Loading...

سيناريوهات‮ »‬تفصيل‮« ‬لكبار النجوم

Loading...

سيناريوهات‮ »‬تفصيل‮« ‬لكبار النجوم
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأربعاء, 5 مارس 08

كتب ــ حمادة حماد:
 

ظاهرة جديدة في المجال الفني اسمها »تفصيل السيناريو«.
 
بعض كبار النجوم يلجأون إلي تفصيل سيناريوهات الأفلام تبعاً لمزاجهم الخاص عن طريق كتاب السيناريو الذين تحولوا إلي »ترزية«!!.
 
لكن لماذا يقبل هؤلاء الكتاب علي هذه الظاهرة؟ ولماذا يلجأ إليها كبار النجوم؟ وهل يؤثر ذلك علي المستوي الفني للعمل السينمائي؟
 
السيناريست مدحت يوسف جاءت إجابته قاطعة فقد أعلن معارضته الشديدة لمبدأ تفصيل السيناريو للنجوم مشيراً إلي أن الكاتب عندما يقوم بالتفصيل يصبح مثل »الترزي« وليس سيناريست!! فمن المفترض أن يتجرد الكاتب من كل ما حوله إلا من الشخصية غير الحقيقية التي يتخيلها ويكتب عنها قصته مراعياً في ذلك البعد الاجتماعي والمادي لها.. وبعد أن ينتهي من كتابة السيناريو تماماً يري من هو الفنان المناسب لتأدية الدور بشكل موضوعي وحيادي ودون مجاملات لصديق معين أو فنان كبير فلابد أن يكون الهدف الأول للسيناريست هو فكره وعقله.
 
ويري مدحت يوسف أنه ــ في كثير من الأحيان ــ يكون العمل الذي تم تفصيله ليس علي »مقاس« النجم الذي »فصل« من أجله أي لا يلائمه! ورغم ذلك يقوم بتأديته!! وهذا بالطبع يتسبب في فقد النجم لمصداقيته لدي الجمهور ومن ثم فقد مصداقية العمل الفني بأكمله، موضحاً أنه إذا كان لابد من »التفصيل« للنجوم، فعلي الأقل لابد من مراعاة ملاءمة الدور للنجم.
 
ودلل علي أقواله برد فعل الجمهور من تعليقات ساخرة و»نكت« تقال نتيجة ظهور نجم في سن 65 عاماً تتصارع عليه النساء أو يستطيع هزيمة عصابة بأكملها بمفرده!!
 
ورفضت الناقدة والسيناريست ماجدة خير الله مبدأ تفصيل السيناريوهات واصفة إياها بالظاهرة »شديدة السوء«، ومعتبرة أنها أهم العوامل التي أدت إلي تدهور الفن المصري وتأثيرها علي كل من الفنانين والسينما والمؤلفين والجمهور أيضاً.
 
فهي ظاهرة سيئة بالنسبة للنجم لأنه عندما يتم التأليف »علي مزاجه« تصبح أدواره مرة بعد الأخري متشابهة ويفقد رونقه الفني وجماهيريته ويهبط مستواه، ضاربة مثلاً علي أقوالها بالفنان الكوميدي »محمد هنيدي« الذي تشابهت أدواره الكوميدية كثيراً!! ولكنه لا يدرك أن تفصيل السيناريو له هو السبب في تراجع مستوي الأفلام، ومن ثم تراجع جماهيريته وتراجع الإيرادات.. أما إذا حدث العكس بمعني أن يلون النجم وينوع في أدواره وأدائه فلن يشعر الجمهور بالملل تجاهه.
 
أضافت ماجدة خير الله أن »تفصيل السيناريو« هو ظاهرة سيئة بالنسبة للكتاب أنفسهم لأن من يقوم بالتفصيل لنجم معين غالباً ما يفعل ذلك ليضمن تسويق أعماله والترويج لها، ولكن ذلك لا يصنع دائماً تاريخاً للمؤلف حيث يفقد قوته بمجرد أن ينهي النجم العمل معه سواء لرغبته في تغيير أدواره أو لعثوره علي سيناريوهات تظهر من نجوميته بشكل أفضل.
 
وأوضحت أن السيناريست لابد وأن يكتب بحرية شديدة، وأن تكون لديه قضية أو مشكلة معينة يعبر عنها في السيناريو ثم بعد ذلك يري »المخرج« من هو الأصلح والأنسب للدور في المسلسل أو الفيلم، مشيرة في حديثها إلي المؤلف »وحيد حامد« الذي يصنع أفلاماً دون أن يحدد أبطالها إلا بعد الانتهاء من كتابة العمل تماماً.. كما أشارت ماجدة إلي رغبة كل أبطال السينما حالياً في الظهور في هيئة بطل »الأكشن« الذي يقوم بالجري والضرب ويحمل المدافع والرشاشات.
 
وأطلق السيناريست محمد صفاء عامر علي من يقوم بالتفصيل للنجم مصطلح »ترزي سيناريوهات« موضحاً أن ذلك يعد مخالفاً لقواعد العمل الدرامي التي تنص علي أن يكتب العمل الفني بمواصفات معينة للشخصيات ثم بعد ذلك يتم تحديد الفنان المناسب للدور وليس العكس »بمعني أن نقلب الهرم« وبالتالي مسألة سخيفة!!
 
وأوضح عامر أن السيناريست عندما يكتب وفي ذهنه نجم أو نجمة معينة فإن ذلك يؤثر سلبياً علي العمل الفني الذي يقوم بكتابته حيث سيفتقد إلي التلقائية ويصبح فيه افتعال للمشاهد، إضافة إلي أنه سيؤدي إلي سيطرة النجم علي العمل الفني وذلك أمر مرفوض، كما أن ظاهرة التفصيل للنجوم من شأنها أيضاً أن توثر سلبياً علي النجم نفسه، نظراً لرغبته في كثرة تواجده باستمرار علي الشاشة لأطول فترة ممكنة في المسلسل أو الفيلم مما يجعل الجمهور يشعر بالملل منه، ويري عامر أن كل العوامل السابقة ستؤدي في النهاية إلي عمل فني هابط ومتدن مصنوع خصيصاً لنجم معين مما يؤدي إلي الوقوع في السطحية وعدم التلقائية.
 
وأكد الناقد والسيناريست رفيق الصبان أنه ضد ظاهرة السيناريوهات المفصلة لأنها تفقد عفويتها مما يؤدي إلي فقدان السينما ككل لعفويتها ومصداقيتها، بالإضافة إلي أنها تقيد خيال وإبداع الكاتب.
 
وأوضح الصبان أنه غالباً ما يتم تفصيل هذه السيناريوهات بناء علي تكليف من المنتج للكاتب وذلك ليحصل المنتج علي موافقة النجم للعمل معه، كما يري الصبان أن ظاهرة التفصيل لا تؤثر علي النجم بل علي العكس فهي تجعله يحقق رغبته بتقديم الصورة التي يريدها، ويشير إلي أن الجمهور لا يهتم إذا كان السيناريو مفصلا أم لا، ولكنه يدخل السينما ليري الفيلم وإذا كان جيدا يتقبله وإذا كان غير جيد لا يتقبله.
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأربعاء, 5 مارس 08