تتجه بعض الشركات العاملة في صناعة استخراج المعادن إلي تحويل انظارها للعمل في استخراج الذهب والحديد الخام والفوسفات بدلا من الماس الذي لم يستطع مسايرة ارتفاع باقي المعادن النفيسة إلا أن الاتجاه لا يسري علي جميع الشركات التي استمرت في استخراج الماس اعتمادا علي توقعات بزيادة الطلب عليه. فعلي صعيد الطلب علي الماس فإن مبيعاته تراجعت في الولايات المتحدة والذي يمثل %50 من حجم السوق العالمية فقد أعلنت مجموعة دي بيرز العملاقة عن انخفاض في عائداتها بمقدار %3.7 حيث بلغت 5.9 مليار دولار في العام الماضي بالمقارنة بمعظم السلع الأخري فإن أسعار الماس كانت أقل إغراء بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية وذلك وفقاً لتشارلز ويندهام مؤسس موقع polished prices.com المؤشر لأسعار البيع بالجملة لمعدن الماس وخلال العام الحالي كان هذا المؤشر مستقرا وفي الوقت نفسه فإن مؤشر أسواق السلع العام الذي تصدره مؤسسة ستاندرد آند بورز (S & P GSC I ) قد سجل ارتفاعاً كبيراً بمقدار %73.5.. ومن أمثلة توقف شركات التعدين عن استخراج الماس إعادة شركة فليندرز للماس الاسترالية للتعدين مؤخراً بإعادة تقييم مشروعاتها وحددت هدفاً آخر لها هو استخراج الحديد الخام من غرب استراليا والذي ارتفعت أسعاره بشدة بالموازاة مع زيادة الطلب علي الصلب، كما غيرت الشركة اسمها إلي شركة معادن فليندرز لتعكس التغيرات في أنشطتها، ومنذ إعلانها لهذا التحول في شهر ابريل فقد ارتفعت أسعار اسهمها بشكل كبير.
وفي شهر يونيو الماضي قررت شركة سيراليون للماس تغيير اسمها إلي الشركة الافريقية للمعادن بعد أن قررت القيام بعمليات استكشاف واستخراج للمعادن النفيسة والأساسية في انحاء القارة الافريقية كما أنهت شركة بونابارتي للماس الاسترالية مشروعاً لاستخراج الماس في ناميبيا للتركيز بدلا منه علي مشروع للفوسفات هناك.
وقد صرح مايكل وودبورن مدير الشركة بأن العائد الاقتصادي من استخراج الماس لا يحقق جدواه فأسعار الفوسفات وهو مكون أساسي في صناعة الاسمدة قد ارتفعت كثيرا في الفترة الاخيرة.
ويعد توقف بعض الشركات عن العمل في مناجم الماس انقلاباً علي الوضع الذي ساد منذ عدة سنوات مضت، فقد ظهرت إلي الوجود 60 شركة جديدة علي الأقل في مجال استخراج الماس في عام 2001، أما الآن فإن بعض الشركات الجديدة تجد العمل في مجال استخراج الماس بات مكلفاً ولا يوفر العائد الاقتصادي المستهدف وذكر أحد المستشارين في صناعة المعادن والجواهر أنه حتي في حالة العثور علي منجم للماس، فإن الأمر قد يستغرق سبع أو عشر سنوات حتي إنتاجه.. وصرح الرئيس التنفيذي لإحدي الشركات العاملة في صناعة استخراج الماس بجنوب افريقيا بأن التعدين في مجال الماس ينظر إليه باعتباره أسوأ أنواع الرهانات.
وفي يناير الماضي أوقفت شركة تاهيرا للماس الكندية عملياتها لاستخراج الماس وتقدمت بطلب للحماية ضد الإفلاس، وقد أشار أحد الخبراء الاقتصاديين إلي أن صناعة استخراج الماس هي صناعة عالية المخاطر فليس كل منجم للماس يمكن أن يكون ناجحاً.
وعلي الرغم من ذلك فإن عدداً من الشركات الاخري الكبيرة العاملة في مجال استخراج الألماس مازالت مستمرة في هذه الصناعة مثل شركة »BRC « ويراهنون بأن الطلب العالمي الطويل الأجل علي الماس سيكون قويا وأن أسعار الأحجار الكبيرة العالية الجودة قد ارتفعت بشكل سريع، وبدلا من النأي بنفسها عن صناعة الماس قامت شركة »أبير« الكندية بالحصول علي الملكية الكاملة لشركة هاري وينستون للماس وركزت علي مبيعات التجزئة التي تعطي أعلي ربحية، وقد حققت الشركة زيادة بلغت %10 في عائداتها الاجمالية في الربع الأول من العام الحالي بسبب النمو القوي للمبيعات في قارتي آسيا وأوروبا علي الرغم من أن الكميات التي استخرجتها من معدن الماس قد هبطت بنسبة %31.
في الوقت نفسه توقعت شركة »دي بيرز« العملاقة لاستخراج الماس زيادة الطلب من أسواق الصين والهند والشرق الأوسط وافريقيا وروسيا، فقد أدت هذه الأسواق إلي ارتفاع أسعار الماس غير المصقول بمتوسط %8.5 خلال العام الحالي حتي الآن، وزادت »دي بيرز« استثماراتها في افتتاح مشروعات لمناجم ماس جديدة.
ومن جانبها قدمت شركة »ريو تينتو« التي قامت بإنتاج %16 من الإنتاج العالمي من الماس غير المصقول في العام الماضي تقديرات تشير إلي ارتفاع أسعار الماس خلال العام الحالي في استجابة إلي تراجع العرض، كما أعربت عن توقعها بأن يزيد الطلب علي المعروض خلال العقد المقبل.