أكدت مجموعة من رؤساء البورصات الأفريقية وممثلى شركات نظم المعلومات أن التكلفة المرتفعة تعتبر على رأس قائمة العناصر التى تعوق حصول البورصات الأفريقية على نظم تكنولوجية متقدمة.
وفى الوقت نفسه أكد ممثلو شركات تكنولوجيا المعلومات التى تقوم بخدمة عدد كبير من البورصات على مستوى العالم وجود حلول بديلة يمكن اللجوء اليها للحصول على خدمة تكنولوجية جيدة بالتزامن مع تكلفة مناسبة، خاصة فى ظل جوهرية الدور الذى تلعبه نظم التكنولوجيا فى تحديد جاذبية الاستثمار بأى بورصة، داعين الى التكامل بين البورصات الأفريقية لخفض تكلفة النظم.
جاء ذلك خلال جلسة كيفية إدارة التكلفة بالتزامن مع الحصول على نظم تكنولوجيا متقدمة وفعالة من مؤتمر الاجتماع السادس عشر لاتحاد البورصات الأفريقية الذى أداره ماهر عشم، العضو المنتدب لشركة مصر لنشر المعلومات، وضم كلا من ساندى فروشر، نائب رئيس مجموعة NASDAQ OMX ، وإيكاو افيدزى، المدير العام لبورصة غانا، وجيت سينفيرتينى، رئيس قطاع تطوير الأعمال بمجموعة ميلنيوم لتكنولوجيا المعلومات، وأوسكار اونيما، رئيس بورصة نيجيريا.
وطرح ماهر عشم سؤالا حول فرص وتحديات الأنظمة التكنولوجية للبورصات الأفريقية، ومن ثم رأى جيت سينفيرتينى، رئيس قطاع تطوير الأعمال بمجموعة ميلنيوم لتكنولوجيا المعلومات أن الأسواق الأفريقية تحتاج الى بنية تحتية جيدة وتقنية حديثة جيدة وعلى المستوى العالمى، إلا أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب وجود أموال لدى البورصات الأفريقية، وهو الأمر الذى يعد على رأس قائمة عوائق توفير نظم تكنولوجية جديدة للبورصات الأفريقية، خاصة أن العديد منها عادة ما يبدأ بمبالغ ضئيلة جدا، إلا أنه أكد أن شركة ميلنيوم لديها عدة حلول وبدائل لهذه المشكلة بما يوفر النظم التكنولوجية للبورصات على الرغم من ضعف مواردها المالية.
فيما قال ساندى فروشر، نائب رئيس مجموعة NASDAQ OMX ، إن أسواق القارة الأفريقية ستقود الاقتصاد العالمى خلال الفترة المقبلة خاصة أن لديها الموارد الطبيعية والبشرية التى تؤهلها لذلك فى المستقبل، حتى ولو بدا هذا التوقع غير واقعى.
وأشار الى أن الوصول للتنمية المطلوبة فى أفريقيا يستلزم الاهتمام بالبورصات الأفريقية ومن ثم يجب الاهتمام بادخال التقنيات الحديثة بالبورصات الأفريقية والتى تعتبر إحدى الركائز الأساسية لتنمية أسواق المال وكل المجالات الأخرى، حتى إن التكنولوجيا لعبت دورا كبيرا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة فى تحديد نسب التصويت ومعرفة المنافسين المتقدمين.
وحول معايير تقييم الشركاء التكنولوجيين للبورصات، قال أوسكار اونيما، رئيس بورصة نيجيريا، إن بورصته تركز فى اختيار شركائها التكنولوجيين على الشركات التى تتفهم خطط البورصة النيجيرية وتساعدها وتدعمها بتحقيق أهدافها، كما أن التكلفة تعتبر ضمن المعايير الرئيسية أيضا فى اختيار الشريك التكنولوجى، ومن ثم فإن البورصة النيجيرية تركز على اختيار الشريك الذى يوفر لها تكلفة منخفضة بالتزامن مع تحقيق الكفاءة المطلوبة حيث إن كفاءة نظم تكنولوجيا المعلومات تحدد كفاءة كل بورصة.
وقال جيت سينفرتينى إن البورصات الأفريقية يمكنها تخطيط التكلفة بما يسمح لها بالحصول على نظم تكنولوجية جيدة بأسعار مناسبة، مؤكدا أن مجموعة ميلنيوم تتيح قاعدة بيانات للبورصات الناشئة مماثلة لقاعدة البيانات المتاحة للبورصات المتقدمة.
وأشار الى أنه يمكن للبورصات أن تقوم بالحصول على أنظمة تكنولوجية تتضمن تداول جميع الأوراق المالية مثل الأسهم والسندات والمشتقات، وهو الأمر الذى سيوفر التكلفة التى تتحملها.
وأضاف أن العامل الثانى الذى يجب التركيز عليه من جانب البورصات هو توافر كوادر محترفة وعلى خبرة عالية بالنظم التكنولوجية، لأن العنصر البشرى مهم جدا للحصول على نظام تكنولوجى فعال، مشيرا الى أن بورصة موريشيوس قامت بتجربة جيدة بهذا الصدد.
وقال أوسكار فروشا، نائب رئيس مجموعة NASDAQ OMX ، إن أفضل طرق خفض تكلفة النظم التكنولوجية للبورصات هى بناء نظام الكترونى خاص بالسوق، كما يجب أن تتشارك البورصات الأفريقية فى الموارد لتحقيق التكامل المطلوب، مما سيترتب عليه خفض التكلفة، حيث يجب عدم احتكار الأنظمة.
وشدد على ضرورة قيام البورصات الأفريقية بتوفير تقنيات على المستويات العالمية خاصة أن هذا الأمر يعتبر من أهم العوامل الجاذبة للمستثمرين الأجانب للأسواق الأفريقية، كما يجب الاستفادة من التجارب السابقة للبورصات التى لديها نظم تكنولوجية متقدمة.
ورأى رئيس بورصة نيجيريا أنه يجب العمل على ربط البورصات فى أفريقيا لتحقيق التكامل مثلما هى الحال فى الولايات المتحدة الأمريكية.
فيما قال رئيس بورصة غانا إنه بما أن بورصة غانا مازالت صغيرة فإن التداول عبر تكنولوجيا حديثة يكلفها كثيرا، كما أن تكلفة الحفاظ على الأنظمة تعتبر أكثر من تكلفة الأنظمة نفسها.