استبعد الدكتور أحمد سعد رئيس هيئة سوق المال أن يكون التداول الإلكتروني بديلا لشركات السمسرة لأن التعاملات التي تجري بهذا النظام تتم من خلال هذه الشركات، وأكد أنه تم اكتشاف حالات تلاعب من جانب عملاء التداول الإلكتروني في الفترة الأخيرة، منها توجه أحد العملاء لوضع عروض شراء وهمية بهدف رفع سعر السهم ليعرض العميل اسهمه للبيع بأسعار مرتفعة مؤكدا أن هناك دوراً رقابياً مزدوجاً علي عملاء التداول عبر الإنترنت، يتم من خلال شركة السمسرة في حالة وضع أوامر بيع أو شراء كبيرة، حيث تقوم الشركة بمراجعة العميل للتأكد من صحة العرض أو الطلب، كما تقوم الهيئة من جهتها بمراجعة حسابات العميل. وأشار إلي أنه إذا تم اكتشاف تلاعب يتم شطب كود العميل ولا يستطيع التعامل مع سوق المال مرة أخري.
وأكد محمد عبد السلام رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مصر للمقاصة والقيد المركزي أن نظام التداول الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت يخطو خطوات سريعة، مشيرا إلي احتلال مصر حاليا المرتبة الأولي من حيث التقدم التكنولوجي مقارنة بجميع الأسواق العربية المجاورة.
أوضح عبد السلام خلال الجلسة التي حملت عنوان »التداول الإلكتروني إلي أين« بحضور هشام توفيق الرئيس التنفيذي لشركة »عربية أون لاين« ورأسها د. أحمد سعد رئيس هيئة سوق المال »إن التداول عبر الإنترنت هو أحد الأساليب الجديدة التي تم استخدامه في الأسواق الأوروبية والأمريكية، وأضاف سيولة عالية نظرا لإقبال الكثير من العملاء عليه مما دفع القائمين علي المنظومة للاستعانة بهذه التقنية وتطبيقها في مصر خاصة أنها تحد من مخاطر السوق التي يتعرض لها العملاء التقليديون المتعاملون مع سوق الأوراق المالية من خلال السماسرة وأوامر البيع والشراء سواء كانت الموقعة في الشركة أو المرسلة عبر الفاكس، وكذلك ما يعانيه العميل من متابعة الأسعار عبر الهاتف وصعوبة الوصول إلي شركات الوساطة أثناء جلسة التداول.
وحول مقارنة نظام التداول الالكتروني عبر الإنترنت بنظام التداول التقليدي من خلال شركة السمسرة، قال رئيس شركة مصر للمقاصة إن الأول يتميز بسهولة اتخاذ القرار الاستثماري الصائب وتنفيذه حيث يتم تقديم الدراسات والأخبار والتحليلات عبر نظام التداول أون لاين، بالإضافة إلي أسعار البيع والشراء لحظيا بينما يجد المستثمر التقليدي العديد من الصعوبات لاتخاذ القرار السليم من وجهة نظره، أهمها صعوبة ومحدودية الوسائل المتاحة لانتقال الأوامر من المستثمر إلي السمسار، لاسيما صعوبة إمداد العميل بالمعلومات والبيانات التي تتغير لحظياً أثناء الجلسة.
كما يتسم التداول الالكتروني بنظام تأمين عالٍ يحمي تعاملات العميل خاصة في ظل السعي إلي اضافة آلية لتوقيع التعاملات من خلال الكروت الذكية تحمل توقيع العميل إلكترونيا.
وأضاف عبد السلام أن هذا النظام يسهل من اجراءات التداول لحظيا ومن ثم توسيع قاعدة المستثمرين لدي شركات الوساطة وسرعة التكيف مع متطلبات السوق والآليات الجديدة التي يتم تطبيقها، اضافة إلي وجود ادارة مركزية لشبكة المعلومات مما يوفر الوقت والجهد علي شركات الوساطة وييسر عملية الربط مع جهات سوق المال والمراكز الاحتياطية لها كما أنه يتيح للعميل متابعة استثماراته من أي مكان سواء في مصر أو أي دولة في العالم وهو ما يقلل تكاليف الاتصال.
وأشار رئيس شركة مصر للمقاصة إلي أن خصائص نضام التداول الإلكتروني عبر الانترنت تتمثل في القدرة علي تسجيل وتنفيذ وإدارة أوامر المستثمر مباشرة واستخدام نظام واحد لإدارة جميع العمليات والبيانات، علاوة علي إدارة محافظ الأوراق المالية للعملاء بطريقة أكثر كفاءة وفاعلية وتنفيذ المدفوعات النقدية من وإلي شركة السمسرة عبر الإنترنت، بالاضافة إلي القدرة علي تنفيذ عمليات التداول في أسواق مختلفة والتداول في أدوات مالية متعددة وبقواعد تداول وتسوية مختلفة.
من جانبه شدد هشام توفيق الرئيس التنفيذي لشركة العربية أون لاين علي ضرورة الفصل بين نظام الـE trade والـOn line trading حيث يقوم الأول علي ربط أوامر العملاء بقاعدة البيانات في إدارة البورصة وشركة مصر للمقاصة، أما الـOn line trading فهو ربط حساب العملاء واستخدامهم نظام البيع والشراء عبر شبكة الانترنت.
وأشار توفيق إلي أن اهم عيوب نظام التداول الالكتروني عبر الانترنت تتمثل في انقطاع الخدمة بسبب حدوث خلل في برنامج التداول أو خطوط الربط والاعطال التي قد تحدث في البورصة أو مصر للمقاصة، مؤكدا أن حجم الأعطال انخفض بنسبة %10 منذ إطلاق الخدمة شهر يوليو الماضي.
وأوضح أن اهم تحديات الخدمة حاليا يتمثل في العملية الترويجية والتي بجب أن تتضافر فيها جميع الجهود سواء كانت الهيئة العامة لسوق المال أو شركات تداول الأوراق المالية لتنظيم دورات تدريبية وحملات توعية للعملاء تركز علي أهمية التداول الالكتروني ومميزاته حتي تتسع قاعدة العملاء.
وأضاف رئيس شركة »عربية أون لاين«، أولي الشركات التي مارست نشاط التداول الالكتروني، أنه يتم حاليا التفاوض مع عدد من البنوك لتخصيص أجهزة أشبه بماكينات الصرف الآلي تتيح للعملاء، خاصة القاطنين منهم في مناطق نائية يصعب تقديم خدمة الانترنت فائق السرعة بها التعامل مع شركات السمسرة لتعميم خدمة التداول الالكتروني علي مستوي الجمهورية.