رعاية الشركات تحدد بوصلة المهرجانات السينمائية

رعاية الشركات تحدد بوصلة المهرجانات السينمائية
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 4 ديسمبر 05

أيمن عبد الحفيظ:
 
يشهد الوطن العربي مهرجانين سينمائيين دوليين من العيار الثقيل خلال 20 يوماً بدأت الثلاثاء الماضي، انطلق أولهما وهو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته التاسعة والعشرين، ويليه مباشرة مهرجان دبي الذي ينظم في الفترة ما بين 11 و 17 ديسمبر.

 
 ويزعم القائمون علي تنظيم مهرجان القاهرة وعلي رأسهم شريف الشوباشي رئيس المهرجان ان دورة هذا العام ستشهد تغييراً من حيث الشكل العام للمهرجان، فيما تتسارع وتيرة الاعداد في مهرجان دبي سعياً للوصول به الي مصاف اكبر المهرجانات الدولية.
 
ولأول مرة في تاريخه يتضمن المهرجان احتفالات شعبية وثقافية وسياحية متزامنة معه بالاضافة الي اصدار العديد من المطبوعات عن مصر، واطلاق صواريخ في سماء القاهرة، وسيارات تطوف الشوارع تحمل اقنعة لفناني وروراد السينما المصرية مع موسيقات للجيش والشرطة،  واضاءة تماثيل القاهرة ومعالمها السياحية بأحدث تقنيات العرض عالية الجودة.
 
ورغم بدء الاستعداد لمهرجان القاهرة منذ انتهاء الدورة الماضية الا ان التخبط والغاءات ما قبل الافتتاح وتغيير مواعيد العروض في اللحظة الاخيرة هي سمة المهرجان كعادته، في الوقت الذي يضع فيه مسئولو مهرجان دبي مسألة سحب البساط من تحت اقدام «القاهرة» نصب اعينهم، حتي لو نفوا ذلك ولجأوا العام الماضي الي تدشين المهرجان من القاهرة.
 
يمثل مصر  في المهرجان الذي تحتضنه القاهرة فيلم «ليلة سقوط بغداد» بعد تعذر مشاركة عدد من الافلام الاخري من بينها «دم الغزال» للكاتب وحيد حامد واخراج سمير سيف، وفيلم «دنيا» للمخرجة جوسلين صعب، و«كلام في الحب» للمخرج علي ادريس، و«منتهي اللذة» للمخرجة منال الصيفي ويعزي السبب الرئيسي وراء تعذر مشاركة ثلاثة من هذه الافلام الي عدم الانتهاء منها في الوقت المحدد، بينما تعذرت مشاركة فيلم «دنيا» لأن الفيلم شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان مونتريال في اغسطس الماضي، وبالتالي لا يحق له العرض في المسابقة الرسمية بالقاهرة.
 
 اختارت ادارة مهرجان القاهرة جمهورية الصين الشعبية ضيف شرف الدورة الجديدة، ومن اهم ملامح المهرجان هذا العام هو تضمنها تظاهرة فنية بعنوان «السينما ضد الارهاب».
 
وتنظم علي هامش المهرجان مائدة مستديرة حول مشكلة الانتاج في مصر، فنجد في منطقة الشرق الاوسط يتم سنوياً انتاج نحو 700 فيلم من مختلف الاحجام والانواع لكن المستثمرين لا يقبلون علي الانتاج في مصر بسبب ثقل المعاملات وارتفاع سعر الضريبة مقارنة ببلدان اخري مثل لبنان.
 
وستناقش الندوة الرئيسية للمهرجان قضية هروب السينما العالمية من التصوير في مصر لصالح عدد كبير من الدول المجاورة مثل المغرب وتونس والاردن، وتحاول الندوة القاء الضوء علي اسباب تلك الظاهرة وايجاد حلول عملية لها. وإذا كانت شركة مصر للطيران والنساجون الشرقيون و Hp والبنك العربي الافريقي الدولي هم رعاة مهرجان القاهرة في الدورة الحالية، نجد علي الجانب الآخر شركة اتصالات وطيران الامارات و«سوق دبي الحرة» و «دبي للعقارات» و«مدينة جميرا» هم الرعاة الرئيسيون لمهرجان دبي.
 
وأكد نيل ستيفنسون، المدير والرئيس التنفيذي للمهرجان في تصريحات صحفية ان الدعم الكبير الذي توليه الجهات الخمس الراعية للمهرجان سيكون له اثر بالغ في انجاح هذا الحدث وتعزيز المكانة المرموقة التي وصلت اليها دولة الامارات علي ساحة العمل الثقافي والابداعي العالمية.
 
وقد حقق المهرجان، نمواً كبيراً مقارنة بدورته الافتتاحية عام 2004 إذ يزيد عدد الافلام المشاركة في الدورة الحالية علي التي شاركت في الدورة الماضية بنحو %30 كما من المتوقع ان يحظي المهرجان هذا العام بمشاركة عدد اكبر من مشاهير الفن السابع في امريكا واوروبا وآسيا والعالم العربي.
 
وقال ستيفنسون : «لقد اشتهرت دبي ودولة الامارات عموماً بحرصها الدائم علي تقديم الافضل والارقي في مختلف المجالات، مما مهد الطريق لتعاوننا مع ابرز واكبر الشركات في الدولة. ونحن فخورون بهذا التعاون، الذي ينبع من رؤيتنا المستقبلية المشتركة».
 
ولفت محمد حسن عمران، رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة «اتصالات» الي الدور البارز الذي تسهم به «اتصالات» من اجل انجاح هذا الحدث، وذلك انطلاقاً من حرصها الدائم علي المشاركة في النشاطات التي تسهم في تعزيز مكانة دولة الامارات اقليمياً ودولياً.
 
وقال محمد حسن عمران رئيس شركة اتصالات: «نحن فخورون بأن اتيحت لنا فرصة للمساهمة بشكل اكبر في تنظيم هذا المهرجان في دولة الامارات، وذلك انطلاقاً من ايماننا برسالة المهرجان المتمثلة في مد جسور التواصل الثقافي بين الشرق والغرب كما يسعدنا ان نقدم الدعم لهذا الحدث الهام الذي سيسهم في تعزيز فهم دول العالم لطبيعة المنطقة العربية، فضلاً عن انه يتيح لنا استعراض الثروة الثقافية الكبيرة التي تتمتع بها دولة الامارات.
 
وقال ماكلوغلين مدير عام سوق دبي الحرة : «تأتي رعايتنا للمهرجان السينمائي الدولي في اطار رؤيتنا المشتركة والمكانة المرموقة التي نتمتع بها عالمياً، فضلاً عن قدرتنا علي تغيير المفاهيم المسبقة وفتح مجالات جديدة للتواصل في المنطقة ويسعدنا كثيراً أن نشارك في رعاية الدورة الثانية من هذا المهرجان السينمائي الكبير».
 
وأكد غيث الغيث، نائب مدير الشئون التجارية في «طيران الامارات» علي ثقة الشركة أن الشراكة بين طيران الامارات ومهرجان دبي السينمائي الدولي ستعود بفائدة كبيرة علي الطرفين، كما انهما يشتركان في هدفهما المتمثل في فتح قنوات التواصل بين دبي والعالم «ونحن سعداء بتجديد هذه الشراكة مع المهرجان بعد النجاح الكبير الذي حققناه العام الفائت».
 
ويتميز برنامج «مهرجان دبي السينمائي الدولي 2005» بزيادة عدد الافلام المشاركة هذا العام بنحو %30 مقارنة ببرنامج الدورة السابقة، كما ستتضمن الدورة الحالية افلاماً حائزة علي جوائز عديدة في اشهر المهرجانات الدولية، مثل «كان» و«برلين» و«تورونتو» و«لندن» و«صندانس»، الي جانب العديد من الافلام المرشحة للتنافس ضمن جوائز «الاوسكار» العالمية القادمة.
 
واوضح نيل ستيفنسون، المدير والرئيس التنفيذي للمهرجان، قائلاً إن هذا التنوع العالمي في الافلام المشاركة يمثل خطوة هامة نحو تحقيق الهدف الرئيسي للمهرجان والمتمثل في «مد جسور التواصل الثقافي» بين الشعوب.
 
وقال ستيفنسون : «يعمل مهرجان دبي السينمائي الدولي علي مد جسور التواصل باتجاهين، اذ يستضيف في دبي افضل ما انتجته السينما العالمية ويهدي للعالم خلاصة الانتاج السينمائي العربي في آن معاً، وتعكس باقة البرامج الخاصة بأفريقيا وآسيا وأوروبا، فضلاً عن البرنامجين المخصصين للسينما العربية، التزامنا التام بمد هذه الجسور عن طريق الفن السابع».
 
واضاف ستيفنسون : «تعد السينما لغة عالمية للتثقيف والتنوير، وليس التسلية فقط، ويستفيد برنامج الدورة الثانية من تجربة دورة العام الماضي، إذ يأخذ في اعتباره جميع هذه الجوانب بشكل يعكس المتغيرات التي يشهدها عالمنا اليوم».
 
وتشمل قائمة الافلام الستة التي سيتم عرضها عالمياً لأول مرة فيلم «البحث عن الضحك في العالم الاسلامي»، وفيلماً وثائقياً حول الحرب بعنوان «كوسوفو : يد الصداقة»، والفيلم الهندي «رقصة الحب»، والفيلم الدرامي السريلانكي «من التراب» الذي تم تصويره عقب كارثة تسونامي، والفيلم الفلسطيني القصير «اغنية ياسمين» ، بالاضافة الي الفيلم الوثائقي الاماراتي «تحت شمس الصحراء»، والذي يتناول الحياة البرية في العالم العربي.
 
وكشف منظمو المهرجان ايضاً عن العروض الرئيسية الستة للمهرجان الذي سيفتتح عروضه في تمام الساعة 8 مساء من يوم 11 ديسمبر 2005 مع الفيلم الدرامي الفلسطيني «الجنة الآن» الحائز علي جوائز عديدة، يليه الفيلم الهندي – الكندي «الماء»، وفيلم «الطفل» ، الحائز علي جائزة السعفة الذهبية في مهرجان «كان»، وفيلم التشويق الامريكي الجديد «أديسون»، والفيلم الافريقي الرائع «كارمن في إيخايلتشا»، وسيكون ختام العروض الرئيسية مع الكوميديا الراقصة «قصة الضفة الغربية»، والدراما الفرنسية المؤثرة «عيد ميلاد سعيد» ويقع كل من هذه العروض الرئيسية ضمن واحد من برامج المهرجان.
 
واشار ستيفنسون الي ان الحضور المميز لكوكبة من ألمع مشاهير السينما العالمية في مهرجان دبي السينمائي الدولي يعكس الثقة الكبيرة التي يحظي بها هذا الحدث الهام علي المستوي الدولي ويأتي في مقدمة ضيوف المهرجان، الممثل الامريكي الشهير «مورغان فريمان»، الحائز علي عدة جوائز اوسكار والذي يستضيفه المهرجان للمرة الثانية، والمنتج الهندي الكبير «ياشا تشابورا»، والنجم المصري «عادل امام».
 
وتضم قائمة الضيوف المتميزين في المهرجان، نجوم مصر «نور الشريف» و«يسرا» و«حنان ترك» و«مني زكي» والنجمة التونسية «هند صبري» و نجم موسيقي الراي الجزائري – الفرنسي «فوديل»، والمخرج اليوناني «كونستانتين كوستا – جافراس» ، والمخرج البريطاني «مايكل كاتون» جونز»، والممثلين الامريكيين «ألبرت برووكس» و«ديلان ماكديرموت» و«جون تيني»، والممثل البريطاني «هيو دانسي»، والنجمين الهنديين «جون ابراهام» و«ليزا راي»، والموسيقي العالمي بوب جيلدوف ومن المتوقع ان يؤكد نجوم آخرون حضورهم خلال الايام القادمة، بعد انهاء اجراءات سفرهم.
 
ويتضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الحالية  12 برنامجاً رئيسياً يعرض من خلالها مزيج فني بين الافلام القصيرة والروائية الطويلة تشترك في مجملها في فكرة واحدة وهي ضرورة الحوار بين البشر والاطلاع علي حضارات وفكر الآخرين بما يساهم في تحقيق الرفاهية الانسانية، حيث اضاف المهرجان في دورته الحالية 5 برامج جديدة من اجل ترسيخ الفكرة ذاتها.
 
اختار مهرجان دبي السينمائي الدولي 6 افلام وثائقية لعرضها ضمن برنامج «الافلام الوثائقية» ومن ابرز هذه الافلام فيلم «كيران يحلق  فوق منغوليا» الذي يروي قصة شاب من كازخستان يختار السير علي خطي جده وتحقيق حلمه في صيد وتدريب نسره الخاص، حيث يتعلم ذلك فعلاً علي يد مدرب نسور منغولي يدعي خيرت خان، والذي يلقنه ايضاً عادات وتقاليد شعبه.
 
كما يعرض 9 افلام من الهند وباكستان وسيريلانكا وبنجلاديش من ابرزها الفيلم الهندي «لم اقتل غاندي».
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 4 ديسمبر 05