شركات التوزيع تخلت عن الأفلام المصرية في «عز الموسم»

شركات التوزيع تخلت عن الأفلام المصرية في «عز الموسم»
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 21 سبتمبر 03

أيمن عبد الحفيظ:
 
علي الرغم من وجود اتفاق مبدئي مع شركات توزيع الافلام الاجنبية لاتاحة دور العرض في شهور الصيف للافلام السينمائية المصرية الا ان شركات التوزيع السينمائي بدأت مبكراً في طرح الافلام الاجنبية، وهو ما ادي الي تقلص عدد دور العرض المتاحة أمام الافلام المصرية، فقد بدأ قبل ثلاثة اسابيع في 3 سبتمبر بالتحديد ـ عرض 4 افلام امريكية دفعة واحدة احتلت قرابة الـ 20 دار عرض درجة أولي، واستتبع ذلك في الاسبوع قبل الماضي طرح 5 افلام جديدة اخري شغلت 25 دار عرض اخري، في حين أن هناك فيلمين آخرين بدأ طرحهما بالفعل بداية من الاسبوع الحالي وهما They والجزء الثاني من فيلم Dumb&DumBer لجيم كاري، بينما كانت هناك بعض الافلام التي عرضت في بداية الموسم الصيفي مثل قراصنة الكاريبي وأخيراً «المدمر 3 ».

 
وأدي هذا الاتجاه إلي تأجيل طرح فيلم «بحبك وانا كمان» كما يشير محمد السبكي منتج الفليم نظراً لضيق الفترة المتاحة للافلام المصرية في موسم الصيف، فالموسم الحالي ـ علي حد قوله ـ  لم يبدأ الا في اواخر يونيو أي أنه استغرق شهرين فقط هما يوليو واغسطس والذي شهدت الايام الاخيرة فيه بداية طرح الافلام الاجنبية، وعلي الرغم من الدعاية التي كنا قد بدأنا فيها للفيلم ومنها طرح الاغنية الرئيسية للفيلم لـ مصطفي قمر وسمية الخشاب سواء المحطات عبر الاذاعية او التليفزيونية الفضائية وبوسترات الفيلم بالشوارع والميادين، الا أن تاجيل عرض الفيلم إلي عيد الفطر القادم كان الحل الامثل حتي لا يتعرض الفيلم للمذبحة التي طالت العديد من الافلام هذا الموسم، ومنها فيلم «كلم ماما» الذي قمنا بانتاجه ولكنه لم يسلم من تتابع طرح الافلام، وافلام أخري تعرضت لظلم شديد نتيجة هذه الظاهرة، وكان يمكن أن تجد الافلام فرصة لها في هذا الموسم لولا هوجة الافلام الاجنبية التي تعاقدت عليها شركات التوزيع.
 
محمد العدل رئيس مجلس ادارة «العدل جروب» للانتاج السينمائي يري أن المناخ لم يعد جاذباً للانتاج السينمائي في مصر، خاصة في ظل التهافت اللافت للنظر من شركات التوزيع علي الافلام الاجنبية حتي في الموسم الذي تنتظره الشركات المنتجة، فإذا كانت الافلام المصرية لا تبدأ الموسم الا بعد بدايته فعلياً بحوالي شهر كما حدث هذا العام، وهي فترة تستفيد منها الافلام الاجنبية، فلماذا لا يتأخر طرح الافلام الاجنبية ايضاً بمثل هذه الفترة بما يتيح للافلام المصرية فرصة أكبر في تعويض ما يلم بها من خسائر نتيجة حرق الافلام في هذا الموسم الضيق.
 
ويطرح العدل فكرة جديدة في التعامل مع الافلام الاجنبية تقضي بتحديد عدد من دور العرض تلتزم به الشركات الموزعة في اتاحته لها طوال الموسم، حتي لا تعاني الافلام المصرية من تقلص فرصها في تحقيق الارباح التي تخطط لها في ظل ارتفاع تكاليف الانتاج ومشاركة دور العرض وشركات التوزيع للمنتج في ايرادات الشباك، حيث يبلغ نصيب دور العرض %50 من الايرادات، وبالتالي فان الفيلم الذي تبلغ تكاليف انتاجه 5 ملايين جنيه لابد أن يحقق 10 ملايين جنيه حتي يغطي تكاليفه فقط، وهي معادلة اصبحت صعبة التحقيق في ظل الظروف التي تعرضت لها الافلام في الفترة الحالية.
 
طارق صبري مدير شركة موزعي الافلام المتحدة يري أن شركات التوزيع لم تخالف ما هو متفق عليه من حيث اتاحة الفرصة للافلام المصرية في موسم الصيف، وهذا الاجراء متبع منذ فترة طويلة بالفعل، ولكن نظراً لما آل إليه الحال في صناعة السينما في مصر اصبح يتم البدء في تصوير الافلام قبل بداية الموسم باسابيع قليلة، وهو ما يؤدي الي تأخير عرض الافلام وعدم الاستفادة من فترة بداية الموسم، في حين أن شركات التوزيع مرتبطة بعقود مع الشركات الموزعة للافلام الاجنبية خاصة الامريكية وهذا الموسم بالتحديد طرحت السينما الأمريكية عدداً من الافلام عالية الامكانيات والفنيات ومنها دموع الشمس لبروس ويلز والمدمر 3 وافلاما كوميدية عالية المستوي كالجزء الثاني من الفيلم الشهير غباء في غباء، وهي افلام تستطيع بالفعل ان تؤثر علي الافلام المصرية المطروحة بالسوق نظراً لانتظار جمهور عريض لها.
 
وأكد صبري ايضاً علي ان السوق السينمائي لابد ان يخضع في النهاية للعرض والطلب، واذا كانت الافلام الاجنبية اعلي تقنية وامكانيات من الافلام المصرية فان طرحها في دور العرض المصرية محدد بعدد نسخ لا يمكن تعديه ـ 5 نسخ ـ وبالتالي فالمنافسة مع الافلام المصرية لها قواعدها.
 
من جهتها اشارت مديرة احدي شركات توزيع الافلام السينمائية الاجنبية إلي أن الافلام الاجنبية لا يمكن أن تكون سبباً في انخفاض ايرادات الافلام المصرية خاصة بالنسبة لافلام الصيف التي تصاحبها حملات دعاية مكثفة اتخذت في السنوات الاخيرة اشكالا عديدة واستهدفت جمهوراً جديداً، كما أن جمهور الافلام الاجنبية قد يكون مختلفاً بعض الشيء عن جمهور افلام الصيف المصرية نظراً لاختلاف المدرستين السينمائيتين واختلاف ميول جمهور المدرستين ايضاً، كما أن الافلام الاجنبية يتم طرحها بشكل مكثف بعد انتهاء الموسم الصيفي في الوقت الذي يكون الجمهور قد تشبع بالفعل من الافلام المصرية التي تكون قد حققت ايرادات معقولة، كما أن دور العرض نفسها تعاني في اواخر الموسم الصيفي من انخفاض ايرادات الافلام المصرية بصورة ملحوظة، وهو ما يؤدي إلي حاجتها الي تجديد دماء ما تعرضه وجذب شريحة جديدة من الجمهور تستمر مع دور العرض لفترة الشتاء.
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 21 سبتمبر 03