جاء إعلان سيتي جروب عن تحقيقها خسائر بقيمة 5.1 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الحالي إلي جانب شطب نحو 16 ملياراً من الديون وتسريح 9 آلاف عامل ليؤكد معاناة المؤسسات المالية من أزمة الائتمان وتباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
وعلي الرغم من هذه الخسارة فقد ارتفعت أسهم »سيتي جروب« في بورصة نيويورك الجمعة بنسبة %45 وسط آمال المستثمرين في قدرة الشركة علي امتصاص رياح الأزمة المالية العاتية وتحركات تجاه خفض التكاليف وتقليص الميزانية العامة لها.
وخالفت نتائج »سيتي جروب« في الربع الأول توقعات خبراء حي المال في »وول ستريت« وأظهرت تراجعاً حاداً في أرباح أنشطة المجموعة التجارية المصرفية وتجارة التجزئة، وهو ما دفع مؤسسة فيتش للتقييم المالي إلي خفض تقديرها الائتماني بمعدل درجة واحدة ليصل إلي »AA- «.
من جانبها أعربت »سيتي جروب« عن تشاؤمها بشأن معدلات الاستهلاك الأمريكي، مشيرة إلي امكانية حدوث مزيد من الخسائر بسبب معاناة المستهلكين الأمريكيين من ضغوط أزمة الائتمان وسداد القروض المفروضة عليهم.
ونقلت صحيفة »فاينانشيال تايمز« البريطانية عن جاري كرتييتدين المدير المالي بالشركة أن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي واستمرار أزمة القطاع العقاري يمكن أن تؤدي إلي مزيد من الخسائر للشركة خلال الفترة المتبقية من العام.
وتشير الصحيفة إلي أن قيام الشركة بتسريح نحو 9 آلاف عامل سيصل بإجمالي عدد العمالة التي تم تسريحها منذ بداية الأزمة إلي أكثر من 13 ألف عامل، مضيفة أن هذه الخطوة ستخفض من خسائر الربع الأول بما قيمته 622 مليون دولار.
من جانبه توقع فيكرام يانديت المدير التنفيذي للشركة القيام بالمزيد من عمليات التسريح للعمالة خلال الأشهر المقبلة كجزء من خطته التي نشرتها »فاينانشيال تايمز« والتي تهدف إلي خفض تكاليف سيتي جروب البالغة 60 مليار دولار بأكثر من %20.
وفي إطار جهود يانديت لتقليل فرص تعرض الشركة للأصول عالية المخاطر، أعلنت »سيتي جروب« أنها أتمت بيع نحو 12 مليار دولار من القروض الممولة بقروض إلي اتحاد من صناديق الاستثمار المباشر يضم صناديق »أيولو« و»تي بي جي« و»بلاك ستون«، إلا أن المدير المالي للشركة أشار إلي أن المزيد من عمليات بيع القروض المملوكة بقروض لن تتم في ظل الانخفاض الحالي للأسعار.
وتشير الإحصائيات إلي أن الديون التي قامت »سيتي جروب« بشطبها تشمل 6 مليارات دولار تتعلق بالرهن العقاري و1.5 مليار دولار خسائر في شركاتها للتأمين علي السندات إلي جانب 1.5 مليار في مزادات الأوراق المالية.
كما أعلنت الشركة ارتفاع تكاليف الائتمان لديها بمقدار 3.1 مليار دولار في نشاطها الاستهلاكي العالمي، واضطرت إلي شطب نحو 200 مليون دولار من ديون صندوق التحوط التابع لها.. وخلال الثلاثة أشهر الماضية لحقت بالشركة خسائر بلغت قيمتها 5.1 مليار دولار أو ما يعادل 1.02 دولار لكل سهم متجاوزة توقعات المحللين بـ 0.96 دولار خسائر للسهم.. وانخفضت عائدات الشركة بنسبة %48 لتصل إلي 13.2 والتي وصلت خلال نفس الفترة من العام الماضي إلي 25.5 مليار، محققة أرباحاً بلغت 5 مليارات دولار عن الفترة ذاتها.
وجاء علي رأس الخاسرين في أنشطة سيتي جروب قسم إدارة الثروات والذي كان يعد جوهرة تاج المؤسسة المالية العملاقة، حيث تراجع هذا النشاط بنسبة %33 متأثراً بأداء صناديق التحوط الداخلية والتي تعرضت لضربات قاسية بسبب أزمة الائتمان.
وعلي الرغم من أن نشاط إدارة الثروات كان يعد ميزة تقاضلية قوية تتميز بها »سيتي جروب« عن غيرها من المؤسسات المالية، حيث كان من المفترض أن يسمح تنوع الأنشطة في هذا القطاع، بتحقيق نتائج مبهرة من خلال تكامل الأنشطة.. فإن هذا القطاع تحول إلي مصدر قلق لـ »سيتي جروب« نتيجة تأثير الأنشطة المتعثرة للشركة علي غيرها من القطاعات.