■ مفاجأة.. حجم الصادر إلى أسواق القارة السمراء أسبوعيًا لا يتجاوز 100 حاوية
السيد فؤاد:
علمت «المال» أن الخطوط الملاحية التى تفاوضت معها وزارة الصناعة والتجارة الخارجية بشأن تسيير خدمات سريعة بين مصر وبعض الدول الأفريقية، رفضت استكمال المفاوضات.
وأشارت مصادر مطلعة لـ”المال” أن تلك الخطوط يعمل وكلاؤها فى مصر، ودخلت منذ شهرين فى مفاوضات مع وزارة الصناعة والتجارة الخارجية لتسيير سفن سريعة تربط الموانئ المصرية مع أفريقيا خاصة بمنطقة البحر الأحمر.
وأضافت المصادر أن وكلاء تلك الخطوط قاموا بعمل دراسات مبدئية لهذه الخدمة التى تقترح وزارة الصناعة تنفيذها، وثبت أن حجم الصادرات لا تزيد عن 100 حاوية أسبوعيًّا، وهو ما يعد معدلا هزيلا لا يصلح لتنفيذ خدمة مباشرة ثابتة، وقد يعرض تلك الخطوط لخسائر فادحة.
كان المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، أشار إلى أن أفريقيا تمثل إحدى المناطق المهمة والواعدة للصادرات المصرية، مضيفا أن الحكومة تعمل حاليًّا على دراسة إنشاء عدد من المراكز اللوجستية المتطورة والعمل على توفير خطوط ملاحية سريعة للوصول إلى العديد من أسواق القارة السمراء.
ولفت وزير الصناعة والتجارة إلى أنه تقرر إنشاء 5 مكاتب للتمثيل التجارى فى كل من أوغندا وجيبوتى وتنزانيا وغانا وكوت ديفوار لتوفير كل الخدمات الفنية اللازمة لمساعدة المصدرين المصريين لدخول تلك الأسواق.
وذكر بعض الوكلاء للخطوط الملاحية التى تفاوضت مع وزارة الصناعة والتجارة أن الوزارة طلبت منهم تسيير الخدمة للمصدرين المصريين المتجهة صادراتهم إلى أفريقيا على أن يتم منح تلك السفن أولوية تراكى بالموانئ المصرية، بالإضافة إلى دفع مبالغ مالية تمثل الفرق بين الطاقة الاستعابية للرحلة الطبيعية وما يتم شحنه بالفعل، وذلك من صندوق دعم الصادرات.
وأوضحوا أن هذا المبدأ تم تنفيذه فى الخط الملاحى المنتظم الذى تم فى عام 2010 بين ميناء الإسكندرية وفينيسيا الإيطالى، والذى حقق خسائر فادحة نظرًا لعدم وجود حجم تبادل تجارى كافٍ لعمل خط ملاحى منتظم مع إيطاليا، فما بالنا بالسوق الأفريقية.
بدوره، أوضح أحد خبراء النقل البحرى أنه قبل الحديث عن خدمة جديدة فلابد من تنظيم وزارة الصناعة والتجارة الخارحية بعثات “بالتنسيق مع مكاتب التمثيل التجارى” إلى جنوب أفريقيا “أكبر ثالث سوق أفريقى”، كما أنه لا بد من تنسيق بين البنوك لضمان تسهيلات ائتمانية، واستغلال الربط الحقيقى الذى تقوم به الخطوط الملاحية تلقائيًّا من خلال جداول إبحارها.
ولفت إلى أنه خلال المؤتمرات الأفريقية التى تنعقد بمصر فإن الحكومة ووزارة النقل والصناعة والاستثمار ورجال الأعمال مهما اتخذوا فيه من إجراءات سياسية أو اقتصادية أو تخفيض جمارك أو رفع ضرائب لن يكون له قيمه على أرض الواقع إلا إذا كانت هناك خطوط ملاحية تقدم خدمات ملاحية مباشرة بين دول أفريقيا ومصر أو تربط أفريقيا بأوروبا عبر مصر.
وبلغت الصادرات المصرية إلى أفريقيا خلال 2014 نحو 3,8 مليار دولار وتمثل نحو %14 فقط من إجمالى الصادرات، بينما بلغت الواردات خلال نفس العام نحو 1,2 مليار دولار بما لا يتجاوز %1,7 من إجمالى الواردات.
يذكر أن متوسط تكلفة نقل حاوية من مصر إلى الصين تصل إلى 600 دولار ولكن إلى دول جنوب أفريقيا تصل من 1500 – 2000 دولار، خاصة أن مدة إبحار الرحلة إلى الصين من الموانئ المصرية تستغرق بضعا وعشرين يومًا، فيما أن نفس الحاوية من دول جنوب أفريقيا خاصة الدول الحبيسة- ليس لها منافذ بحرية- التى نحتاج إلى استيراد لحوم منها كأوغندا وإثيوبيا فى 45 يومًا.