شركات التكنولوجيا تطرق أبواب البورصة بحثا عن التوسع

شركات التكنولوجيا تطرق أبواب البورصة بحثا عن التوسع
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 1 يناير 06

أمير حيدر – علاء الطويل:
 
في الوقت الذي يشهد فيه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خطوات متسارعة نحو تحرير العديد من خدماته بنهاية العام الماضي 2005 ، بات ملحوظا اتجاه بعض الشركات العاملة بالقطاع لطرق أبواب أسواق المال المحلية والعالمية، في خطوة اعتبرها العديد من الخبراء دافعا قويا لاجتذاب العديد من الشركات لاتخاذ النهج نفسه .

 
وجاء طرح شركتي ” المصرية للاتصالات ” و ” راية القابضة ” حصصا من أسهمه بأسواق المال خلال العام الماضي، ليجسد حالة الاهتمام القائم بين الشركات العاملة بهذا القطاع، خاصة في ظل التأثيرات المباشرة الناجمة عن تحول هذه الشركات من الطابع المغلق إلي المفتوح ومدي استفادتها مع خوض غمار القطاع المالي.
 
وقال محمد فهمي محلل الاتصالات بشركة ” برايم ” العاملة في مجال الأوراق المالية إنه رغم دخول شركتين فقط تعملان في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سوق المال ، إلا أن هذا يعد مؤشرا واضحا علي الاهتمام المتزايد التي يشهدها القطاع بدخول هذه السوق.

 
وأشار فهمي إلي أن طرح أسهم الشركات في البورصة غالبا ما يستتبعه تعديل هيكلي وإداري، موضحا أنه يتولد اهتمام متزايد بوجود علاقات للمستثمرين للترويج لنشاطات الشركة والبحث عن شركاء جدد من شأنهم زيادة توسعات الشركة محليا وعالميا .

 
وأضاف أن الشركات تستخدم الزيادة في رأسمالها للتوسع في نشاطاتها، وافتتاح مكاتب إقليمية لها في الخارج، مشيرا إلي ما قامت به شركة ” راية القابضة ” مؤخرا من توسعة نشاطاتها وافتتاح أفرع جديدة لها بالمنطقة العربية.

 
وفي هذا السياق سبق أن أكد مدحت خليل رئيس مجلس إدارة راية في تصريحات خاصة لـ” المال ” أن شركته تعتزم افتتاح فرع جديد لها في السودان اعتبارا من عام 2006 ، ليرتفع بذلك عدد أفرعها إلي 6 أفرع في الجزائر والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر والولايات المتحدة الأمريكية .

 
وسبق أن قامت راية في مارس الماضي بتوقيع عقد لشراء %100 من أسهم ” سما ” للتجارة والتوزيع الموزع الرئيسي لأجهزة سامسونج للمحمول في مصر. كما حصلت علي توكيل بيع أجهزة ” ساجيم” و ” آي مات ” للتليفونات المحمولة لتكون الوكيل الوحيد لتوزيع تلك الأجهزة محليا.

 
وأظهرت نتائج أعمال راية المجمعة خلال الشهور التسعة الأولي للعم 2005 نمو صافي أرباح الشركة بمعدل %14، مسجلة صافي ربح قدره 17 مليون جنيه ، مقارنة بنحو 14.98 مليون جنيه عن نفس الفترة من العام 2004 . وتوقع محلل الاتصالات في شركة ” برايم ” التحاق عدد من شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبورصة علي نهج ” المصرية للاتصالات ” و” راية ” بعد شركات المحمول التي بدأت هذا الماراثون متمثلة في ” أوراسكوم تليكوم ” و موبينيل ” و ” فودافون مصر”.

 
وبالفعل اتخذت شركة ” سنترا ” للتكنولوجيا خطوات نحو طرح أسهمها بالبورصة المصرية، وتم قيدها ضمن الجدول غير الرسمي، وتجري بعض عمليات التداول بنظام الاكتتاب المغلق.

 
وقال مقبل فياض العضو المنتدب في شركة ” سنترا ” إن إعلان أي شركة اعتزامها دخول سوق الأوراق المالية يلزمها بتعديل هيكلها المالي من خلال الاستعانة بالمستشار المالي القادر علي توفيق أوضاعها بالتعاون مع كبار المساهمين.

 
ولا تقتصر تأثيرات طرح شركات الاتصالات والتكنولوجيا في البورصة علي عمليات إعادة الهيكلة الخاصة بها، وإنما تمتد إلي عمليات ربحية الشركة ومعدلات الإفصاح .

 
وقال علي سلامة المحاسب المالي في الشركة المصرية للاتصالات إن الشركة اتخذت خطوات فعلية تتعلق بالإفصاح قبل طرح أسهمها بالبورصة ، مشيرا إلي أنها كانت تطلع البورصة بشكل دوري علي تقاريرها السنوية ومشروعاتها القائمة والمستقبلية ، مشيرا إلي أنه رغم ذلك فإن تداول أسهمها يزيد من التزامها بعمليات الإفصاح ، خاصة في ظل الدور الرقابي لأسواق المال المحلية والعالمية .

 
ورأي سلامة أن طرح حصة من أسهم الشركة ليس له علاقة مباشرة بمسألة الربحية، إلا أنه غالبا ما يتحتم علي القائمين علي الشركة ومجلس إداراتها النظر بعين الاعتبار إلي زيادة إيرادات وصافي أرباح الشركة حفاظا علي وضع سهم الشركة واستقراره بالسوق. وشهد ديسمبر الماضي طرح %20 من أسهم المصرية للاتصالات في أسواق المال المحلية والأجنبية.

 
وبجانب التأثيرات السابقة لا يمكن إغفال تأثير عمليات طرح أسهم الاتصالات والتكنولوجيا بأسواق المال علي جاذبية قطاع الاتصالات لدي الكيانات المصرفية لتمويل نشاطاتها.

 
وأكد خبراء مصرفيون أن قطاع الاتصالات بشكل عام يعد من القطاعات الواعدة التي تحظي بجاذبية لدي القطاع المصرفي لتمويلها، خاصة أن هذا القطاع يدخل في إطار الخدمات الأقرب إلي المرافق العامة التي تحقق معدلات ربحية عالية، مشيرين إلي أن تعزيز طرح أسهم الشركات العاملة في هذا القطاع سيعزز من اتجاه البنوك لتمويل لها.
 
وتشير عمليات التمويل التي تمت من قبل البنوك لشركتي المحمول العاملتين حاليا خلال الأشهر القليلة القادمة إلي أن هناك اهتماما من قبل قطاع البنوك لتمويل هذا النوع من النشاط الذي يعد إحدي ركائز عالم الاتصالات في الوقت الحالي.
 
وكانت الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول ” موبينيل ” قد حصلت في أبريل الماضي علي تمويل متوسط الأجل من 3 بنوك كبري هي الأهلي المصري ومصر والتجاري الدولي CIB   مصر، تبلغ قيمته 1.8 مليار جنيه ومدته 8 سنوات وبسعر فائدة %11,5.
 
وتقرر توجيه حصيلة هذا التمويل للتوسعات المستقبلية للشركة وتغطية احتياجاتها العامة وتوسيع شبكتها بشكل يلبي احتياجات العملاء المتزايدة .
 
كما تتجه شركة ” فودافون مصر ” إلي الحصول علي نحو 1.6 مليار جنيه من ثلاثة بنوك هي بنك القاهرة الذي قاد تحالفا من البنوك ضم ” كاليون ” و ” بي ان بي باريبا ” الفرنسيين و “سيتي ” بالإضافة الي ” الوطني للتنمية ” وهو العرض الذي أحرز تقدما نسبيا خلال الفترة الماضية وعرضان آخران لبنك مصر من جهة الذي قاد تحالفا ثانيا مع ” سوسيتيه جنرال ” و” لباركليز ” منفردا منجهة ثالثة .
 
ويعمل في سوق الاتصالات المصرية 71 شركة، باستثمارات تصل إلي نحو 5.9 مليار جنيه، ويعمل بها 5353 فردا ، وذلك حسب إحصاءات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في نهاية أكتوبر الماضي، فيما تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات 1428 شركة، باستثمارات 4.7 مليار جنيه.

جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 1 يناير 06