تخطط شركة «تى أند دى ديزاين» لإنشاء مصنع للأثاث المكتبى خلال الفترة المقبلة باستثمارات 150 مليون جنيه، لتغطية الطلب المتزايد على خدماتها فى السوق المحلية، بخلاف زيادة حجم الأعمال السنوية.
«المال» أجرت حوارا موسعا مع المهندسة دينا الخولى الرئيس التنفيذى لشركة «تى أند دى ديزاين» للحديث عن كيفية التأسيس، وسابقة الأعمال فى السوق المحلية، ولماذا اتجهت للخليج فى مرحلة لاحقة، بالتزامن مع الكشف عن الخطط المستقبلية واختراق القطاع الصناعى لتعزيز المنتج المحلى.
وخلال الحوار تناولت «الخولى» خبرات الشركة منذ عام 2007 والتى شهدت أول عملياتها بمجال الأوراق المالية لصالح شركات «هيرميس» و«بلتون» و«إتش سى» وتحولها للخارج وتحديدا الخليج فى سنوات تالية، ثم العودة لزيادة النشاط فى مصر واستغلال تزايد استثمارات المبانى التجارية والإدارية.
تولت فرش أكبر مكتبة فى العاصمة الإدارية بجانب مدينة الفنون
وأوضحت أن شركتها تولت فرش عدة مبان حيوية فى العاصمة الادارية الجديدة منها مجلسى الشيوخ والنواب، بخلاف مدينة الثقافة والفنون.
بداية، قالت دينا الخولى إن شركة «تى أند دى ديزاين» بدأت عملها فى السوق المصرية منذ عام 2007، ثم انتقلت بعدها للدول العربية لاسيما الكويت والإمارات، تحديدا دبى، لتنشئ فرعا آخر لها، خلال عام 2014.
«تى أند دى ديزاين» هى كيان عائلى يمتلكه كل من المهندس طارق يوسف والمهندسة دينا الخولى بنسبة %50 لكل من الطرفين، وتختص بمجال الأثاث والمفروشات للمكاتب والجامعات والمستشفيات وكل ما هو إدارى أو خدمى، وفقا لـ «الخولى».
خطة لتحقيق 500 مليون جنيه حجم أعمال سنوية من ذراع التصنيع
ويبلغ حجم أعمال «تى أند دى ديزاين» نحو 500 مليون جنيه سنوياً فى الأربعة أعوام الأخيرة، متركزة بصفة أساسية حول الشرائح الأولى والفاخرة.
وتولت الشركة تنفيذ العديد من المشروعات، إذ بلغ عددها نحو 700 على غرار توفير الأثاث للسفارة السعودية فى 2012.
وكان أول مشروع فرش بالكامل للشركة هو توفير الأثاث لمجموعة هيرميس المالية بالقرية الذكية فى عام 2008 وبحجم بلغ 14 مليون جنيه.
وبعد أن انتهت «تى أند دى ديزاين» من فرش المبنى بالكامل لهيرميس، نال المشروع وقتها استحسان العديد من العملاء، فاستقبلت العديد من العروض لوضع الأثاث للمبانى الإدارية لبعض الكيانات، فكان الانتهاء من مشروع هيرميس بداية توسعها وانتشارها داخل السوق المصرية، والدفعة الأولى لحجم أعمالها إذ قامت بعدها بالتعامل مع شرتى «بلتون» و«إتش سى » للاستثمارات المالية، بمعنى قامت الشركة بتأثيث أكبر ثلاث كيانات فى هذا المجال.
وتابعت: «تعاملت الشركة أيضا مع عدد من البنوك الحكومية والخاصة، منها بنك الإسكندرية فى القرية الذكية، وقطر الوطني؛ وكريدى أجريكول، والعربى، وبنك البركة، وبنك ABC وبنك الإمارات دبى الوطنى، والبنك الأهلى المصرى، لافتة إلى أن الشركة قامت بفرش حوالى 14 فرعا رئيسيا للبنوك التجارية».
وعلى صعيد المشروعات الحكومية، تولت الشركة مشروع العاصمة الإدارية شاملة أكبر مكتبة فيها وفرش مدينة الفنون بالكامل، بالإضافة إلى تولى أعمال الأثاث المكتبى لكل من مجلسى النواب والشورى بالحى الحكومى فى العاصمة الإدارية الجديدة.
وتضيف الخولى :«بالنسبة للجامعات، تولينا أعمال فرش جامعة الجلالة، ومجموعة جامعات سلمان فى العلمين وسيناء، بالإضافة إلى فرش جامعة «كوفنترى» التابعة لمجموعة السويدى فى العاصمة الإدارية، وبالتالى تصبح «تى آند دى ديزاين» الشركة الرائدة فى الجامعات على مستوى مصر والكويت».
وأفادت بأن آخر مشروع تعاقدت عليه «تى أند دى ديزاين» هو تجهيز المقر الرئيسى لشركة السويدى إليكتريك بكايرو فيستيفال سيتى، والذى يتجاوز حجمه 60 مليون جنيه.
الشركة وكيلا لـ 10 كيانات أمريكية وتركية وألمانية متخصصة فى المجال
وشركة «تى أند دى ديزاين» وكيلا لحوالى 10 شركات عالمية متخصصة فى مجال المكاتب، منها «هاورث Hawarth» الأمريكية ، «كوليكسيون التركية، الشركة رقم 1 فى تركيا، و«فورما فايف» الشركة رقم 2 فى إسبانيا، و«سيدس الألمانية» وهى متخصصة فى صناعة الكراسى تحديدا، و«نوفا ستيل بولندى» رقم واحد فى أوروبا، موضحة أن الشركة تعمل مع تلك الكيانات السابقة كمستورد فى الأساس.
ثورة المكاتب الإدارية
وأوضحت «الخولى» أن السوق المصرية فى الفترة الراهنة فى حاجة ماسة إلى وجود شركات متخصصة فى مجالات الأثاث المكتبى، خاصة بعد الطفرة الكبيرة الحادثة فى مجال المكاتب الإدارية، ومحو الخلفية القديمة بأن الشقق السكنية تصلح للمكاتب الإدارية، فأصبح هناك تفرقة بينهم وبين خصائصهم المتنوعة.
وأشارت إلى أن ثورة المكاتب الإدارية فى مصر بدأت منذ عام 2002 مع إنشاء القرية الذكية وقتها، إذ بات هناك تواجد للمكاتب الإدارية بشكلها الصحيح، وبالتالى من الضرورى فرشها بطريقة صائبة.
شكل التوسعات
وقالت «الخولى» إنه فى عام 2014 توسعت الشركة خارجيا فى الدول العربية، من خلال تأسيس فرعها الجديد فى الكويت تحت مسمى «إنترناشيونال تى أند دى ديزاين»، بنحو %51 للشركاء الكويتيين، والباقى للمصريين، لتبدأ بمشروع جامعة الكويت، تحديدا كلية العلوم، وكان أكبر مشروع وقتها، إذ بلغ حجمه نحو 400 مليون جنيه.
وأكدت أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقط، بل تغلغلت الشركة فى الجامعة، وتولت أعمال فرش كلية الهندسية والمبانى الإدارية بالجامعة، وأصبحت «تى أند دى» من أكبر الشركات فى مجال الفرش فى الكويت.
وانتقلت الشركة بعدها لإمارة دبى، لتفتح فرعها الثالث المسجل باسم «تى آند دى ميدل إيست»، وبنسبة %87 للشركة، والباقى للشركاء الإماراتيين.
ويتوزع إجمالى الإيرادات بواقع %70 من السوق المصرية و%30 من السوق الخليجية (الكويت والإمارات) وفقاً للرئيس التنفيذى لـ «تى أند دى ديزاين».
فكرة التصنيع
وقالت «الخولى» إنه خلال مسيرة الشركة فى قطاع الأثاث المكتبى، وعملها كوكيل لأشهر الشركات العالمية بذات المجال، بدأ فكرها يتجه نحو التصنيع منذ عام 2013 ولكن توقفت وقتها خطتها لعدة ظروف اقتصادية.
فلم تكن فكرة التصنيع وليدة الفترة الحالية، أو ظهرت لمجرد الحاجة الماسة لها فى ظل الظروف الراهنة، ولكنها جاءت منذ عام 2013 فكانت لدينا رؤية حول مستقبل التصنيع فى مصر، وفقاً لقول الرئيس التنفيذى للشركة.
وأوضحت :«عادت فكرة التصنيع مرة أخرى لأذهان الشركة، إذ تنشيء حاليا مصنعا فى المنطقة الصناعية بالقاهرة الجديدة، على قطعتى أرض تبلغ مساحتهما 15 ألف متر مربع ، وبحجم استثمارات 150 مليون جنيه، لافتة إلى أن الشركة تعاقدت مع أكبر وأشهر الشركات العالمية لاستيراد الآلات والمعدات، ليمكنها من تقديم منتجات ذات جودة عالية».
وتكمل: «يعد الأثاث المكتبى صناعة ليست كثيفة الطاقة، بجانب وجود آلات ومعدات حديثة تقلل من عدد العمالة المستخدمة، إذ سيتم ضم حوالى 200 عامل فقط للشركة، لافتة إلى أن هيكل الشركة سيتغير بإضافة عضو منتدب، ومدير للمصنع، ولكن كل ذلك مع بداية الافتتاح».
وتعاقدت «تى أند دى ديزاين» مع شركة ألمانية لتصنيع منتجاتها وتحت إشرافها، وأخرى تركية، بجانب التفاوض مع ثالثة أمريكية لتصنيع كراسيها فى مصر وتحت رقابتها، مستهدفة تقديم منتجات محلية بنسبة %40 والتصدير لدول أفريقيا والخليج.
وتابعت «الخولى» إن الشركة ستستورد خامات من الخارج تقدر نسبتها بنحو %20 مما يسهم فى تقليل تكلفة الاستيراد ورفع مستوى التنافسية المحلية، والمنتج المحلى، فالهدف الرئيسى يتمثل فى تقديم منتج مصرى وبجودة عالية، لرفع مستويات الجودة بصفة عامة، لافتة إلى أن حجم الاستيراد للشركة خلال السنة كان يتراوح من 10 إلى 15 مليون دولار.
خطة المرحلة المقبلة
وقالت إن الشركة تعتزم تسجيل حجم أعمال بقيمة 500 مليون جنيه سنويا فى التصنيع، ليسجل النشاط الصناعى أكبر مورد سنويا بنحو %70 مستهدفة البيع محليا ثم التصدير خارجيا لأسواق الخليج ودول أفريقيا، على أن يبدأ التصنيع خلال شهر يناير المقبل.
وتخطط «تى أند دى ديزاين» لتصدير %50 من إنتاجها خلال خمس سنوات، وأن تسجل الطاقة الإنتاجية للمصنع نحو مليار جنيه، محسوبا وفقا لسعر 20 جنيها للدولار.
تمويل المصنع
وفيما يخص الهيكل التمويلى لاستثمارات المصنع، أوضحت «الخولى» أن الـ 150 مليون جنيه، سيتم تدبير حوالى 100 مليون منها من موارد الشركة الذاتية، وتتفاوض الشركة مع البنك العربى الأفريقى لاقتراض 50 مليونا أخرى ضمن مبادرة الصناعة، ومن المفترض أن يتوفر الباقى من مستحقات الشركة بالخارج.
وأكدت أن رأسمال الشركة حاليا سيرتفع إلى 200 مليون جنيه خلال 2023 لتغطية تكلفة التحول إلى مصنع محلى.
المطالب الرئيسية لتنشيط القطاع الصناعي
وطالبت بإحداث تغييرات فى التشريعات القائمة، وضرورة الالتزام بها، والتفاعل المستمر مع المستثمر من خلال تقديم العديد من التسهيلات على غرار زيادة عدد المناطق الحرة، وتوفير مدخلات الإنتاج، وتسهيل عملية التصدير ودعم الصادرات، مستلهمين فى ذلك بالتجربتين الصينية والتركية فى دعم الاستثمار والمستثمرين، مما ينجم عنه إضافة ميزة تنافسية للدولة المستضيفة، وزيادة قوتها الشرائية.
وشددت أن التصدير والسياحة هما المفتاح الرئيسى لدعم مؤشرات التنمية الاقتصادية، وحل مشكلات التصنيع، وتوفير المادة الخام.