تسارعت وتيرة دعم الشركات الصينية، بدءًا من مصنعي الرقائق وحتى مزودي الخدمات السحابية، لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ DeepSeek، مما دفع المحللين إلى وصف ذلك بـ”لحظة فارقة” لصناعة التقنية في الصين.
شركتا “مور ثريدز” و”هيغون إنفورميشن تكنولوجي”، اللتان تعملان على تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي وتتنافسان مع “نفيديا”، أعلنتا يوم الاثنين أن مجموعات الحوسبة ومسرعاتها ستدعم نماذج DeepSeek R1 وV3. وأشادت “مور ثريدز” عبر منشور على منصة “وي تشات” بنجاحات DeepSeek، مؤكدة أن استخدام وحدات معالجة الرسوميات (GPU) المحلية يمكن أن “يشعل حماس” صناعة الذكاء الاصطناعي في الصينن وفقا لرويترز.
من جانبها، كشفت “هواوي تكنولوجيز” يوم السبت عن تعاونها مع شركة “سيليكون فلو” الناشئة في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بهدف توفير نماذج DeepSeek لعملائها عبر خدمات السحابة الخاصة بـ Ascend. وأكدت “هواوي” أن أداء هذه النماذج يضاهي تلك التي تعتمد على رقائق عالمية متقدمة.
وصف محللو “برنستين” هذا التطور بأنه “لحظة فارقة”، مشيرين إلى أن نجاح DeepSeek يُثبت إمكانية تشغيل نماذج لغوية كبيرة (LLM) بشكل تنافسي باستخدام الرقائق الصينية “الجيدة بما يكفي”، مما يُقلل الاعتماد على الأجهزة الأمريكية المتطورة. ولفتوا إلى أن هذه النماذج يمكن أن تعمل بكفاءة على رقائق Ascend ورقائق مستقبلية من “كامبريكون” و”هيغون”.
شركات تقنية عملاقة مثل “علي بابا”، و”بايدو”، و”تينسنت” أعلنت هي الأخرى عن توفير نماذج DeepSeek عبر خدمات السحابة الخاصة بها، مما يعزز انتشار هذه التكنولوجيا الجديدة.
في الشهر الماضي، أطلقت DeepSeek مساعدًا ذكاءً اصطناعيًا مجانيًا، تقول الشركة إنه يستهلك بيانات أقل ويعمل بتكلفة أقل بكثير مقارنة بالخدمات الحالية. وخلال أيام قليلة، تجاوز تطبيق الشركة منافسه الأمريكي ChatGPT في عدد مرات التنزيل من متجر “أبل”، مما أثار موجة بيع واسعة لأسهم شركات التكنولوجيا العالمية.
وكانت DeepSeek قد لفتت الأنظار في ديسمبر الماضي من خلال ورقة بحثية أظهرت أن تدريب نموذجها DeepSeek-V3 تطلب أقل من 6 ملايين دولار من طاقة الحوسبة باستخدام رقائق “نفيديا H800″، مقارنة بمليارات الدولارات التي أنفقتها شركات مثل “ميتا” و”مايكروسوفت” على مشاريع مماثلة.
نجاح DeepSeek حظي بإشادة كبيرة داخل الصين، حيث أصبحت الشركة الناشئة، التي تتخذ من مدينة هانغتشو مقرًا لها، ومؤسسها ليانغ وينفنغ، رموزًا ثقافية وشخصيات شهيرة في عالم التقنية.
وفي الوقت نفسه، بدأت شركات مثل “مايكروسوفت” و”أمازون” توفير نماذج DeepSeek عبر خدماتها السحابية، بينما أبدت بعض الدول، مثل إيطاليا وهولندا، قلقها بشأن الخصوصية، مما دفعها إلى حظر أو التحقيق في تطبيق الذكاء الاصطناعي الخاص بـ DeepSeek.