دول الشرق الأوسط تنتج ثلثي »الإيثيلين« العالمي عام 2012

دول الشرق الأوسط تنتج ثلثي »الإيثيلين« العالمي عام 2012
جريدة المال

المال - خاص

11:57 م, الأثنين, 16 يونيو 08

 
أصبحت منطقة الشرق الأوسط قوة محركة للنمو العالمي لصناعة البتروكيماويات. فقد وصل إجمالي الطاقة الإنتاجية للإيثيلين 10 ملايين طن عام 2004 ومن المقرر أن يبلغ 35 مليون طن عام 2012 أو ما يعادل ثلثي الطاقة الإنتاجية العالمية المضافة سنويا خلال هذه الفترة.
 
وذكرت نشرة »ميد« الاقتصادية المتخصصة أن دول الخليج تركز منذ سنوات علي إنتاج البترول، ولكنها بدأت تعتمد مؤخرا علي الأهمية الاستراتيجية للمنطقة.. حيث تهتم أولا بتنويع الاقتصادات وتحاول خلق المزيد من فرص العمل رغم أن هناك مشاكل تتعلق بتكاليف الانشاءات وأسعار الخامات والمعدات التي ارتفعت خلال الثلاث سنوات الماضية إلي الضعف تقريبا.
 
كما أدت أزمة الائتمان العالمية إلي مشاكل أخري جعلت تمويل المشاريع البترولية أكثر تكلفة وأكثر صعوبة في الحصول علي مثل هذه التمويلات التي كان من اليسير الحصول عليها وبأي شروط منذ سنوات.
 
ويقول سانجاي شارما مدير المشاريع في شركة CMAI الأمريكية لاستشارات الصناعات البتروكيماوية إن تمويل هذه المشاريع يعتمد بدرجة كبيرة علي الممول حيث صارت البنوك توجه العديد من الاسئلة غير أنه ليس هناك صعوبة مع الشركات الكبري التي تحظي بسيولة مالية ضخمة.
 
ولما كانت الفرص محدودة داخل دول الخليج، فإن الشركات المنتجة تبحث عن فرص فيما وراء البحار، فقد أعلنت شركة »سابيك« السعودية مثلا عن وصولها إلي الساحة العالمية في العام الماضي باستحواذها علي شركة GE للدائن الأمريكية بمبلغ 11 مليار دولار وحولت اسمها الآن إلي سابيك اتوفيتيف للدائن كما وقعت شركة الصناعات البتروكيماوية الكويتية في ديسمبر الماضي عقدا ابتدائياً مع شركة داو لشراء %50 من خمس وحدات من وحداتها العالمية كما تقول مها حسين رئيس ومدير الشركة الكويتية التي تؤكد توقيع العقد النهائي في آخر العام الحالي.
 
ومع ارتفاع أسعار البترول فإن تكاليف الإنتاج وتصنيع البتروكيماويات ترتفع أيضا كما أن تكاليف صيانة المعامل والمصانع وإنتاج السلع ترتفع أكثر وأكثر، ولكن الدعم قد يساعد في تخفيف هذه التكاليف كما فعلت السعودية عندما استخدمت معدلات خصم معقدة اعتمدت فيها علي سعر تصدير النافتا اليابانية.
 
ولكن دعم أي منتج يتم التعامل فيه في الاسواق العالمية يعد مخالفا للقوانين، ولذلك تعهدت الرياض بالغاء هذه المعادلات التي تساعد علي تقليل التكاليف بحلول عام 2012 يعد انضمامها لمنظمة التجارة العالمية في عام 2006 ولكن الايثان الذي لا يتم تصديره يعد من المصادر الطبيعية للدولة ومن المميزات الطبيعية لها.
 
وإذا تم الغاء الدعم فلن يكون هناك أي فرق بين بناء مصنع في الجبيل أو أوروبا أو الصين، وإن كانت تكاليف النقل في أوروبا والصين ستكون أقل كثيرا لأن الإنتاج قريب جدا من الاسواق.
 
ويقول محمد حسين نائب رئيس شركة الكويت للبترول إن التكامل بين مصانع التكرير والبتروكيماويات له مميزات عديدة ولكن إذا كانت الغالبية العظمي من أكبر خمسين مصنع تكرير في العالم تتكامل مع مصانع البتروكيماويات، فإن منطقة الشرق الأوسط لا تحظي إلا بمصنع »بترورابغ« علي ساحل البحر الأحمر الذي يحقق هذا التكامل.
 
وتسير عمليات التكامل بين مصانع تكرير البترول ومصانع البتروكيماويات ببطء شديد فليس هناك في منطقة الخليج سوي مشروع رأس تانورا ومعامل تكرير ينبع التي تجهزها ارامكو للتكامل وكذلك معامل تكرير الجبيل تجهيزها للتكامل مع توتال الفرنسية.
 
وتعتزم أبوظبي انشاء مصنع عطور في معامل تكرير الرويسي الموجودة حاليا كما اعلنت الكويت انها تعتزم تكامل مصانعها الضخمة في الزور مع مجمع صناعي للبتروكيماويات بعد تعديله لتصدير منتجاته.
 
ويؤكد سعد الشويب نائب رئيس ونائب مدير شركة الكويت للبترول ان عوائد المشروع يمكن ان ترتفع بحوالي %4-3 اذا تحقق التكامل في مرحلة التصميم ولكن المشكلة في عملية التكامل انها تحتاج الي تكاليف ضخمة تتجاوز عادة 10 مليارات دولار كما أنها تستبعد شركات القطاع الخاص في المنطقة لان مصانع التكرير في منطقة الخليج تسيطر عليها حكوماتها.
 
وتحتاج مشاريع التكامل بين هذه المصانع الي عدد كبير من العاملين كما تحقق اهداف الحكومة من ناحية تنويع الاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب الذي يزداد عدده بسرعة في دول الخليج.
 
واذا كانت السعودية رائدة صناعة البتروكيماويات في المنطقة الا انها غير قادرة علي توفير المخزون المطلوب من الايثان اللازم للصناعة منذ تلك العرض الذي قدمته في ربيع عام 2006 لشركة السعودية الدولية للبتروكيماويات ولكن شركة »أرامكو« المسئولة عن غالبية انتاج الغاز الطبيعي في المملكة تقول ان عمليات تنمية الحقول خفضت من نسبة الإيثان ولذلك لن تكون قادرة علي ضمان توفير الكميات المطلوبة، أما شركة داو كيميكال الامريكية التي تعد من أكبر ثلاث شركات في العالم لانتاج البتروكيماويات فقد أعلنت مؤخرا عن ارتفاع اسعار المنتجات بحوالي %20 حتي تواجه ارتفاع تكاليف الحصول علي الايثان المطلوب لهذه الصناعة وكانت هذه التكاليف قد ارتفعت من 8 مليارات دولار عام 2002 الي 32 مليار دولار هذا العام.
 
ويقول مايك جامبريل نائب الرئيس التنفيذي لشركة داو كيميكال ان صناعة البتروكيماويات ارتفعت تكاليفها بمقدار 2.5 مليار دولار في الربع الاول من العام الحالي عما كانت عليه في نفس الفترة من عام 2007 مما سيؤدي الي ارتفاع اسعار المستهلك وبالتالي انخفاض الطلب عليها.
 
وكانت عائدات داو قد بلغت اكثر من 53 مليار دولار في العام الماضي ولكن ارباحها انخفضت بمقدار 800 مليون دولار لتصل الي 2.9 مليار دولار بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج ولكن شركة سابيك السعودية التي تحقق معظم انتاجها داخل السعودية استطاعت زيادة صافي دخلها الي 27 مليار ريال (7.2 مليار دولار) في العام الماضي من مبيعات قدرها 126 مليار ريال (33.6 مليار دولار).
 
ولم تحصل سابيك – التي تعد أكبر شركة بتروكيماويات في العالم من ناحية القيمة السوقية علي أي كمية من الايثان من الرياض منذ عام 2005 حيث شاركت في مشروع الكيان السعودي العملاق الذي صممته شركة PMD المحلية الخاصة التي تحصل علي مخصصات من الايثان منذ عام 2004.
 
ومن بين جميع دول الخليج فإن قطر وايران فقط هما اللذين لديهما كميات ضخمة من الغاز الطبيعي يفضل الاحتياطي الهائل الموجود في حقول اراضيهما ولكن بقية الدول بما فيها السعودية تفكر في بدائل اخري لجعل مشاريعها الصناعية مربحة.

وأدي النقص في الايثان المتاح الي توقف فقاعة التوسع الصناعي في المنطقة.. ففي السعودية لا يجري تطوير سوي مشروعين فقط لشركة السعودية الدولية للبتروكمياويات ولشركة ارامكو مع داوكيميكال ولكن لم يتحدد حتي الآن قيمة الاستثمار النهائية لهما.
 
وفي قطر لا يوجد سوي مشروع واحد تنفذه شركة »هو نام« للبتروكيماويات مع شركة انترميديت هولدنجز القطرية ولكنه يستخدم  النافثا في حين أن الكويت والبحرين وعمان ليس بها أي مشروع تنفذه في المستقبل غير ان الامارات من خلال شركة أبوظبي بوليمرر هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي يتوفر لديها كميات كافية من الايثان لاستخدامه في الصناعة.
 
واقترحت البحرين -التي تحظي بأقل الموارد الطبيعية علي دول مجلس التعاون الخليجي- انشاء شبكة غاز لتوزيع مصادر المنطقة علي الدول التي تحتاج إليها علي نمط شبكة كهرباء مجلس التعاون الخليجي حتي يتحقق التعاون الاقتصادي والسياسي فعلا لدول المجلس ولكن ليس هناك احتمال كبير في انشاء شبكة الغاز لان الولايات المتحدة الامريكية تضغط علي شركات الغاز حتي لا تتفق مع طهران كما أن قطر أوقفت تنفيذ العمل في حقلها الشمالي العملاق بسبب تعثر المشروع. ومع وصول عصر الإثيان الي نهايته فإن الشركات المنتجة للبتروكيماويات تفكر في بدائل اخري مثل النافثا وغازات البترول المسيلة مثل البرويين والبوتان لأنها مشتقة من مصانع تكرير البترول وبالتالي لن يحدث أي نقص فيها كما أنها بفضل تركيبها الجزيئي المعقد فإنها قادرة علي انتاج المزيد من المركبات الكيميائية واللدائن مثل العطور والفينولات والاحماض الامنية والكربونات المتعددة والتي لا يمكن انتاجها من الايثيلين والبروبيلين فقط.

جريدة المال

المال - خاص

11:57 م, الأثنين, 16 يونيو 08