ربحية عز الدخيلة تحت رحمة الحرب التجارية العالمية

 منى عبدالباري: حزمة من العوامل تجمعت لترسم صورة سلبية للمؤشرات المالية لحديد عز الدخيلة العام الحالى، عززها تراجع الأداء فى النصف الأخير من 2018، على خلفية انخفاض سعر بيع الطن 500 جنيه، وفترة توقف الإنتاج بسبب الصيانة والعمرات والحروب التجارية، ورسوم الإغراق التى ضغطت على أسعار الحديد عالمي

ربحية عز الدخيلة تحت رحمة الحرب التجارية العالمية
جريدة المال

المال - خاص

10:44 ص, الأحد, 17 فبراير 19

 منى عبدالباري:
حزمة من العوامل تجمعت لترسم صورة سلبية للمؤشرات المالية لحديد عز الدخيلة العام الحالى، عززها تراجع الأداء فى النصف الأخير من 2018، على خلفية انخفاض سعر بيع الطن 500 جنيه، وفترة توقف الإنتاج بسبب الصيانة والعمرات والحروب التجارية، ورسوم الإغراق التى ضغطت على أسعار الحديد عالميا، ومحليا .
كانت آخر المؤشرات المالية التى أعلنتها عز الدخيلة عن 9 أشهر الأولى من 2018، أظهرت ارتفاع صافى الأرباح لتسجل 1.7 مليار جنيه، مقابل 917 مليون جنيه فى الفترة المماثلة من 2017، وأرباحا تشغيلية 3.1 مليار جنيه، مقارنة 1.6 مليار جنيه، ومجمل ربح 3.9 مليار جنيه، مقابل 2.2 مليار جنيه .
كان الداعم وراء هذه النتائج نمو كمية المبيعات %12 مقارنة بالفترة المماثلة من 2017، ما تخطى أهداف الشركة، لتصل إلى 2.558 مليون طن، بقيمة 28.8 مليار جنيه .
تزامن ذلك مع إعلان الشركة نتائجها للربع الثالث من العام بقيمة 93.5 مليون جنيه، بتراجع كبير مقارنة بالربع المماثل فى 2017 بقيمة 318.4 مليون جنيه .
يرى المحللون أن 2018 كان بمثابة مرحلتين مرت بهما «عز الدخيلة»، الأولى النصف الأول من العام، الذى أظهر نتائج جيدة، ثم الثانى الذى شهدت فيه الأوضاع الخانقة أبرزها انخفاض سعر البيع 500 جنيه، وارتفاع التكاليف مع مواصلة الحكومة برنامجها للإصلاح الاقتصادى، وما تبعه من اتجاه صعودى لأسعار الطاقة، وحروب تجارية عالمية .
قال محمد مجدى، محلل ببنك استثمار بلتون، إن عز الدخيلة ستسجل نتائج محايدة فى الربع الأخير من العام 2018، بضغط تراجعات الربع الثالث، الذى كان الأدنى أداء منذ بداية العام، وانخفاض أسعار بيع الحديد محليا بنحو 500 جنيه فى النصف الثانى من السنة، وارتفاع تكاليف الإنتاج .
أظهرت القوائم المالية للشركة عن الأشهر التسعة الأولى من العام الحالى %20 ارتفاعا بتكلفة الطن على أساس سنوى نتيجة زيادة أسعار المواد الخام وتكلفة التشغيل والكهرباء .
تابع: «بخلاف الضغوط المحلية، شهد 2018 اندلاع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من الدول أبرزها الصين، وتركيا، اشتدت حدتها فى النصف الثانى من العام ما أثر سلبا على أسعار المعدن عالميا، وزاد حدة ذلك مع فرض أمريكا رسوم حمائية %50 على انقرة أدت لتراجع أسعار أسياخ الحديد بـ %19 ، والحديد المسطح %20 عالميا ».
لفت إلى أن تداعيات هذه الأوضاع تتواصل العام الجارى، ليتراجع سعر المعدن %5 على أساس سنوى، ثم تتحرك أسعاره بشكل عرضى بين 2020 و 2023 .
بينما رجح مجدى تعافيا بشكل ما لنتائج الشركة فى 2018 ، رأى أن 2019 تتراجع فيه المؤشرات مرة أخرى، وتوقع مبيعات 40.136 مليار جنيه، وصافى أرباح 2.15 مليار جنيه فى العام الماضى، تتراجع إلى 37.83 مليار جنيه مبيعات، و1.4 مليار جنيه صافى أرباح العام الحالي .
يقول مجدى إنه مع استمرار ضغط التوترات المحلية والعالمية، تتأثر عز الدخيلة سلبا، لتصبح كمية المبيعات هى العامل الذى يمكن للشركة الاعتماد عليه لتحييد التداعيات، العام الحالى، وليس الاسعار .
أشار إلى أن هناك عاملين أساسيين يؤثران على أسعار الحديد محليا فى 2019، الأول الرسوم على واردات الحديد، والثانى، تراجع أسعار الغاز الطبيعي .
ولفت إلى أن المزيد من الرسوم الحمائية على واردات البليت %10 وأسياخ الحديد %15 ، التى طالب بها المصنعين، يسمح للمنتجين المحليين بزيادة الأسعار لتمرير الارتفاعات فى أسعار الكهرباء والوقود، المتضمنه برنامج الإصلاح الاقتصادى الحكومى للمستهلك النهائى .
يشار إلى أن وزارة التجارة المصرية كانت فرضت فى ديسمبر 2017 رسوم مكافحة إغراق مؤقتة على واردات حديد التسليح %17 من القيمة على الواردات الصينية، وبين 10: %15 على التركية، و15 إلى %27 على الأوكرانية، على أن يسرى القرار لمدة 5 أعوام .
تابع: «حال تنفيذ مطالبات خفض أسعار الغاز الطبيعى لمصنعى الحديد يمثل حافزا ويرفع القيمة العادلة المتوقعة لسهم عز الدخيلة إلى 1633 جنيها للسهم، بارتفاع مرجح %8 مقارنة بالقيمة العادلة المستهدفة سابقا ».
يشار إلى أن مصنعو الحديد رفعوا مذكرة مؤخرا لوزارة الصناعة، طالبوا فيها بخفض سعر الغاز الطبيعى إلى 4 و4.5 دولار للمليون وحدة حرارية، مقارنة 7 دولارات للمليون وحدة حرارية حاليا .
قدر مجدى القيمة العادلة لسهم عز الدخيلة حاليا 1512 جنيها بارتفاع محتمل %57 مقارنة بمستويات تداول حاليا قرب 948 جنيها، مع توصيات بالشراء .
جاءت توقعات محلل بلتون إيجابية بشأن مديونيات عز الدخيلة العام الحالى مرجحا انخفاضها بدعم وجود تدفقات نقدية ناتجة عن تحسن معدلات الإنتاج مع اعتماد الشركة فى الإنتاج على مادة خام منخفضة التكلفة، مقارنة بالإنتاج المعتمد على الخردة مرتفعة الثمن .
قال شادى العفيفى، المحلل ببنك استثمار برايم إن عام 2018 لعز الدخيلة يمكن تقسيمه إلى نصفين الأول إيجابى، والثانى سلبى، ما ظهر بوضوح فى نتائج الربع الثالث الذى كان الأسوأ من مطلع العام، وشهدت تراجعا لأرباح على أساس ربعى %80.1 مقارنة بالربع الثانى من العام .
أرجع انخفاض الأداء بالربع الثالث إلى هبوط أسعار بيع الحديد محليا بقيمة 300 جنيه للطن بنهاية أغسطس، على خلفية عدة عوامل؛ الأول، انخفاض البيليت عالميا 50 دولارًا للطن، والثانى، احتدام المنافسة ضد الحديد التركى، وبشكل خاص عقب هبوط العملة التركية، وأخيراً المنافسة مع الحديد السعودى رخيص الثمن، على خلفية أسعار الطاقة المتدنية بالمملكة .
بناء على ذلك توقع العفيفى تحقيق عز الدخيلة مبيعات 41.303 مليار جنيه، وصافى أرباح 964 مليون جنيه، للعام 2018، وذلك مقارنة بمبيعات 37 مليار جنيه، و صافى ربح 251 مليون جنيه فى 2017، قبل استبعاد المعاملات مع الشركات التابعة .
على صعيد العام الحالى قال محلل قطاع الحديد ببنك استثمار برايم، إن عز الدخيلة ستواجه المزيد من الضغوط، فى ظل الرسوم الحمائية المفروضة من الولايات المتحدة على الحديد التركى، ما يدفع أنقرة لتوجيه إنتاجها لدول الشرق الأوسط وعلى رأسها مصر وبالتالى نشهد تخمة من المعروض بالأسواق المحلية .
تابع: «بدأت بوادر تراجع الأوضاع فى يناير والذى سجل انخفاضا لأسعار الحديد محليا، فيما قدر السعر المستهدف لسهم الشركة عند 1205 جنيهات ».
رجح عفيفى أن تسجل مبيعات عز الدخيلة فى 2019 قيمتها 41.5 مليار جنيه، وهى معدلات شبيهة بتوقعات العام الماضى، فيما يسجل صافى الربح ارتفاعا ليصل إلى 2.22 مليار جنيه، بعد استبعاد المعاملات المتبادلة مع الشركات التابعة .
جريدة المال

المال - خاص

10:44 ص, الأحد, 17 فبراير 19