بسمة حسن
أكد منظمو الرحلات الايطالية أن سمة السائح »مقرر السفر« تغيرت إثر تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية ، حيث أصبح السائح أكثر تدقيقاً في انفاقه، وبات السائح يحجز رحلته في اللحظة الأخيرة، مما دعا عدة شركات إلي توقع انخفاضات بنسب قد تصل إلي %30 لكن الحجوزات الفعلية التي قام بها السائحون خلال الفترة الماضية إلي مصر تشير إلي أن هذه الانخفاضات لم تتعد نسبتها %15 حققها سائح اللحظة الأخيرة
كما أشارت غالبية الشركات الايطالية المشاركة ببورصة ميلانو السياحية إلي أن رغبة السفر لدي السائح الايطالي إلي مصر موجودة بقوة، حيث إن البحر الأحمر والرحلات النيلية لا تزال متصدرة للمقاصد التي يتجه إليها السائح في إيطاليا، وإنه في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة يميل غالبية السائحين إلي تقليص فترات الزيارة للمقاصد الدولية.
![]() |
زهير جرانة
|
فيما أكد خبراء السياحة المصرية ما أكده منظمو الرحلات الايطالية وأشاروا إلي أن حجوزات السائحين خلال الفترة المقبلة تظهر أن طبيعة السائح الأوروبي بصفة عامة تغيرت نتيجة للتغيرات الاقتصادية علي خلفية الأزمة العالمية وبات السائح يقرر حجز رحلته في وقت متأخر دائما متوقعين أن تشهد الفترة الحالية حجوزات متأخرة للغاية قد تصل إلي يوم واحد قبل قيام السائح بسفره.
من جانبه أكد أحمد النحاس رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية أن الصورة الحالية لم تكن قاتمة إلي حد التشاؤم علي خلفية تداعيات الأزمة العالمية وحادث التفجير الارهابي الذي شهده المشهد الحسيني خاصة ان هناك حركة سياحية عالمية دائمة »في اخر لحظة« موضحا ان مقرري السفر سيتخذون قرار سفرهم في آخر وقت وذلك نتيجة عدم تأكدهم من الاستمرار في العمل في ظل قرارات متخذة من أصحاب العمل ببلادهم بتسريح العمالة الزائدة ترشيداً للنفقات خلال فترة الأزمة إلي جانب أن سلوك السائح الأوروبي والأمريكي تغير سلوكه في اختيار المقصد المتجه إليه لقضاء عطلاته السياحية التي تعتمد في الأساس علي أفضل العروض السعرية وأقرب الدول مسافة.
وطالب النحاس بالعمل خلال الفترة المقبلة علي جذب سائحي اللحظة الأخيرة وهو المقرر لسفره في آخر وقت، خاصة أن هناك تأكيدات من قبل منظمي الرحلات الأجنبية بوجود انخفاض في الحركة السياحية العالمية بما يترواح بين 15 و %30
من جهته أكد حسام الشاعر رئيس غرفة الشركات ووكالات السفر السياحية بالبحر الأحمر أن هناك تأكيدات من قبل منظمي الرحلات الأجنبية علي وجود طلب علي البرنامج السياحي، خاصة في أعياد الربيع والموسم الشتوي المقبلين وهو ما يوضح أن الصورة المستقبلية للحركة السياحية الوافدة إلي مصر مبشرة في ظل قوة تنافسية المقصد المصري ضمن المقاصد الأخري الكبيرة.
وقال الشاعر إن هناك بعض الأسواق تضع مصر آمالاً في الحركة الوافدة منها ومنها الأسواق الألمانية والايطالية والاسبانية والفرنسية خاصة أن هذه الأسواق تصدرت قائمة أولي الأسواق المصدرة للسياحة إلي مصر.
وطالب الوزارات المعنية بتكثيف جهودها واجراءاتها التحفزية لجذب الحركة السياحية الوافدة إلي مصر خاصة بعد الحادث الارهابي الأخير في ظل أن هناك خطرا آخر يواجه المقصد السياحي المصري وهو اتجاه عدد من الدول المجاورة والمنافسة مثل تركيا وتونس واسبانيا إلي تخفيض أسعار برامجها السياحية بنسبة %50 خلال الموسم السياحي الصيفي المقبل وهو ما يدعو الي تكاتف القطاعين العام و الخاص لمواجهة ما تقوم به هذه الدول من اجراءات لجذب الحركة السياحية الوافدة اليها عبر فتح المجال أمام انشاء شركات طيران خاصة، وإلغاء تأشيرة الدخول لمصر ورسوم المغادرة، مع الاستمرار في برامج دعم الطيران العارض خاصة أن منظمي رحلات الشارتر سيقومون بزيادة رحلاتهم المباشرة المتجهة إلي مناطق مرسي علم وأسوان ومرسي مطروح والاسكندرية وذلك للاستفادة من الدعم الخاص ببرنامج تحفيز الطيران العارض المتجه للمطارات المصرية الذي أعلنت عنه وزارة السياحة برئاسة زهير جرانة مؤخراً.
وأضاف أن العام الماضي شهد نجاحا سياحيا غير مسبوق للمقصد المصري الذي يرجع إلي عدة عوامل أهمها جودة وتنوع المنتج المصري وتوافر الجانب الثقافي الذي يجذب الجنسيات التي تفضل هذا المنتج، ومنها الجنسيات الانجليزية والفرنسية وهو ما تنفرد به مصر عن باقي المقاصد السياحية الأخري، بالإضافة إلي السياحة الترفيهية والصحراوية والجولف والمؤتمرات مشيرا إلي أن تنشيط سياحة الاقامة في مصر وطرح وحدات سياحية مناسبة سعريا مقارنة بأسعار الدول الأجنبية الأخري تسبب في زيادة القوي الشرائية للأجانب خاصة الألمان والايطاليين والبلجيك والانجليز والروس لتملك بيوت لهم في مصر بهدف قضاء الاجازات والعطلات السياحية بها في الساحل الشمالي والغردقة، وهو ما يدعي إلي الاهتمام بالمحافظة علي هذه المكانة الموضوعة للمقصد السياحي المصري.
وأضاف انه طبقا لتأكيدات وتوقعات منظمي الرحلات الأجنبية والتي تشير إلي أهمية مقرري السفر في اللحظة الأخيرة فإن العاملين بالقطاع السياحي المصري عليهم توجيه بوصلة اهتمامهم لجذب هذا السائح في ظل طرح برامج سياحية مختلفة عليهم، إلي جانب طرح أسعار مختلفة ومناسبة لهم خاصة، وأنهم يمنحون الأفضلية في مقاصدهم السياحية التي تقدم أسعارا مناسبة لهم في ظل الظروف الراهنة.