ارتفعت استثمارات الأبحاث والتطوير لدى جهات الإنفاق الأكثر ابتكاراً في العالم بحوالى 10 في المئة للسنة الثانية على التوالي، وتستمر الاستثمارات في تحقيق معدلات نمو ثابتة، وفق الدراسة التي أجريت عام 2012 على شركات الابتكار الألف الأولى عالمياً.
وقال تقرير حديث لشركة بوز آند كومباني الرائدة في مجال الاستشارات الإدارية إن الدراسة شملت الشركات الألف الأولى في الإنفاق على الأبحاث والتطوير في عام 2011، وخلصت إلى أن الإنفاق على الابتكار وصل إلى 603 مليارات دولار، وهي أعلى نسبة مسجلة حتى الآن، مقارنة بمبلغ 550 مليار دولار في عام 2010.
ويشكل ذلك ارتفاعاً بنسبة 9.6 في المئة بالمقارنة مع عام 2010، وهو يعد السنة الثانية المتتالية من النمو. ويأتي هذا الارتفاع بعد تراجع الإنفاق بنسبة
3.5 في المئة بين عامي 2008 و2009، أي في الفترة التي بلغ فيها الانكماش ذروته.
وقال شادي مجاعص، وهو شريك في شركة بوز آند كومباني، إن: “سابك السعودية” الشركة الوحيدة المتمركزة في منطقة الشرق الأوسط ورد اسمها على قائمة الألف منذ العام 2008.
وبهذه السنة احتلت سابك المرتبة 416 من قائمة الألف الأولى لناحية الابتكار، وهي تُعدّ من أكبر جهات الإنفاق على الأبحاث والتطوير، متفوقة بذلك على العديد من منافسيها في هذا المجال. وتمثّل مرتبتها هذا العام تحسّناً بالمقارنة مع المرتبة التي احتلتها العام الماضي والتي كانت 471.
وبلغ إنفاق “سابك” على الأبحاث والتطوير في عام 2011 ما قيمته 219 مليون دولار، في ارتفاع بنسبة 26 في المئة عن مبلغ 174 مليون دولار المسجّل في عام 2010″.
في الوقت الذي حافظت فيه شركات الكيماويات والطاقة في قائمة شركات الابتكار الألف الأولى عالمياً على مستوى إنفاقها على الأبحاث والتطوير خلال العام. وحافظت “سابك” على نسبة كثافة البحث والتطوير التي بلغت 0.43 في المئة للسنة الثانية على التوالي.
واستطلعت “بوز آند كومباني” أيضاً حوالى 700 من قادة الابتكار في شركات حول العالم لتحديد الشركات التي يعتبرها هؤلاء القادة الأكثر ابتكاراً في العالم. فاحتلت “آبل وغوغل و3M” المراكز الثلاثة الأولى للسنة الثالثة على التوالي. وتؤكد الدراسة أنه من النادر أن تكون الشركات الأكثر ابتكاراً هي الأكثر إنفاقاً. فعند المقارنة مع الشركات العشر الأعلى إنفاقاً على الأبحاث والتطوير، تبين أن الشركات العشر الأكثر ابتكاراً تفوقت عليها في المعايير
المالية الرئيسية، بما في ذلك نمو الإيرادات ونمو الرسملة في السوق والأرباح كنسبة مئوية من الإيرادات.
وقال باري ياروزلسكي، وهو كبير الشركاء في “بوز آند كومباني” والمسؤول العالمي عن قطاع المنتجات والخدمات المصممة، إنه ما من علاقة طويلة الأمد بين المبلغ المنفق على الابتكار والنجاح المالي الشامل لشركة معينة، وهذا يتلاءم مع نتائج الدراسات التي أجريناها في السابق. فلا تكمن الأهمية في المبلغ المنفق، بل في كيفية استثمار أموال الأبحاث والتطوير هذه في الموارد البشرية والعمليات والأدوات”.
وأشار جون لوير، وهو شريك في شركة بوز آند كومباني والمسؤول العالمي عن مجال الابتكار، إلى أن “الإنفاق على الأبحاث والتطوير لا يضمن ارتفاع الأرباح المالية ولا يكفل نجاح الابتكار. والدليل على ذلك أن شركات آبل وغوغل و3M احتلت المراكز 53 و26 و86 تباعاً في الإنفاق على الأبحاث والتطوير بين شركات الابتكار الألف الأولى عالمياً”.
أما النتائج الرئيسية الأخرى لدراسة شركات الابتكار الألف الأولى عالمياً لهذه السنة فهي: إن المجالات الثلاثة الأكثر توظيفاً لاستثمارات الأبحاث والتطوير هي الحواسب والتجهيزات الإلكترونية والصحة والسيارات (28 و21 و16 في المئة تباعاً من الإنفاق الإجمالي لشركات الابتكار الألف الأولى عالمياً).
و يأتي ثلثا الارتفاع البالغ 53 مليار دولار في الإنفاق على الأبحاث والتطوير بين عامي 2010 و2011 من قطاع الحواسيب والتجهيزات الإلكترونية والسيارات والصناعات.
وارتفع إنفاق 75 في المئة من الشركات على الأبحاث والتطوير في عام 2011 مقارنة بالعام الماضي، في حين كانت النسبة 68 في المئة في عام 2010.
ودخلت “أمازون” قائمة الشركات العشر الأكثر ابتكاراً في العالم وأخرجت فيسبوك منها. وللسنة الثالثة على التوالي، تقدمت “سامسونج” في الترتيب (إلى
المركز الرابع مقارنة بالمركز السابع في العام الماضي)، فيما احتلت آبل وغوغل و3M المراكز الثلاثة الأولى للسنة الثالثة على التوالي.
ومن الناحية الإقليمية ارتفع إنفاق الشركات المتمركزة في أمريكا الشمالية على الأبحاث والتطوير بنسبة 9.7 في المئة – وهي نسبة تفوق المعدل العالمي البالغ 9.6 في المئة – بينما ارتفع الإنفاق في أوروبا واليابان بنسب بقيت دون المعدل العالمي وبلغت 5.4 و2.4 في المئة تباعاً.
وزادت الشركات المتمركزة في الهند والصين مجدداً من استثماراتها في الأبحاث والتطوير وبلغت أعلى نسبة في العالم (معدل 27 في المئة)، مع الإشارة إلى أنها تنطلق من قاعدة إنفاق صغيرة نسبياً للأبحاث والتطوير
ولفت رشيد الطيب، وهو مدير أول في بوز آند كومباني، إلى أنه “بالإضافة إلى تحليل اتجاه بيانات الإنفاق على الأبحاث والتطوير، فقد نظرت دراسة هذه السنة في المراحل الأولى للابتكار، لا سيما في الأدوات والعمليات والآليات التي تستخدمها الشركات لتوليد الأفكار، وفي كيفية أخذ هذه الأفكار إلى السوق”.
وأفاد حوالى نصف الشركات المستطلعة أن فاعليتها مقبولة أو هامشية في توليد الأفكار الجديدة وتحويلها إلى منتجات في المستقبل. في الوقت نفسه، أشارت 25 في المئة من الشركات المستطلعة إلى أنها “عالية الفعالية” في توليد الأفكار وتحويلها إلى نتائج مالية ملموسة مثل نمو الإيرادات والرسملة في السوق والعائد قبل احتساب الفائدة والضريبة والإهلاك والاستهلاك كنسبة مئوية من الإيرادات.
وأشارت الشركات نفسها إلى استمرار اعتمادها على الأدوات التقليدية لتوليد الأفكار. وتعتبر الآلية الأكثر شيوعاً بهامش كبير لتطوير الأفكار الجديدة هي الملاحظة المباشرة للعملاء التي احتلت المرتبة الأولى لدى 42 في المئة من المستطلعين.
وجاءت الأبحاث التقليدية للسوق في المرتبة الثانية، مع اعتبار 31 في المئة من المستطلعين أنها واحدة من الآليات الخمس الأولى.
غير أن الشركات في القطاعات الأكثر تركيزاً على المستهلكين، بما في ذلك البرمجيات والإنترنت، والحواسب والتجهيزات الإلكترونية، والسلع الاستهلاكية، فكان اتجاهها مضاعفاً في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي في بحثها عن أفكار جديدة بالمقارنة مع الشركات في القطاعات الصناعية كالسيارات والصناعات والهندسة الجوية والكيماويات والطاقة، حيث بدت هذه الطرق أقل فاعلية.
وقال ريتشارد هولمان، وهو شريك في بوز آند كومباني، إن اعتماد الشركات على المصادر التقليدية للخروج بغالبية الأفكار الجديدة، رغم التركيز الكبير في الأعوام الأخيرة على عمليات الابتكار الأكثر انفتاحاً، هو من أهم الاكتشافات التي وردت في دراسة هذه السنة. فالنتيجة الرئيسية للشركات هي أن المبتكرين الأكثر نجاحاً في جميع القطاعات يعتمدون ممارسات توليد الأفكار بحيث تتلاءم واستراتيجيات الابتكار لديهم”.
ويرتكز التحليل برمته على آخر البيانات المالية السنوية الصادرة اعتباراً من 30 يونيو 2012. وجرى استثناء الشركات التابعة حيث تمتلك شركة أم واحدة أكثر من 50 في المئة من أسهمها في حال تضمينها في البيانات المالية للشركة الأم. وقد اعتُمد النهج نفسه في الدراسات المماثلة التي أُجريت في السنوات السبع السابقة.
وحللت “بوز آند كومباني” المقاييس المالية الرئيسية لكل من الشركات الألف خلال العقد الماضي- بما في ذلك المبيعات، والأرباح الإجمالية، والأرباح التشغيلية، والأرباح الصافية، ونفقات الأبحاث والتطوير، والرسملة في السوق. وجرى تحويل أرقام المبيعات ونفقات الأبحاث والتطوير المسجلة قبل عام 2011 إلى الدولار الأمريكي وفقاً لمتوسط أسعار صرفه في عام 2011.
وجرى ترميز كل شركة في واحد من تسعة قطاعات (أو “آخر”) وفق تسميات “بلومبورج” القطاعية وفي واحدة من خمس مناطق، على النحو الذي يحدده موقع مقر الشركة المعنية.
ولإتاحة إجراء مقارنات مجدية بين القطاعات، عمدت “بوز آند كومباني” إلى جدولة مستويات الإنفاق على الأبحاث والتطوير ومقاييس الأداء المالي لكل شركة مقابل القيم الوسطية المسجلة في القطاع ذات الصلة.
وتم جمع أرقام عائدات المساهمين الإجمالية وتعديلها لتعكس عائدات المساهمين الإجمالية لكل شركة في سوقها المحلية وللسيطرة على تقلبات أداء السوق المحلية.
وأجرت “بوز آند كومباني” استطلاعًا منفصلاً عبر الإنترنت شمل نحو 700 من قادة الابتكار في شركات من حول العالم، بهدف استكشاف الطريقة التي تستخدم بها الشركات مختلف الأدوات والعمليات والآليات والشبكات في المراحل النهائية من الابتكار، نظراً إلى ارتباطها بنجاح الابتكار والأداء المالي
“بوز آند كومباني” هي من أهم الشركات العالمية الرائدة في مجالات الاستشارات الإدارية، تتخصص في خدمة وتطوير البرامج الاستراتيجية للإدارة العليا في كبرى الشركات والمؤسسات العالمية الرائدة.
أسّس الشركة إدوين بوز، وهو أول من أطلق مهنة الاستشارات الإدارية عندما أنشأ أول مؤسسة للاستشارات الإدارية في شيكاغو في عام 1914. وتعمل اليوم على مستوى العالم ككل، وتضمّ الشركة أكثر من 3000 خبير ومهني منتشرين في 58 مكتباً حول العالم.