أثار التنويه الذى بثته قناة دريم بشأن وقف بثها اضطرارياً بقرار من الحكومة حالة من الجدل الواسع، فضلاً عن التعاطف الشعبى الذى حصدته القناة على إثر القرار .
وأجمع خبراء التسويق على أن توقيت غلق القناة بشكل مفاجئ جاء لصالح القناة، وخلق حالة من الترقب والانتظار من قبل الجماهير لبرامجها، والذى بدوره سيؤثر بالايجاب على حجم الاقبال الاعلانى عليها، ولفت البعض إلى أن تضامن المعلنين الحاليين مع القناة سيلعب دوراً كبيراً فى تحسين صورة منتجاتهم خلال الفترة المقبلة، وأكد الخبراء أن الفترة المحددة لبث القناة من داخل المدينة غير كافية لنقل معداتها، خاصة لانها تمتلك احدث المعدات .
وأوضح يحيى سامح، نائب المدير العام بوكالة «بروموميديا » للخدمات التسويقية والاعلانية اذا كانت الوزارة تطلب من دريم بث برامجها من داخل مدينة الانتاج الاعلامى فلابد ان توفر لها فى البداية استوديو كبيراً لا تقل مساحته عن ألف متر لتغطية الاحداث مثل استوديو دريم الحالى، وكشف عن أن إعداد وتجهيز البلاتوه البديل سيحتاج للمزيد من الوقت .
وقال سامح إن قناة دريم تعتبر أول قناة فضائية خاصة، لذلك فانها تكبدت تكلفة الاستثمارات وتكلفة الكابل الفاير الارضى نظرا لان مدينة الانتاج الاعلامى لم تكن موجودة وقتها، وتساءل من سيعوض دريم عن هذه التكاليف .
وأشار سامح إلى أن ماحدث من وقف مفاجئ نتج عنه بعض الخسائر الادبية لان اى قناة استثمارية خاصة تنتظر دعم الحكومة لها، فعندما فتحت القنوات الخاصة فى الولايات المتحدة الامريكية قامت الدولة هناك بدعمهما، بالإضافة الى تكبد القناة خسائر مادية لان عدد العاملين فى «دريم » يقرب من 500 ابتداءً من المدير وحتى فنى الاضاءة وكل ذلك يكبدها تكاليف باهظة .
وعن تأثير هذا التوقف على حجم الاقبال الاعلانى على القناة، قال سامح إن التوقف والتنويه ساعد على زيادة تعاطف الجماهير والمعلنين مع القناة، وهذا بدوره قلل من حجم الخسائر الاعلانية للقناة بل انه جاء بتأثير ايجابى سيدفع الكثير من المعلنين الى وضع «دريم » ضمن خطتهم التسويقية، خاصة أن هذا التوقف جعل الجماهير فى حالة ترقب وانتظار للقناة بشكل كبير .
قال الدكتور مودى الحكيم، رئيس مجلس ادارة «مؤسسة مودى ميديا هاوس » للخدمات الإعلامية والإعلانية ان صدور قرار وقف القناة بشكل فجائى فى اقل من اسبوع بعد اخطارها بضرورة بث برامجها من المدينة نفسها يعتبر وقتاً غير كافٍ، حيث كان لابد من اعطائهم فرصة وجدولاً زمنياً كافياً لنقل معداتهم، خاصة انها تعتبر من احدث الاجهزة وكلفتها أثماناً باهظة .
ويرى الحكيم أن هذا القرار سيخلق حالة تخوف لدى المستثمرين الراغبين فى الاستثمار بالمجال الاعلامى خلال الفترة المقبلة، مما قد ينتج عنه عواقب وخيمة .
ويرى الحكيم ان المعلنين الذين تضامنوا مع «دريم » ولم يوقفوا تعاقداتهم ستتاثر منتجاتهم بالايجاب نظرا لوقوفهم مع القناة، خاصة فى ظل تزايد حجم التعاطف معها لانها تعتبر اول قناة قدمت خدمة اعلانية للمشاهد بعد القنوات الحكومية .
وتوقع الحكيم ان تشهد الفترة المقبلة تزايداً فى حجم الاقبال الاعلانى على القناة نتيجة هذا التوقف بنسبة تترواح بين 15 و 20 %.
وقال الإعلامى عمرو مخلوف، مساعد رئيس التحرير بجريدة الاهرام المسائى، مما لا شك فيه إن ماحدث مؤخرا لقناة دريم وقبلها قناة الفراعين يؤكد أن الوضع فى مصر لم يتغير وما زالت هناك سيطرة تامة على الاعلام .
وأشار مخلوف إلى أن ما حدث لكلتا القناتين جعل الجمهور ينتظرهما بفارغ الصبر اكثر من الفترة السابقة، وبالتالى فان هذه القرار اثر بالايجاب على جماهيرية القناتين، خاصة أن الكل يعرف ان هناك العديد من القنوات لم توفق اوضاعها القانونية بعد، وبالتالى فلابد ان تكون هناك عدالة فى تطبيق القانون على الكل ووضع آليات قانوينة عامة تطبق على الجميع .
ويرى مخلوف أن ما حدث سيساعد على لفت انظار العديد من المعلنين الجدد نحو القناة، خاصة على برامج «التوك شو » الخاصة بها .
يرى طارق نور، رئيس مجلس إدراة وكالة «طارق نور » للدعاية والاعلان أن وقف «دريم » فى الوقت الحالى يعتبر توقيتاً غير دبلوماسى وغير سياسى، خاصة ان الكل لا يزال لا يعرف بعد مدى قانونية الكابل الخاص بالقناة، ولم يعد احد من الصح ومن الغلط فيهم، وبالتالى هذا القرار جاء فى صالح القناة وضد الحكومة .
وأضاف نور أن رد الرأى العام اكبر بكثير من قانونية الامر، وبالتالى عدم اخذه فى الاعتبار قبل اتخاذ القرار أمر غير سليم، خاصة أن معاداة الاعلام قرار خاطئ فى الوقت الحالى .
واتفق نور مع الرأى الذى يرى أن هذا القرار ساعد على زيادة جماهيرية القناة بل وجماهيرية كل القنوات الجريئة أيضا، كما اتفق مع الرأى الذى يرى أن المعلنين الذين وقفوا مع القناة ولم يسحبوا تعاقداتهم سيكسبون تأثيراً إيجابياً على اسم وسمعة المنتج .