولة، ومنها إلى موسكو.
وأضاف المصدر، لـ«المال»، أنه فى حال لم تستأنف الرحلات بين البلدين ستنقل الشركة الجماهير إلى تركيا أو دبى، ومنها إلى موسكو، لافتًا إلى أن هناك دراسة أيضًا لطرح رحلة متكاملة من خلال «باكيدج» يضم تذاكر السفر والإقامة وتذاكر دخول المباريات، عن طريق شركة الكرنك للسياحة التابعة للقابضة مصر للطيران.
وتوقّع ارتفاع تكلفة البرنامج، خاصة أن أسعار الإقامة بفنادق روسيا حاليًّا مرتفعة جدًّا نظرًا للإقبال الكبير عليها من قِبل 32 دولة مشارِكة فى المونديال، موضحًا أن شركته كانت تطلق 3 رحلات أسبوعيًّا من القاهرة إلى موسكو.
وأكد المصدر أن تشغيل الرحلات لروسيا لحضور مباريات كأس العالم سيرفع نسب التشغيل لـ85%، منوهًا بأن «مصر للطيران» نقلت المشجعين المصريين فى العديد من المحافل الدولية لمساندة المنتخب الوطنى، مثل المشاركة فى بطولة إفريقيا الأخيرة، والتى أقيمت بدولة الجابون.
من جانبه قال أشرف لملوم، رئيس شركة نسما للطيران، إن تأهل المنتخب للصعود لكأس العالم خطوة إيجابية على جميع الأصعدة، مؤكدًا أن شركته تخطط للمشاركة فى نقل المشجعين المصريين لحضور مباريات المونديال فى روسيا، بالتعاون مع كبرى شركات السياحة المصرية.
وأضاف لملوم أنه من المقرر عقد لقاء قريبًا مع مسئولى شركات ترافكو للسياحة وفلاش وبلو سكاي؛ للاتفاق على كل التفاصيل المتعلقة بالرحلات إلى روسيا.
كان القطاع السياحى قد تعرَّض لضربة موجعة بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، أكتوبر 2015، والذى تسبَّب فى سقوط ضحايا، مما دفع الحكومة الروسية آنذاك إلى تعليق حركة الطيران بين البلدين.
وكانت السياحة الروسية تحتل المركز الأول فى قائمة الدول العشر المصدرة للسياحة إلى مصر، وذلك بلا منافس، ومثلت سابقًا 50% من إجمالى الوفود التى تزور مصر سنويًّا.
يُذكر أن هشام الدميرى، رئيس الهيئة المصرية لتنشيط السياحة، عقد لقاء خلال الشهر الماضى مع الوج سافونوف رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة على هامش معرض الـ Leisure 2017 بالعاصمة الروسية موسكو، وقال سافونوف إن رفع الحظر يتوقف على التقارير الواردة من هيئة الطيران المدنى.
وتعاملت مصر بإيجابية مع متطلبات الجانب الروسى، سواء من خلال الاستجابة الفورية لطلبات التفتيش الأمنى المتكررة أو تحديث وشراء الأجهزة، ومنها التتبع للعاملين بـ«البيروميتر» رغم تكلفتها الباهظة، كما تم إنفاق 42 مليون دولار على تحديث الأنظمة الأمنية.
وخلال العام الماضى أرسلت روسيا 7 وفود أمنية لزيارة مصر، وجاءت إحدى الزيارات برئاسة مكسيم سوكولوف، وزير النقل الروسى، فى سبتمبر الماضى، ثم أخيرًا وفد الخبراء الروس فى مبنى 2 بمطار القاهرة فى نهاية ديسمبر.
فى سياق متصل أكد أحمد بلبع، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، أنه حان الوقت لاستئناف الرحلات الجوية بين روسيا ومصر بعد وصول الأخيرة لكأس العالم الذى سيقام بروسيا خلال شهر يونيو من العام المقبل وتحمس الآلاف من الجماهير المصرية للسفر إلى موسكو لمؤازرة المنتخب الوطنى.
وأشار بلبع إلى أن عددًا كبيرًا من شركات السياحة المصرية اتخذت خطوات الإعداد لهذه الرحلات؛ أملًا فى انتظام حركة الطيران بين البلدين قريبًا، مناشدًا الرئيس الروسى سرعة اتخاذ القرار الخاص باستئناف الرحلات؛ لأنه لا يوجد أى داعٍ لتأخيرها.