اختلف عدد من الخبراء والمحللين الفنيين مع توصية بنك جولدمان ساكس حول بيع سهم التجارى الدولى التى أصدرها مؤخرا، مضيفين أن «CIB» من الأسهم المتوقع لها أداء قوى خلال الفترة المقبلة .
وأشار بعضهم الى أن هذه التوصية قد تكون منطقية على المدى القصير فى ظل تضخم أسعار الأسهم ولكنها غير منطقية على المدى الطويل .
كما لفت الخبراء الى أن أسهم القطاع العقارى، خاصة «طلعت مصطفى » تعتبر من الأسهم الجاذبة والتى تميز بتحركاتها القوية والمرجح لها اتخاذ منحى صاعد على المدى البعيد، فيما رأى البعض الآخر فى الوقت نفسه أن توصيات السهم تعتبر فى منطقة محيرة بين البيع والحياد .
وكان بنك «جولدمان ساكس » قد قام بتخفيض توصيته لثمانية أسهم مصرية من حياد الى بيع، وهى البنك التجارى الدولى والقلعة وبالم هيلز والسويس للأسمنت وطلعت مصطفى والمنتجعات السياحية، كما خفض توصيته لسهمى حديد عز وجى بى أوتو من شراء الى حياد .
واتفق الخبراء مع التقرير فى توصياته بالشراء لسهم جهينة، لافتين فى الوقت نفسه الى أنه لا يمكن توقع صعود سعر ذلك السهم مع التوقعات بتراجع أسهم العقارات والتجارى الدولى لتنافى ذلك مع طبيعة السوق المصرية التى تتميز فى حال صعود مؤشراتها بالارتفاع الجماعى للأسهم خاصة البنوك والعقارات .
فيما قال الخبراء والمحللون إنه لا يمكن وصف التقرير الصادر عن مؤسسة جولدمان ساكس بأنه تشاؤمى حيال مصير السوق المحلية فى ظل أن الشركة أعطت بعض التوصيات على أسهم محلية بالشراء .
وعن سهم التجارى الدولى أشار التقرير الى أن قيمته ارتفعت مقارنة بمستوياته السعرية على مدار تاريخه، مضيفة أن البنك عانى من ضعف فى نسبة القروض عام 2012 خاصة مع اتجاه الشركات الى تقليل نفقاتها الرأسمالية، لافتا الى أن قروض الشركات تمثل %85 من إجمالى قروض البنك فى مقابل %15 فقط قروض تجزئة رغم الزيادة المطردة فى هذه القروض خلال الفترة الأخيرة .
وعلى صعيد القطاع العقارى، ذكر التقرير أن القطاع يواجه عددا من التحديات المتمثلة فيضعف الطلب وقضايا الأراضى المتعلقة ببعض شركات القطاع، مشيرا فى الوقت نفسه الى أن شركات القطاع شهدت أقوى أداء خلال العام الحالى بعد تراجعها الشديد خلال 2011 ، حيث ارتفع سهم سوديك بنحو %211 وبالم هيلز بنسبة %196 ، فيما ارتفع سعر طلعت مصطفى بنحو %90 بدعم من حالة الاستقرار السياسى ونشاط القطاع المالى .
وأشار التقرير الى أن القضايا والنزاعات المتعلقة بأراضى الدولة تفاعلت مع المناخ غير المستقر على المستوى الاقتصادى لتخلق حالة من عدم اليقين لمستثمرى القطاع .
وبالنسبة لسهم المنتجعات السياحية، رأى «جولدمان ساكس » أن الشركة أدت بشكل مخيب للآمال خلال الربع الثانى من 2012 ، حيث تراجعت إيراداتها بنحو %39 مقارنة بالربع المقابل، فى الوقت الذى انخفضت فيه بنسبة %90 عن توقعات البنك .
فى حين أبقى «جولدمان ساكس » على توصيته بالشراء لأسهم كل من أوراسكوم للإنشاء والصناعة وجهينة للصناعات الغذائية وأوراسكوم تليكوم .
وأرجع التقرير إبقاءه على توصيات بشراء OCI الى توسع الشركة فى قطاع الأسمدة والتى ستضع الشركة فى المركز الثالث على مستوى العالم فى مجال الأسمدة النيتروجينية، فضلا عن ترقب السوق لإنهاء إجراءات تقسيم الشركة، فى الوقت الذى أرجع البنك فيه توصيته بشراء «جهينة » الى ارتفاع معدلات نمو أرباح الشركة علاوة على اكتسابها مكانة متميزة فى مجال انتاج الألبان المعلبة .
وأكد التقرير أن السوق المصرية استجابت لعدد من المؤشرات الإيجابية المتمثلة فى انتهاء الانتخابات الرئاسية وضخ قطر لبعض السيولة بالسوق المصرية، فضلا عن ترقب الحصول على قرض الصندوق، فى الوقت الذى تراجعت فيه احتمالات خفض قيمة العملة المحلية وقلت نسبة المخاطرة بالسوق .
وأشار الى أن السوق المصرية كانت الأفضل أداء منذ مطلع العام الحالى على خلفية حالة الاستقرار السياسى بقيادة أسهم قطاع العقارات وحديد عز وأوراسكوم تليكوم والتجارى الدولى .
من جانبه قال إيهاب السعيد، رئيس قسم التحليل الفنى، عضو مجلس الإدارة بشركة أصول للسمسرة، إن خفض «جولدمان ساكس » توصياته الى بيع بشأن سهم التجارى الدولى قد يكون بسبب ارتفاع معدل القروض غير الآمنة، فضلا عن زيادة نسبة شراء أذون الخزانة، مشيرا فى الوقت نفسه الى أن توصية البيع قد تكون منطقية على المدى القصير فى ظل تضخم الأسعار وموجة جنى الأرباح، ولكنه غير منطقى على المدى الطويل حيث يعتبر التجارى الدولى من الأسهم الجاذبة والتى يتوقع اتخاذها منحى صاعدا .
كما أشار السعيد الى أن توصيات «جولدمان ساكس » تضمنت بيع أسهم أخرى تعد جاذبة على المدى الطويل، ومن ضمنها سهما القلعة وطلعت مصطفى، لافتا أيضا الى أن تلك التوصية قد تكون مقبولة على المدى القصير فقط .
فى حين أنه لا يختلف كثيرا مع باقى التوصيات، موضحا أنه بشأن سهم المنتجعات السياحية فإن أداءه ليس بذات القوة حيث يتحرك السهم بشكل عرضى فى حين أن نسبة التداول على كل من أوراسكوم للفنادق والتنمية والسويس للأسمنت تعتبر منخفضة .
ولفت رئيس قسم التحليل الفنى عضو مجلس الإدارة بشركة أصول للسمسرة الى أنه يتفق مع توصيات البنك بشأن سهم جهينة الذى يعتبر من الأسهم القوية، مضيفا أنه من غير المنطقى أن يوصى التقرير بشراء جهينة بسعر مستهدف مرتفع 8.72 جنيه مع توقعه بتراجع أسهم التجارى الدولى وطلعت مصطفى والقلعة .
وأوضح أنه بالنظر لطبيعة السوق المصرية نجد أن صعود السوق دائما ما يتم بشكل صعود جماعى للأسهم، مضيفا أنه لا يمكن تخيل ارتفاع سهم جهينة وانخفاض عدد آخر من الأسهم القوية مثل التجارى الدولى وطلعت مصطفى وغيرهما .
وقال مصدر مسئول بأحد بنوك الاستثمار المحلية إن التقرير الصادر عن «جولدمان ساكس » يعكس وجهة نظر البنك بعدم وجود فرص كثيرة بالسوق المصرية وفقا للوضع الحالى، مشيرا الى أن الأمر يتعلق بمشاكل اقتصادية مثل مشكلة الدعم وعجز الموازنة وقرض الصندوق الدولى وغيرها .
وأضاف أن عدم وضوح الرؤية لا يساعد على وضع توقعات دقيقة للمرحلة المقبلة ويؤدى الى تباين التوقعات، مضيفا أنه فى الوقت الذى أبدت فيه «جولدمان ساكس » نظرة سلبية تجاه بعض الأسهم مثل التجارى الدولى فإن مورجان ستانلى وجى بى مورجان أبديتا فى المقابل نظرة إيجابية للسهم، لافتا الى أنه ليس بالضرورة أن تكون تلك التقارير صحيحة .
من جهته قال هانى جنينة، رئيس قسم البحوث بشركة فاروس المالية القابضة للاستثمارات المالية، إن سهم البنك التجارى الدولى لايزال يوجد به فرص شراء قوية فى الفترة المقبلة، كما رأى أن السعر المستهدف لسهم جهينة الذى تم تحديده فى تقرير جولدمان ساكس يعتبر مرتفعا جدا، فيما رأى أن سهم طلعت مصطفى يعتبر فى منطقة محيرة بين الحيادية والبيع بسبب عدم معرفة مصير قضية أرض مدينتى .
وقال جنينة إنه بشكل عام فإن التقارير الصادرة عن بنوك استثمار أجنبية عن السوق المحلية لا تكون مدروسة على فترة زمنية طويلة، فى ظل ضآلة الوزن النسبى للسوق المحلية بمؤشرات بنوك الاستثمار العالمية، حيث لا يتعدى الوزن النسبى للبورصة المصرية %0.5 بأى مؤشر عالمى، مما يقلل من أهمية الأسهم المحلية بالنسبة لبيوت البحوث التابعة لبنوك الاستثمار العالمية . وقال إن رأيه بالسوق المحلية أنه يوجد تحسن ببعض المؤشرات نتيجة حالة التفاؤل بالمستقبل، مؤكدا أن التحسن الحقيقى سيبدأ مع دخول أى من إجراءات الإصلاح الاقتصادى المنتظرة حيز التنفيذ مثل الحصول على دعم أو مساعدات من الخارج .
من جهته أكد محمود سحيم، رئيس قسم البحوث بشركة القاهرة المالية القابضة للاستثمارات المالية، أنه لا يمكن الحكم بأن التقرير الصادر عن مؤسسة جولدمان ساكس بأنه سلبى أو تشاؤمى فى ظل أن الشركة أعطت بعض التوصيات على أسهم محلية بالشراء .
ولفت سحيم الى أن سبب توصيات البيع فى الفترة الماضية يتمثل فى وصول الأسهم لمستهدفاتها التى تم تحديدها خلال فترات سابقة، مستبعدا أن تكون توصية بيع سهم البنك التجارى الدولى هى توصية بيع للأسهم فى السوق المحلية بشكل عام، لأن بنك جولدمان ساكس أعطى توصيات شراء على أسهم أخرى .